السويداء تضحي بشبابها.. والطائفة المستنزفة في عهدة المخدرات!

السويداء تضحي بشبابها.. والطائفة المستنزفة في عهدة المخدرات!
السويداء  الجنوب الذي يميد ما بين وقيعة وأحلام وضجيج أفكار وأحزان. لم أر شعبا ينكر تأثره بعقيدة مثل أبناء السويداء... حلمهم  في وطن وقومية مخلصة تماما لفكر البعث، أو فكر بمجتمع حر على صورة الأحزاب اليسارية التي تاهت وضيعت نسبها الواقعي والمنطقي والتاريخي، وبدت  - كما البعث تماما -   تبيعك  الفكر المستعمل والمستهلك  كما يباع  اللباس الأوروبي المستعمل تماما.

وأما المبادرات فلقد أخذها حال البحث عن تصورات لمجتمع تتحقق فيه دولة القانون والمواطنة، أو أخذت تمكن الفئات الضعيفة - وخاصة النساء - عبر عودة على بدء فاته الزمان، وألقاه التاريخ  كخردة  تنتظر إعادة تدويرها، عبر طحن بآلاتٍ جبارة لتعود قابلة للتصنيع مرة أخرى! 

وفي هذه الحمأة  نسيت تماما  قضايا راهنة  وخطرة جدا جدا. السويداء.. هي "كارتل" كبير إن صح التعبير، أو "تروست"  اختص بكل أنواع المخدرات  من أرخصها وأشدها فتكا إلى أغلاها وأسرعها  للموت غير الرحيم.

 السويداء.. هي "كارتل" كبير إن صح التعبير، أو "تروست"  اختص بكل أنواع المخدرات  من أرخصها وأشدها فتكا إلى أغلاها وأسرعها  للموت غير الرحيم.

نعم "كارتل" يزرع بعضها ويستورد معظمها ويصنع بعضها ويوزعها كلها، وأما تجارها فمن كل فئة حزمة من قوادي الدين إلى قوادي الرقيق الأبيض وصولا إلى قوادي السلاح؛ وأما الفئة المستهدفة  فهي  كل من شب عن الطوق، والهدف: هلاك محتم ماديا وأخلاقيا وسيطرة كاملة وتغييب للعقل وفعل الإرادة .

في الأمس القريب يافع  يحدث مجموعة فتية تجمعوا  حوله عن "الشبو"  و"الميث" و"الكراك"  ويفرق بينهم  ويعظ بفعل كل نوع  وينصح ببراعة تسويقية بنوع،  ثم يستفيض وهو  يشرح طرق الشراء فمنها مقايضة ومنها شراكة، ومنها دفع مباشر.

 ويسأله فتى غر: "أريد منه ما يساعدني على السهر والدراسة"  فيجيبه على الفور:  "لك ما تريد. امفيتامين  هو "ميث" أصلا، وله تاريخ في الإنجازات.  تصوّر لقد زود هتلر إحدى الكتائب به وصمدت صمودا جبارا، وإذا تناولته  ستسهر ليلك كاملا بمنتهى النشاط وستكمل دراستك وتذهب إلى الامتحان  لتكتب بتميز".  

طرق شراء المخدرات.. منها مقايضة ومنها شراكة، ومنها دفع مباشر.

ويزيد في السؤال: "وكم يبلغ الغرام منه"  

يجيب الشارح التاجر الصغير والمتعاطي والعميل: " خمسون ألفا.. أو شاركني التوزيع..  أو اجلب زبائن واحصل عليه مجانا"

الآن أدركتُ لماذا لا ينضم  الشباب إلى حراكنا المدني إلا فيما ندر. كنت أعتقد أنه جيل يُديننا على خيباتنا وزمن سكوتنا وذلنا، وينصرف عن تصديقنا لأننا مهزومون تاريخيون أمامه، ولكن الأمر كان شيئا آخر.  كان هذا كله.. تعاطياً أو مشاركة في تعاطٍ وبيع وشراء.. أو جلب زبائن! 

 إنه الكثير الكثير من الضياع  والتيه، وغياب كامل لوعي جمعي كان يتوجب عليه أن يتخذ إجراءً ما، ينقذ ما تبقى.. 

الآن أدركتُ لماذا لا ينضم  الشباب إلى حراكنا المدني إلا فيما ندر. كنت أعتقد أنه جيل يُديننا على خيباتنا وزمن سكوتنا وذلنا، وينصرف عن تصديقنا لأننا مهزومون تاريخيون أمامه، ولكن الأمر كان شيئا آخر!

لكن الوعي الجمعي بات نفسه مزيفا، مُخدرا بمتاع العقائد، وبضاعة الاقتتال والتكفير والتخوين وشهوة الحضور.. وشهوة الغياب في غياهب التخدير والتحشيش والتسطيل!  

وإذا أردت أن تفتش وراء هذا كله.. فأما بنقمة إيران وحزب الله  فحدث! 

التعليقات (2)

    hope

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    بالرغم من السواد الذي غطى المشهد السوري الا ان بقعه مضيئه لازالت تابى الانكفاء. انهم ابناء سوريا الذين تركو بلادهم مجبرين ليبقوا على احترامهم لذاتهم و اجبروا العالم ان يحترمهم بافعالهم و نجاحاتهم في الدول التي استضافتهم. نعم المشهد قاتم ولكن الايام دول والناس اجناس.

    آشور

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    إما تحت رحمة المخابرات أو المخدرات .. هذا ما جناه المجرم حافظ الأسد علينا وما جنينا على أحد!
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات