رغم رفع الأسعار.. أدوية "حساسة" مفقودة.. سوق سوداء ونظام أسد متواطئ

رغم رفع الأسعار.. أدوية "حساسة" مفقودة.. سوق سوداء ونظام أسد متواطئ
من دون جدوى؛ تبحث إيمان عن دواءٍ لداء السكري الذي لا تستطيع العيش بدونه، غير أنّ أسعار الأنسولين الموجودة في السّوق السوريّة لا تتناسب والرّاتب التقاعدي الذي تتقاضاه، خصوصاً مع فقدان الأنسولين المُصنّع في المعامل السورية في مناطق سيطرة نظام أسد، واقتصاره على الدواء المُستورد الذي يُعادل سعره ثلاثة أضعاف الدواء المُصنّع محلياً.

مصادر في العاصمة دمشق قالت لـ "أورينت" إنّه وعلى الرّغم من رفع أسعار الأدوية في مناطق سيطرة أسد لنسبٍ تراوحت بين 30 و40% غير أنّ أسعارها ما تزال أقل من التكلفة،  بسبب انهيار الليرة السورية الكبير، مقارنة بعملات دول الجوار، خصوصاً وأنّ المادة الأساسية يتم استيرادها من الخارج، ولهذا السبب أحجمت معظم معامل الأدوية عن تصنيع أنواع عدّة من الأدوية، لتكتفي بصناعة بعض الأنواع المُجدية اقتصادياً، أو أن تقوم بإنتاج غالبية أنواع الأدوية، وتصديرها إلى الخارج، لا سيما إقليم كردستان العراق، الأمر الذي أفرغ السوق السوريّة من معظم الأدوية الضرورية.

وأشارت المصادر إلى أنّ أنواعاً عدّة من الأدوية اختفت من السوق السورية، ولا سيما أدوية الغدّة التي اختفت بشكلٍ كامل من السوق، على الرّغم من حاجة المرضى الماسة لها، إضافة لأدوية السكر كالأنسولين، الذي اختفى مُنتجه السوري بشكلٍ كامل بعد إحجام المعامل عن إنتاجه، في حين يتوفر الأنسولين الأجنبي الذي يأتي عن طريق التهريب.

نظام السّلات

ظاهرة جديدة بدأت تنتشر في سوق الأدوية السورية، هي ظاهرة السّلات الدوائية، حيث أكّدت مصادر لـ "أورينت" أنّه ونتيجةً للأسعار المُتدنيّة للأدوية التي فرضها نظام أسد على معامل الأدوية والتي لا تُعادل كُلفة الإنتاج، بدأت غالبية المعامل والمُستودعات العمل بنظامٍ جديد وهو نظام السّلات الدوائية.

وأشارت المصادر إلى أنّه عند طلب الصيدلية لنوعٍ معين من الأدوية؛ ترفض المُستودعات بيعه إلاّ بعد شراء خمسة أنواعٍ أخرى من الأدوية، وهذه الأنواع إمّا أنّها غير مطلوبة ولا تجد سوقاً لها، وإمّا تبقّى شهر أو أقل على انتهاء صلاحيتها.

وبعد شراء الصيدلية لتلك "السّلة" تضطر لبيع الدواء المطلوب بثلاثة أو أربعة أضعاف لتعويض الخسارة بالأنواع الخمسة الأخرى، وعلى هذا الأساس تنشأ أزمة ارتفاع أسعار الأدوية على الرّغم من أنها وطنيّة المنشأ.

أكثر من ذلك؛ أكدت المصادر وجود سوقٍ سوداء للأدوية المُنتَجة محليّاً، حيث تشاركت المُستودعات ومعامل الأدوية في هذه السوق، فلم تعد تُباع بعض الأدوية إلى خارج السوق على الرّغم من إنتاجها محلياً،  وباتت تُباع بطلباتٍ خاصة كأدوية الشقيقة على سبيل المثال، حيث إنّ السعر الرّسمي لها هو 500  ليرة، بينما أصبحت تُباع في السوق السوداء بمبلغ 3000 ليرة، وينطبق هذا الحال على أنواعٍ عدّة من الأدوية.

نظام أسد يعلم بكلِّ تلك المُخالفات، كما أكّدت المصادر، لكنه يغضُّ النظر عن تلك التصرفات لسببين؛ الأول والأهم هو الرشاوى التي يتقاضاها بعض المُتنفذين في نظام أسد، والثاني عجزه عن تأمين أدوية بديلة.

وكان نظام أسد رفع في السابع عشر من حزيران الفائت أسعار الأدوية لنسبٍ وصلت إلى 30 و40 بالمئة بعد آخر تعديل بالسعر فرضه المجلس العلمي للصناعات الدوائية، وشمل أكثر من 90% من الإنتاج المحلي للدواء، لكن المُشكلة لم تكن في أسعار الدواء، بل في الانهيار الاقتصادي المُتسارع الذي تشهده سوريا.

وبالعودة إلى إيمان التي تعيش بمفردها؛ باتت اليوم تستجدي أبناء إخوتها الذين تركوا البلاد واستقروا في أوروبا لإرسال بعض الدولارات لشراء الدّواء الذي تحتاجه، خصوصاً وأنّ كافة مُدّخراتها التي جمعتها طيلة سنين استنزفت خلال السنوات العشر الماضية، وفي دمشق يُصرُّ أسد ونظامه على إذلال من تبقى من السوريين الذين يُقيمون تحت سلطته مُجبرين، مُتجاهلاً الحال الذي وصلوا إليه، الأمر ردّه بعض السوريين إلى أنّ أسد غير قادر على فعل أيِّ شيءٍ لهم، بعد أن سلّم البلاد ومُقدّراتها إلى الروس والإيرانيين.

التعليقات (1)

    hope

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    لا يطلع فهيم هلق ويكتب بالالفاظ السوقيه المستهلكه للموالين يلي قرفنا منها ويشكك بانسانيتنا ووطنيتنا. بس الوضع ما عاد بيمس الخبز ومعيشة الناس و كرامتها. صار عم بيمس حياة البني ادم شو عم يستنى يلي بيصر انو الاسد او لا احد او نحرق البلد او...... صارت الاسد و (و ) بيموت البلد و الشعب ,
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات