ما تأثير توافد السوريين لقضاء "إجازة العيد" على أسواق الشمال المحرر؟

ما تأثير توافد السوريين لقضاء "إجازة العيد" على أسواق الشمال المحرر؟
تفاوتت التقديرات بشأن التأثير الاقتصادي الذي سيحدثه توافد مئات آلاف اللاجئين السوريين لقضاء إجازة عيد الأضحى في أسواق الشمال السوري المحرر التي تعاني من حالة ركود حاد، نتيجة ضعف القوة الشرائية، وتدني متوسط الأجور، وتراجع الموسم الزراعي بسبب الجفاف.

 

وفيما يستمر توافد السوريين إلى المعابر الحدودية التركية مع الشمال السوري، أبلغ مصدر من "الحكومة المؤقتة" "أورينت نت" أن السلطات التركية وافقت على دخول 100 ألف زائر (عدد المسجلين للآن في النظام الإلكتروني التركي للمعابر) من معابر "باب الهوى" في ريف إدلب، و"باب السلامة" و"جرابلس" بريف حلب، و"تل أبيض" بريف الرقة (نبع السلام).

ووفق الأرقام التي رصدها موقع "أورينت نت"، بلغ عدد الوافدين من معبري "باب السلامة" و"جرابلس"، 1309 زائرين حتى مساء السبت.

 

ويسود شبه إجماع بين الأوساط الاقتصادية بأن دخول هذا العدد، من شأنه تحريك الأسواق في الشمال السوري، حيث ترجح تقديرات أن يزور الشمال السوري نحو 15 ألف عائلة على أقل تقدير.

ويقول عميد كلية الاقتصاد في جامعة حلب الحرة، عبد الله حمادة، لـ"أورينت نت"، إن دخول كتلة بشرية كبيرة إلى الشمال السوري، يؤدي دون أدنى شك إلى تحسين الحركة التجارية في أسواق مدن وبلدات الشمال السوري.

ويعتبر أن من الطبيعي ازدياد حركة الطلب على المواد الغذائية والملابس وغيرها من الحاجات الأساسية في أسواق الشمال السوري.

 

ويوضح حمادة، أن افتتاح المعابر في هذا العيد كان مفاجئاً إلى حد ما، ونسبة كبيرة من الزوار سيشتري حاجيات العيد من الشمال السوري، ويرجح كذلك أن يزداد الطلب على الأضاحي في الشمال السوري، نظراً لتدني سعرها مقارنة بالأسواق التركية.

 

وكل ذلك يعني، من وجهة نظر حمادة، أن القرار التركي بافتتاح المعابر سيكون له أثر إيجابي واضح على الحركة التجارية في الشمال السوري، ويضيف: إن "المتوقع أن تزداد الكتلة النقدية المتداولة في أسواق الشمال، لأن الزائرين سيُدخلون معهم مبالغ نقدية جيدة".

ويقول عبد الله النجار، وهو صاحب محل لبيع الألبسة الجاهزة في مدينة أعزاز، إن عدد الزوار لم يكتمل ومع ذلك بدأت الأسواق تستعيد عافيتها تدريجياً، ويؤكد لـ"أورينت نت"، أن حركة بيع الألبسة في موسم عيد الأضحى أفضل بكثير من موسم عيد الفطر، ويقول: "مع الإعلان عن افتتاح المعابر أبوابها لإجازة العيد، زدتُ كمية الملابس، إلى الضعف تقريباً".    

ويصف النجار، الحركة التجارية بـ"الجيدة"، ويعتقد أن الطلب سينتعش مع اقتراب عيد الأضحى. 

أما حسين الأحمد، صاحب محل لبيع اللحوم في مدينة الباب، فيقول إن الطلب على الأضاحي يشهد ارتفاعاً مقارنة بعيد الأضحى الماضي، ويبيّن أن "نسبة كبيرة من الزوار يخططون لذبح الأضاحي هنا".

 

وعلى المنوال ذاته، يرى وزير المالية والاقتصاد في "الحكومة المؤقتة"، عبد الحكيم المصري، مع حمادة، أن دخول كتلة بشرية لديها قوة شرائية مرتفعة مقارنة بقدرة غالبية السكان في الشمال المحرر، يساعد في زيادة استهلاك كل المواد الضرورية وغير الضرورية في الشمال السوري.

 

ويقول: "المنتظر أن تشهد أسواق الشمال تحسناً، وخصوصاً أن الأخيرة تعاني حالياً من موجة كساد ناجمة عن مسببات عدة، في مقدمتها ارتفاع الأسعار، وعدم تناسبها مع حجم الدخل".

 

 لكن للباحث الاقتصادي في جامعة "يوزنجويل فان" التركية، الدكتور أحمد ناصيف، رأي مغاير، ولئن اتفق مع الآراء السابقة بحتمية تأثر حركة أسواق الشمال السوري إيجاباً، إلا أنه يعتقد أن حجم التأثير سيكون محدوداً للغاية.

 ويرجع تقديره، خلال حديثه لـ"أورينت نت"، إلى أن غالبية الزائرين هم من أصحاب الدخل المحدود في تركيا، الذين يتقاضون الرواتب بالحد الأدنى (2500 ليرة شهرياً).

 

وحسب ناصيف، فإن غالبية أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب الشهادات من اللاجئين السوريين حصلوا على الجنسية التركية، ودخولهم إلى سوريا ليس محدداً بفترة الأعياد.

 

وبذلك، فإن الأثر على الأسواق لن يكون كبيراً، لأن غالبية الزائرين قوّتهم الشرائية ضعيفة أساساً، وفق ناصيف.

 

وتحت تأثير الخوف من تفشي فيروس كورونا، مُنع السوريون في تركيا من قضاء إجازات العيد في بلادهم نحو عامين.  

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات