هجوم نوعي على نظام القطارات في إيران وصحيفة تكشف الجهة المنفذة

في تطور جديد بعد حادثة احتراق سفينة إسرائيلية شمال المحيط الهندي، تعرضت المنظومة الإلكترونية الخاصة بخدمات القطارات في إيران لهجوم إلكتروني أدى لظهور عبارات على شاشات الرحلات بدلاً من المواعيد، ما دفع سلطات النظام الإيراني لإيقاف غالبية الرحلات.

هجوم إلكتروني

وذكرت صحيفة (هارتس) الإسرائيلية في خبر لها حول الحادثة اطلع عليه موقع أورينت نت: "لقد تأخرت رحلات القطارات في إيران أمس الجمعة بسبب هجمات إلكترونية، حيث نشر قراصنة رقم هاتف المرشد الأعلى للبلاد (خامنئي) كرقم للاتصال للحصول على معلومات، وذلك عبر الشاشات المخصصة للإعلان عن موعد الرحلات داخل المحطات".

وأضافت: "أفادت الإذاعة الحكومية الإيرانية (IRIB)، أن القطارات تأخرت أو ألغيت بسبب تعطل مكاتب التذاكر والموقع الإلكتروني للسكك الحديدية وخدمات الشحن، وشهدت محطات السكك الحديدية فوضى غير مسبوقة في جميع أنحاء البلاد، فيما ذكرت وكالة أنباء فارس في خبر لها، أن إشعاراً ظهر على اللوحات الإلكترونية تضمن رسالة تدعو المواطنين للاتصال برقم يخص في الواقع مكتب (خامنئي) في حال حاجتهم لأية معلومات"، في حين أكدت الإذاعة الحكومية أن الفنيين تحققوا من الاضطرابات ونفوا حدوث تأخيرات كبيرة.

هل إسرائيل خلف الأمر؟

رغم عدم تبني إسرائيل للأمر وعدم التعليق من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية، ذكرت صحيفة (الجريدة) الكويتية في خبر لها، نقلاً عن مصدر في شركة القطارات الإيرانية -لم تسمّه- قوله، إنه "ولمدة قصيرة شاهد بعض المراجعين لصفحة مؤسسة القطارات الإيرانية رسالة جاء فيها أن هذه الشبكة تمت السيطرة عليها من قبل القراصنة، لكن خبراء المعلوماتية في الشركة استطاعوا إعادة السيطرة على الصفحة الأساسية للشركة على الإنترنت خلال بضع دقائق".

وأضافت: "خبراء جهاز مكافحة القرصنة وخبراء منظمة الحروب غير الاعتيادية هموا لمساعدة خبراء شركة القطارات، وقد أكدت المعلومات الأولية أن مصدر الهجوم هو إسرائيل"، مشيرة إلى أن الإسرائيليين يستخدمون هويات إلكترونية مزيفة من دول مختلفة للدخول إلى الأنظمة الإلكترونية في إيران ليصعب تتبعها، ولكن هذه المرة فإن الهجوم تم من إسرائيل مباشرة ويبدو أنهم كانوا يريدون إعطاء رسالة تأكيد أنهم هم الذين قاموا بهذا العمل.

الإعلام الإيراني ينفي

في سياق ذلك، نفت إذاعة (فاردا) الإيرانية صحة وقوع هجوم إلكتروني من الأساس، لافتة إلى أن الخبر الذي نشرته وكالة أنباء فارس عن الهجوم قامت بحذفه لاحقاً، وهو ما يلمح بتعرض الوكالة للتهديد والضغط، حيث ذكر الراديو في تقرير نشره حول الحادثة قائلاً: "رداً على تقارير تعطل القطارات ، قال مدير عام العلاقات العامة للسكك الحديدية إن التعطيل حدث في المنطقة التجارية، ولم يكن هناك عائق أمام قطارات الركاب والشحن".

ويأتي الهجوم بعد أيام قليلة من تعرض إحدى سفن الشحن التابعة لإسرائيل لهجوم أسفر عن اندلاع النيران على متنها، فيما وجهت تل أبيب أصابع الاتهام لإيران بالوقوف وراء الحادثة، حيث نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية قولهم، إن "جميع المؤشرات والاعتقادات تشير إلى أن إيران تقف خلف هذا الهجوم".

وخلال العام الماضي، شهدت عدة منشآت إيرانية (هامة وحساسة)، العديد من الانفجارات والحرائق الغامضة، بما في ذلك مواقع نووية وقواعد عسكرية ومنشآت صناعية عسكرية وخطوط أنابيب النفط ومحطات طاقة وغيرها، وقد أهمل المسؤولون إصدار تقرير دقيق وواضح عن أسباب هذه الحوادث ونسبوها لأعدائهم دون تسمية تذكر.