وحتى يجتاز معبر الرقة الواقع جنوب مدينة الطبقة، للتوجه نحو مستشفيات دمشق لعلاج والدته من مرض السرطان، يتعين على الأربعيني علي الذي اكتفى بذكر اسمه الأول لـ"أورينت نت" أن يدفع مبلغاً مالياً يحدد قيمته مزاج عناصر المعبر من جانب ميليشيا أسد، فأحياناً يدفع 2500 ليرة، وأحياناً 1000 ليرة سورية، منوها إلى أن الحافلة الواحدة لا يسمح لها بالمرور قبل أن يتم تحصيل حوالي ما بين 150 و200 ألف ليرة من الركاب.
ويؤكد أن كل ركاب الحافلة يدفعون الأموال دون استثناء، ومن لا يدفع منهم يكون عرضة للتوقيف تحت أشعة الشمس لساعات، وكذلك لتوجيه التهم من قبيل الانتماء لتنظيم داعش.
ويؤكد أن عناصر الحاجز اعتقلوا خلال الأيام الماضية عشرات الأشخاص من أبناء الرقة، ولم يتم إطلاق سراحهم إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، فضلاً عن مصادرة الأجهزة الخلوية لعدد منهم، وأضاف ساخراً: "لذلك أدفع 2500 وبعين الله".
ويستحيل على أي مسافر اجتياز حاجز الرقة الرئيسي الذي يبعد عن الرقة نحو 17 كيلومتراً جنوباً، دون دفع المبالغ المالية لعناصر "الفرقة الرابعة"، ثم للحواجز المنتشرة على طول طريق السلمية- الرقة، والتي غالباً تتبع لشبيحة أسد أو ما يسمى بـ"الدفاع الوطني"، على ما ذكر لـ"أورينت نت"، الناشط الإعلامي مهاب الناصر، من الرقة.
ويضيف الناصر أن الإتاوات على الحواجز تحولت إلى أمر معتاد لدى أهالي الرقة، ويستدرك: "كذلك تفعل مليشيات "قسد" الأمر نفسه، فهي تفرض الرسوم عند الخروج من الرقة والعودة".
الناشطة الإعلامية راوية محمد، أشارت في حديث لـ"أورينت نت"، إلى أن العناصر يبتزون المدنيين عند دخولهم وخروجهم من كل المعابر (الرقة، الهورة، السبخة) التي تربط الرقة بمناطق سيطرة أسد، وتجبرهم على دفع المال إلى جانب الرسوم على الأمتعة والبضائع، حتى البسيطة منها، تحت التهديد بالمصادرة.
أما بخصوص السيارات، فبيّنت "محمد" أن النظام يفرض رسوماً جمركية على حركة الذهاب والإياب نحو الرقة، مشيرة إلى أن النظام يفرض تسجيل السيارات عنده بشكل نظامي.
وأضافت الناشطة أن المعابر تشكل شريان الحياة للرقة، بحيث يتم إدخال المواد الغذائية والبضائع القادمة من حلب ودمشق وغيرها من المدن السورية.
وفي السياق نفسه، كشف موقع "الخابور" الذي يراقب التطورات في المحافظات الشرقية السورية، قبل أيام، عن اعتقال "الفرقة الرابعة" 8 شبان على حاجز "صفيان" بعد خروجهم من مناطق سيطرة مليشيا "قسد" في الرقة، نحو مدينة حماة.
وأوضح أنه جرى اعتقال الشبان، بهدف ابتزازهم لمصادرة هواتفهم المحمولة وأموالهم بعد رفضهم دفع الرشاوى للحاجز، بتهمة تصوير مناطق انتشار قوات النظام.
وطبقاً للموقع، يعاني أهالي مدينة الرقة من بطش حواجز "الفرقة الرابعة" وابتزازها في كل عملية دخول وخروج إلى المدينة وريفها.
التعليقات (3)