وموقع "jocial" أو شركة "جوسيال" هي منصة كاملة متكاملة، نشاطها يتمحور حول الدعاية والإشهار وترويج العلامات والماركات التجارية لشركات ضخمة، ومقرها في لندن ولها مكتب ثانٍ في أمريكا، وتعمل منذ أكثر من 12 عاماً، ومؤسس الشركة هو Jaime March.
وانتشرت هذه المهنة بعد نشر العشرات من الشبان لأرباحهم التي وصلت إلى مبالغ طائلة خلال أشهر قليلة، في حين يخشى آخرون من أن تكون المنصة باباً من أبواب الاحتيال.
وقال "فادي سكاف" وهو أحد المشتركين في شركة "جوسيال" إن "هذه الشركة تهدف لتسويق الإعلانات عبر المؤثرين بكل أنحاء العالم، وقد عملت معها بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي نمر بها وقلة الأموال والأعمال".
وأضاف في حديث لموقع أورينت نت أن "طريقة الأرباح هي من خلال شراء باقات اشتراك بقيمة 60 دولاراً لمدة 3 شهور، وباقات 240 دولاراً لمدة 12شهراً، وبعد الاشتراك وتفعيل الحساب، تقوم الشركة بإعطاء المشترك إعلانات تنشرها على صفحته في "فيسبوك" على العامة، وقيمة الإعلان 5 دولارات".
ولفت في حديثه إلى أن "أي شخص لديه مبلغ 60 دولاراً وهاتف وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي يمكنه العمل مع الشركة".
وتتعدد مجالات عمل هؤلاء الشباب فمنهم من يعمل بالطرق المجانية، ومنها الكوينزات ومواقع مشاهدة الإعلانات والتسويق الشبكي والتسويق بالعمولة.
وقال "عبد المجيد قلعجي" وهو مشترك في جوسيال: "منذ الشهر الثالث قمت بالاشتراك مع الشركة بعد إنشاء حساب فيسبوك وإيميل (جيميل) خاص، ثم الاشتراك لمدة ثلاث أشهر بقيمة 60 دولاراً، حيث أقوم بشكل أسبوعي، بتنزيل حملة إعلانات ونشرها مقابل الحصول على أرباح من الشركة".
وأشار في حديث لموقع أورينت نت إلى أن "الناتج الحقيقي لا يعود على أي مشترك خلال شهر أو شهرين، وإنما يحتاج إلى أكثر من 5 أشهر، وذلك بعد تجديد الاشتراك الثاني للحصول على كميات أكبر من الإعلانات".
وأوضح "قلعجي" أن "هناك بعض الأشخاص مشتركون بأكثر من 10 حسابات أو 20 حساباً وكلما زاد عدد الحسابات زادت الأرباح مع الحصول على عدد أكبر من الإعلانات".
وحول عمليات الاحتيال التي تسببها عمليات التسويق الالكتروني ذكر أنه "بالنسبة لعمليات النصب فحتى الآن لم نجد من يشتكي من عمليات احتيال، وبالنسبة لجني الأرباح فيكون عن طريق تجميع 100 دولار في كل حساب، ثم سحبها عن طريق حساب باي بال".
ويلجأ عدد كبير من الشباب في محافظة إدلب على العمل عن طريق الإنترنت، حيث إن هذا المجال يلقى رواجاً كبيراً، كونه مجالاً واسعاً ويمكن أن يجلب بعض المال للعاملين فيه.
ولكن بنفس الوقت تعدّ هذه الطرق نوعاً من المخاطرة بمال الشباب الذين يلجؤون للربح عن طريق الإنترنت، فليس هناك ضامن أو محاسب لتلك المواقع في حال اختلست تلك الأموال.
وقال "محمد العمر" وهو خبير تسويق الكتروني إنه " بالنسبة لشركة جوسيال فمن المعروف أنها شركة إعلانات بريطانية تجذب الكثير من الشبان بسبب رسم الاشتراك القليل نوعاً ما، والذي لن يؤذي المشتركين كثيراً في حال كانت هناك عمليات احتيال عليهم".
وأضاف في حديث لموقع أورينت نت: "من الواضح أنه ليس هناك عمليات احتيال خلال العمل ولكن بنفس الوقت، فإن معدل الأرباح للمشتركين الجدد يُعد قليلاً ويتراوح بين دولارين اثنين إلى 3 دولارات يومياً، في حين أن أحد المشتركين القدامى نشر في وقت سابق أرباحاً قدرت بـ 53 ألف دولار خلال 6 أشهر".
وخلال الأشهر الماضية أصبح العمل في مجال العملات الرقمية (الكوينزات)، والتسويق الإلكتروني عبر الإنترنت ظاهرة لافتة بين الشباب والسيدات في الشمال السوري المحرر وخاصة في المخيمات، وذلك في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وعدم وجود مشاريع اقتصادية تستوعب اليد العاملة أو تفي بالاحتياجات الرئيسية للعائلات، خاصة أن الكثير منها إما مهجر أو فاقد للمعيل أو كلاهما معاً.
وفي تقرير سابق، قالت فاتن السويد (مرشدة نفسية واجتماعية) لموقع أورينت نت إن العمل في العملات الرقمية يساهم بشكل كبير في تعويد الجيل على اللعب وبالتالي إضعاف حس المسؤولية لديه بشكل كبير، فضلاً عن أن بعض الألعاب، وخاصة تلك التي تتعلق بغرف الدردشة قد تؤدي بالشباب المراهق بشكل خاص إلى الانحراف في ظل غياب رقابة الأهل والانقطاع عن المدارس وعدم وجودها أصلاً في كثير من المناطق، غير أنها استطردت: " رغم كل ذلك تبقى هذه الألعاب والتطبيقات أهون الشرور في ظل ظروف النزوح والحرب القاسية.. فهي تبقى أهون من السرقة وتجارة الحشيش أو المخدرات، وتؤمّن ما يسد الرمق لكثير من العائلات التي غاب عنها المعيل وأهملتها الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية".
التعليقات (15)