عواصم محور المقاومة تغرق في الظلام وطهران على شفير الكارثة (فيديو)

عبثاً يُحاول مُعمَّمو إيران إيجاد مخرج لهم من الانقطاعات المُتكررة في الكهرباء، بتبريرات لا تغني ولا تسمن من جوع، مع زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مدن وأقاليم إيران، خصوصاً وأن عبارات الصمود والمقاومة لم تعد تجد أُذناً صاغية.

ومنذ أكثر من أسبوعين؛ ومع اشتداد الحر في إيران؛ شهدت كافة المدن الإيرانية انقطاعات وصلت إلى ثماني ساعات، مع العلم أنّ إيران تحتل المركز الرابع على مستوى العالم في إنتاج الغاز اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية، كما إنّها تمتلك محطّات نووية لإنتاج الكهرباء كمحطة بوشهر التي تولِّد 1000 ميغا وات من الكهرباء.

أما الأسوأ؛ فشملت الانقطاعات الكهربائية معظم المشافي في إيران، ما أدى إلى موت العشرات في تلك المشافي التي تحتاج للكهرباء لتشغيل أجهزتها خصوصاً في قسم العناية المُركّزة. الطبيب الإيراني محمد رضا هاشمیان نشر فيديو في أحد المشافي الإيرانية يظهر حجم الكارثة هناك، وكتب هاشميان: "كارثة أخرى بعد انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء إيران، وفاة المرضى الذين تم إدخالهم إلى جناح وحدة العناية المركزة".

إضافة إلى المشافي، شملت الأضرار مختلف نواحي الحياة في إيران، ولا سيما الاقتصادية منها، حيث نشر ناشطون إيرانيون صوراً وفيديوهات تُبيّن تلك الخسائر، ومنها فساد 10 أطنان من الأسماك نتيجة انقطاع الكهرباء، كما اقتحم عدد من الفلاحين في محافظة خوزستان إدارة الماء والكهرباء في المدينة نتيجة تلك الانقطاعات.

أكثر من ذلك، الوضع المُزري الذي وصلت إليه الحال في دولة العمائم دفع الإيرانيين للخروج بمظاهرات واسعة، شملت مختلف المُدن للاحتجاج على الوضع السيّئ الذي وصلت إليه دولتهم الغنيّة بالنفط والغاز كما يقولون.

أعمى يقود مشلولاً

أما في العراق، فمنذ سقوط النظام العراقي السابق فإنّ الأموال التي أُهدرت من أجل تحسين واقع الكهرباء فاقت كل التصورات، إذ أنفقت الحكومات المتعاقبة مبلغ 80 مليار دولار على تشغيل وصيانة شبكات الكهرباء منذ عام 2003 حتى الآن، وربما كان بإمكان العراق بناء محطات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية لو استثمرت تلك الأموال بشكل صحيح. 

الصحفي العراقي حيدر الجنابي قال في تصريحات لـ أورينت نت": "إنّه وبعد أن اتجه العراق إلى الربط الكهربائي مع مصر عبر الأردن؛ ارتفع مستوى الهجمات التي تستهدف أبراج نقل الطاقة بحيث وصل مستوى تجهيز الكهرباء في بعض المحافظات إلى أقل من خمس ساعات فقط خلال اليوم، في حين يؤكد بعض المتابعين السياسيين أن أزمة الكهرباء وتفجير أبراج نقلها ما هي إلا أزمة سياسية مفتعلة تقوم بها بعض الجهات التي ترتبط بإيران من أجل إجبار العراق على وقف عملية الربط الكهربائي مع مصر، ولا سيما بعد القمة الأخيرة "العراقية الأردنية المصرية".

وفي الوقت الذي تُعاني فيه إيران ما تُعانيه من انقطاعات في التيار الكهربائي؛ أُعلِنَ في بغداد اليوم الثلاثاء 7-6-2021 عن اتفاق مع إيران لزيادة إمداد الغاز وإعادة وصل خطوط نقل الكهرباء إلى العراق، الأمر فتح موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، فإيران التي تجتاحها المظاهرات احتجاجاً على انقطاع الكهرباء، تُريد تصدير الكهرباء للعراق!.

وبعد انتشار هذا الخبر؛ ردّ عدد من الناشطين العراقيين على حكومتهم ليؤكدوا أنّ المسؤول عمّا وصلت إليه الحال العراقية هو إيران، حيث كتب "أرين": "تنفيذاً لأجندات إيران لجعل العراق بلا كهرباء؛ قام الحشد الشعبي الشيعي الطائفي بسلسلة من الهجمات التي استهدفت محطات الكهرباء العراقية، كما سجلت كركوك عملية استهداف إرهابية لشركة غاز الشمال"، أما عمار علي فقال في تغريدة: "اكتمل محور البؤس والفشل والفساد، لا كهرباء من طهران إلى العراق إلى سوريا ولبنان".

سوريا.. انقطاع  الكهرباء لم يعد استثناءً

أما في سوريا، فالوضع لم يكن أفضل من باقي دول محور المُقاومة، فلا ماء ولا كهرباء ولا خبز، ولم يعد باستطاعة نظام أسد تقديم المزيد لمُريديه.

والأخبار القادمة من دمشق وباقي المدن السورية تؤكد أن انقطاع التيار الكهربائي لم يعد استثناءً، بل بات هو القاعدة وما سواه هو الاستثناء، لكن وخلال الأسابيع الأخيرة ازدادت وتيرة انقطاع التيار الكهربائي لتصل لأكثر من 18 ساعة يومياً.

ويؤكد سوريون أنّ الوضع في سوريا عموماً ودمشق خصوصاً لم يعد يُطاق خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث شهدت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حفلات من الشتائم والسباب ضد أسد ونظامه.

إذاً؛ فدمشق التي عرفت الكهرباء قبل أكثر من 114 عاماً تحوّلت بعهد أسد الأب والابن إلى واحدة من أتعس وأسوأ أماكن العيش في العالم، وتحوّلت كافة الخدمات الأساسيّة فيها إلى حلم للسوريين الذين يعيشون تحت حكم نظام أسد.

عاصمة الفينيقيين

أما بيروت.. سويسرا الشرق فهي أيضاً كشقيقاتها تغرق بالظلام، ومع أكثر من عشرين ساعة تقنين، يئنّ اللبنانيون فيها ولا من مجيب، خصوصاً بعد أن أصبح زعيم ميليشيا حزب الله الشيعيّة هو من يُشكل الحكومات هناك.

أزمة الكهرباء التي تضرب لبنان أوقفت عدداً من المتاجر في البلاد عن بيع بعض المواد والسلع الأساسية للسّكان، كالأجبان والألبان والمنتجات التي تحتاج للتبريد المكثف، ويتخوّف لبنانيون أن تؤدي الأزمة الخانقة التي يعيشونها إلى توقف المولدات الكهربائية الخاصة بالأحياء بسبب ندرة مادة المازوت التي يتم استعمالها في تشغيلها.

ومع تغوّل زعيم ميليشيا حزب الله "حسن نصر الله"؛ انفضّت كلُّ الدول التي كانت تُساعد لبنان عنه، وبقي لبنان وحيداً أمام الهجوم الإيراني الذي لا يُفوّت فرصة للدخول إلى السوق اللبنانية، غير أنّ وجود بعض العقلاء هناك لا يزال يمنع هذا الدخول والسيطرة على لبنان برمّته.

التعليقات (2)

    hope

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    ما يدعو للحيره فعلا ان كتير من المناصرين لولاية الفقيه والافعال الاجراميه التي ترتكبها عصاباته لا زالو مقتنعين بصواب توجهاتهم . الى متى المكابره و الهروب من الواقع الذي وصلت اليه بلادنا. اليست هذه المافيات هي سبب المصائب التي حلت بنا. اي درك اسفل قد نصل اليه بعد هذا؟؟

    Kamal El zein

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    ان من أسبابه هو وجود الحقد والطائفية والفساد في أبناء الشعب نفسه مما يمهد الطريق للفاسدين السياسيين. في هذه البلاد يشترى حتى الاصابع والالسن لتمدح بالفاسد
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات