"جنود الشام" على قائمة القتل.. محللون يكشفون لأورينت دوافع تحرك الجولاني ضد منافسيه

هئية تحرير الشام - أرشيف
ونتيجة البراغماتيّة الشديدة التي ينتهجها الجولاني والاتهامات العديدة التي وُجّهت له من عدد من الجهاديين، عصفت بالهيئة انشقاقات كبيرة لبعض قادة التيار المُتشدد بالتنظيم، واليوم يُحاول أبو محمد الجولاني الإبقاء على الهيئة قويّة ومتماسكة، بعد أن أقصى كافة الفصائل المحليّة، ولم يبقَ أمامه سوى بعض الفصائل الجهادية الصغيرة، بعد أن أقصى كُبرى الفصائل الجهادية كحرّاس الدين.
واليوم تخرج هيئة تحرير الشام لتُطالب فصيل "جنود الشام" بالتفكيك والرّحيل عن إدلب كما قال "مسلم الشيشاني" في بيانٍ له: "تفاجأنا بالناطق باسم مكتب العلاقات الإعلامية للهيئة يتكلم بكلام، وكأنه لا يعلم بالذي حدث معنا ويوجه لنا تهماً نحن براء منها".
وأضاف "نعم أتتنا ورقة استدعاء من مسؤول جهاز الأمن العام التابع للهيئة في منطقتنا، وفي اليوم التالي ذهبت إلى جهاز الأمن العام التابع للهيئة وطلبوا مني تفكيك الجماعة ومغادرة إدلب، وقالوا لي "هذا قرار نهائي ولا يُسمح لك بالاستئناف على هذا القرار".
وردّاً على كلام الشيشاني، قال المُتحدث باسم هيئة تحرير الشام تقي الدين عمر في تصريح لـ "أورينت نت" إنّ ما تقوم به (الجهات المعنية) في إدلب هو ضبط ومحاصرة بعض المطلوبين وأصحاب السوابق، وهذا إجراء قضائي عام يشمل الجميع وليس مقتصراً على فئة معينة، مضيفاً: "ما حصل هو تستر بعض العناصر ضمن هذه المجاميع الصغيرة، ومن واجب الجهات القضائية تتبعهم أينما كانوا".
ورفض "عمر" ما أُشيع عن محاولة الهيئة السيطرة على الفصائل في إدلب، مؤكداً أن "إدلب وجبهاتها مفتوحة للجميع، وليس خلافنا مع من تفرغ للجبهات أو خدم الثورة في مجالاتها المتعددة، وإنما مع فئة ارتكبت قضايا أمنية وجنائية يجري البت فيها أصولاً"، على حد قوله.
بدوره، قال الباحث بشؤون الجماعات الإسلامية عباس شريفة لـ "أورينت نت" إنّ رئيس هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني يُريد السيطرة على منطقة إدلب، ويسعى لتفريغ المنطقة من أي عناصر جهادية كأنصار التوحيد أو أجناد القوقاز المعروفة بـ (جنود الشام) وقائدهم الجورجي المعروف بمسلم الشيشاني أو أنصار الإسلام وهي جماعة سلفيّة كردية قدِمت من شمال العراق، وذلك حتى لا تكون جهة استقطاب للجهاديين المهاجرين من مختلف دول العالم، كما جرى مع تنظيم حراس الدين الذين قاتلهم الجولاني، بعد أن أصبحوا جهة استقطاب قويّة.
ويعتقد شريفة أنّ الجماعات الجهادية الموجودة في إدلب باتت تستقطب عناصر هيئة تحرير الشام، حيث تسرّبت أعداد كبيرة من هيئة تحرير الشام والتحقت بتلك الجماعات، مؤكداً أنّ العناصر المنضوين في هيئة تحرير الشام لا يحملون أفكاراً أيديولوجية كتلك التي تحملها الفصائل الجهادية في إدلب.
أما الخبير بالجماعات الجهادية عرابي عرابي، فأكّد لـ"أورينت نت" أنّ أبو محمد الجولاني ومنذ تأسيسه جبهة فتح الشام وإعلانه الانفصال عن تنظيم القاعدة، تشكّلت لدى التيار المُتشدد في الجبهة بقيادة الحجازي وأبو خديجة الأردني وسامي عريدي وبقيّة الشرعيين قناعة بأنّ الجولاني يسعى لإقصائهم، خصوصاً بعد مقتل خليّة خراسان.
وأشار عرابي إلى أنه بعد الحادثة بدأت الشكوك بأنّ هذا الرجل (الجولاني) له يد في قتل هذه الخلية، سواءٌ عبر التعاون أو عبر تسهيل مهمة من كانوا يبحثون عنهم لقتلهم من خلال تحديد موقعهم، ولم يعترض الجولاني قطّ على قتل تلك الخليّة.
وعند الإعلان عن انطلاق جبهة فتح الشام؛ بدأت الخصومات والخلافات داخل الجبهة، وكان من المُقرر قبل إعلان ولادة هيئة تحرير الشام أن ينسحب تنظيم حراس الدين من هذا الجبهة، حينها بدأت الخلافات تزداد شدّة من خلال التعرّض على الحواجز أو الإقصاء أو تجفيف المنابع، ومنذ ذلك الوقت كانت كافة الجماعات الجهادية تعلم أنّ الدور سيصل لها، لكن متى لا أحد يعلم.
وأردف عرابي: "في البداية هيئة تحرير الشام كانت مشغولة أكثر بإقصاء المنافسين المحليين، حيث إنّ إقصاء المنافسين الجهاديين أمر سهل، فلمّا استتب الأمر بعد إضعاف حركة أحرار الشام، وإخراج نور الدين زنكي ووقوف فيلق الشام على الحياد، حينها تحوّلت الجبهة إلى الجهة الوحيدة القادرة على التفاهم مع الروس والأتراك فلا أحد قادر على منافستها على الأرض، وعندها أيضاً بدأت الهيئة بإقصاء فصيل حراس الدين، الذي وقف ضدّ الاتفاق (التركي - الروسي - الإيراني).
أما لماذا بدأت الهيئة بفصيل حراس الدين؛ فيعتقد عرابي أنّ الحراس هم التنظيم الأكبر أو الشجرة الأكبر وعند استئصالها فإنّ بقية الأشجار سيسهل كسرها أو استئصالها، ومنذ ذلك الوقت أيضاً؛ علمت بقيّة الفصائل أنّها ستواجه ذلك المصير، باستثناء التركستان كونهم يتناغمون ومتفقين مع الهيئة في كافة سياساتها ولا يخرجون عن منهجها.
وعن سبب رغبة الهيئة بتفكيك كافة الفصائل؛ لا يستبعد عرابي أنّ ينفذ الجولاني مطالب تركية أو روسية، وفي الوقت نفسه يشدد على المطلب الذّاتي للجولاني، حيث إنّ الجماعات المُتقاتلة دائماً ما تُقصي بعضها بعضاً، وهذا أمر ذاتي.
وأكد أنّ إقصاء هذه الفصائل تأخر، وكان من المُفترض أن يبدأ في العام 2020، والسبب في هذا التأخير هو بعض الترتيبات كترتيب غرفة الفتح المُبين أو المجلس العسكري المُوحّد، وتصاعد القصف بذريعة وجود فصائل إرهابية، واليوم وجدت الهيئة أنّ الوقت مناسب لاستئصال بقيّة الفصائل وهذا ما يتفق مع الوضع الدولي الرّاهن.
2 تعليق
hadi
خذا التقرير او التحليل او وجهة الوظر بما يفعله الجولاني. تفترض سؤال. ليش سكتو الفصائل وانتظرو مصيرهم المحتوم.. طالما بيعرفوَ من زمان.. لو كانو فعلا أصحاب قضية وهدف. وليسو تابعين.. علماً إنني لاانتمي لأي فصيل
الجولاني العميل
مجند من قبل المخابرات والله اعلم وينفذ على الأرض مخطط مرسوم مسبقا
اضافة تعليق
يرجى الالتزام باخلاق واداب الحوار