قتلت العديد منهم.. قنابل موقوتة في مخيمات النازحين بإدلب تهدد حياة الآلاف

قتلت العديد منهم.. قنابل موقوتة في مخيمات النازحين بإدلب تهدد حياة الآلاف
مع ارتفاع درجات الحرارة هذا العام، تعددت حالات الإصابة بين الأطفال والنساء جراء انفجار البطاريات السائلة التي يستخدمها المدنيون في إدلب وشمال غرب سوريا كمصدر للكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية بعد انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة منذ بداية الحرب السورية.

وتنتشر الألواح الشمسية الكبيرة منها والصغيرة على كافة أسطح المنازل والخيام وتتفاوت بين لوح شمسي واحد وبين ثلاثة أو أربعة ألواح بحسب القدرة الشرائية للأهالي مقيمين منهم ونازحين.

ولكن تلك الألواح ورغم إيجابياتها المتعددة بتأمين ما يكفي من الكهرباء للإنارة وشحن الموبايلات وتشغيل الغسالات اليدوية، إلا أنها مصدر خطر أيضاً وأودت بحياة الكثيرين نتيجة سوء استخدامها وتعرضها للحرارة المباشرة أو لتغيير الأقطاب.

وقضت الطفلة مروة النواف البالغة من العمر سنة ونصفاً مع والدها إثر انفجار بطارية كهربائية في خيمتهما، ما أدى لاشتعالها في محيط بلدة حزانو بريف إدلب الشمالي بتاريخ ٢٣ يونيو/ حزيران ٢٠٢١.

كما أصيبت طفلة أخرى بحروق جراء انفجار بطارية في مخيمات النازحين وتحديداً بمخيم البنيان شمال إدلب.

إضافة لوفاة مدني وإصابة آخرين بحروق متفاوتة إثر اندلاع حريق في أحد منازل المدنيين بتاريخ ١٨يونيو/حزيران ٢٠٢١، ونجم عن الحريق انفجار بطارية لتوليد الطاقة الكهربائية، بالتزامن مع تسريب أسطوانة الغاز المنزلي سريع الاشتعال، ما أدى لانفجارها في الحال واندلاع الحريق في المنزل.

وقالت رائدة السعيد المقيمة في بلدة كلي في ريف إدلب الشمالي التي تعرضت لحروق في وجهها ويديها وعينيها جراء انفجار البطارية السائلة أثناء محاولتها تشغيل رافع الجهد، إن الانفجار كان قوياً جداً "وكأنه قنبلة".

 وتشكو السعيد أن ما ساهم بانفجار البطارية هو ارتفاع درجات الحرارة في الآونة الأخيرة وعدم وجود دارة فصل فيها، والتي كانت ستحافظ على مستوى معين في شحن البطارية في الألواح الشمسية، غير أنها لا تملك ثمنها، ما عرضها لتلك الحادثة المؤلمة على حد وصفها، وتؤكد أن انفجار البطاريات داخل مخيمهم ليس جديداً وإنما تعددت الحوادث المشابهة التي أودت بحياة الكثيرين.

وعن مكونات البطاريات السائلة المستخدمة من قبل الأهالي في شحن الكهرباء، يقول المهندس الكهربائي جواد الإسماعيل إن البطاريات السائلة تتكون من معدن الرصاص وحمض الكبريتيك وهي غير مخصصة للشحن والتفريغ إنما مخصصة للشحن الكامل، وهذه البطاريات غير صالحة بشكل عام للاستخدام في المنازل لأسباب عدة، يمضي الإسماعيل في تعداد تلك الأسباب وهي أنها قابلة للانفجار السريع وتتفاعل مع اللهب، وتحتوي على حمض يؤدي إلى احتراق أي جسم يلامسه ومع ذلك فإن رخص ثمنها يدفع المستخدم العادي للإقبال على شرائها.

وينصح المهندس الإسماعيل بتفادي الحوادث الخطرة الناجمة عن انفجار البطاريات بإبعادها عن متناول الأطفال والعبث بها واستخدام دارة الفصل لمنع ارتفاع جهد البطارية عن الحد المسموح به، وعدم تعريض البطارية للحرارة الزائدة ووضعها في مكان ذي تهوية جيدة ما يمنع انفجارها.

ورغم وصول التيار الكهربائي بعد انقطاع طويل عن مناطق إدلب وشمال غرب سوريا بعد الاتفاق الذي أبرم بين كل من المؤسسة العامة للكهرباء التابعة للمعارضة السورية وشركة غرين ايزجي التركية، إلا أن مخيمات النازحين شمال إدلب ما زالت خارج هذه الخدمة، ولا يزال اعتمادهم الكلي على الألواح الشمسية، ما ينذر بمزيد من حوادث انفجار البطاريات في بيئة تفتقد أدنى مقومات الأمن والسلامة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات