كما أظهرت تعليقات متابعي صفحة "أورينت" على موقع "فيسبوك" والتي تجاوزت الـ500 تعليق على الخبر، أن الغالبية يرفضون ما حدث للفتاة من قتل وحشي، بينما انتقد العديد منهم اللجوء إلى القتل في التعامل مع قضايا مشابهة لقصة فتاة الحسكة.
ورصدت "أورينت نت" جملة من تعليقات القراء على خبر قتل الفتاة والتي اختلفت بين مندد بمقتل الفتاة وسيطرة الأيديولوجية العشائرية على سكان مناطق شمال شرق سوريا وسيرهم وفق عادات وتقاليد محلية تبرر قتل الفتاة.
ويرى بعض المعلقين أن الحادثة لم تغسل عاراً ولم تأخذ ثأراً بل هو "تثبيت للعار" و"تشبث بالتخلف والدمار" ومخالفة لشرع الله، وناقش الكثيرون منهم الحادثة من رؤية شرعية تؤكد على حق المرأة في اختيار الزوج دون إكراه أو إجبار على الزواج من شخص بعينه، في إشارة إلى رفض الفتاة الزواج بابن عمّها.
وعدّ آخرون أن الرجولة لا تقاس باحتقار المرأة أو إهانتها، مطالبين جميع العشائر بتغيير سلوكهم الأخلاقي وأعرافهم المجتمعية المتعلقة بالمرأة ووضع حكم العشائرية جانباً والاحتكام بشرع الله.
في حين، يعتقد بعض المعلقين أن مجريات الحادثة تشير إلى أن الفتاة "زانية" لمجرد هروبها مع من رغبت بالزواج منه، واستشهدوا على ذلك بحكم جلد الزانية مئة جلدة، على حد وصفهم. بينما رأى آخرون أنه من المفترض أن تكتفي الفتاة برفض الزواج من ابن عمها وتتزوج ممن ترغب بوساطة عشائرية وتجنيب نفسها ما حدث لها.
بينما ذهب عدد غير قليل من المعلقين إلى تبرير قتل العشيرة للفتاة وأخذهم بالثأر وبرروا الحادثة بسوء تربية الفتاة والتي دفعتها إلى مخالفة قرار عائلتها للخروج عن مبتغاهم والهرب مع من رغبت بالزواج منه.
وساند آخرون عشيرة الفتاة، وباركوا لهم فعلتهم بقتلها بذريعة صون الشرف وتضرعوا لله طالبين منه "إعانة العشيرة على البلاء الذي لحق بها"، في حين هاجم معلقون الفتاة منتقدين درايتها بعادات عشيرتها وما قد يجني عليها من فعلتها ما إن أقدمت على الهرب.
في المقابل، هاجم معلقون عشائر وقبائل سورية وانتقدوا قتلهم للفتاة بداعي غسل العار في حين طالبوهم بـ"غسل عارهم من نظام أسد وقسد"، على حد وصفهم. بينما تساءل آخرون عن مصير الشاب الذي هربت معه الفتاة وكيف استطاع الفرار من ريف المدينة ويحمي نفسه من المصير الذي لحق بالفتاة.
ولقيت فتاة من ريف الحسكة مصرعها بعد أن ألقى أبناء عشيرتها وعائلتها القبض عليها برفقة شخص فرّت معه بغرض الزواج منه، لكن عائلتها آثرت قتلها في منزل طيني مهجور.
وجاء في مجموعة تسجيلات مصورة اطلعت عليها أورينت نت، ونشرتها صفحات محلية في الحسكة، قيام مجموعة من الشبان بسوق الفتاة إلى منزل طيني مهجور، وسط تعالٍ لصرخات الثأر وغسل العار.
وعقب ذلك، أُلقيت الفتاة على الأرض واستُهدفت بالرصاص، قبل أن يعود أحدهم لإطلاق النار مجدداً للإجهاز عليها بعد اكتشاف أنها ما زالت تحتضر، ولم تنشر أورينت المقطع المتعلق بإطلاق النار على الفتاة، وذلك لقساوة المشهد.
وبحسب المصادر، جاءت الجريمة على خلفية رفض الفتاة الزواج من ابن عمها، وهروبها لاحقاً مع شاب تحبه، قبل أن تلاحَق من قبل أفراد من عشيرتها، ليتم قتلها في أحد المنازل المهجورة بريف مدينة المالكية شمال الحسكة.
التعليقات (27)