نظام الملالي يستخدم كورونا لإبادة "السنّة" بإقليم "بلوشستان".. ومعارض يكشف لأورينت دور خامنئي

لا أوكسجين ولا أجهزة تنفسٍ صناعي؛ ندرة في المشافي وضحايا بالمئات، فايروس كورونا وأشقاؤه المُتحولون، كلُّ ذلك اجتمع على سُكّان مُحافظة "سيستان وبلوشستان" ذات الغالبية السنية الواقعة شرق إيران، ولا أحد في نظام الملالي يُريد تحمل المسؤولية، ليترك السُّكان هناك يموتون بصمت.

وأكد نشطاء من المحافظة أنّهم بحاجة إلى الأطباء والمُمرضين، كما أنّ السكان الذين أُجبروا على البقاء في منازلهم بحاجة ماسة إلى المساعدات المالية والعينيّة لتأمين لوازم الحياة.

وذكرت مصادر محلية في المدينة لـ "أورينت نت" أنّ النظام الإيراني لم يُقدِّم حتى الآن أيّة مُساعدات، في الوقت ذاته أكدت المصادر عدم وجود أي مركز متخصص لعلاج فايروس كورونا في أغلب مدن المحافظة، باستثناء مراكز قليلة في مركز المحافظة، كما أنّ هذه المراكز وعلى قلّتها لا يوجد بها أيُّ سريرٍ خالٍ لاستقبال مرضى جُدد، كما أنّ القبور في المحافظة باتت تُحفر بالحفارات، بسبب تكدّس الجثث في المشافي، حيث يموت واحد كل 75 دقيقة في المُحافظة.

وقال المُعارض الإيراني ورئيس تحرير موقع (أمد نيوز) مسعود تهراني، الذي أكد في حديث لـ "أورينت نت" إنّ المسألة الأصلية هي لا مُبالاة، فالنظام الإيراني الذي يعرض يوميا توصله إلى نوعين أو ثلاثة أنواع من لقاحات الكورونا؛ غير قادر على تأمين الكمامات والأدوية اللازمة لعدد من المحافظات.

وأشار "تهراني" إلى أنّ نظام الملالي ومنذ انتشار فايروس كورونا في البلاد؛ لم يقدِّم أي إحصائيات دقيقة عن الوضع في إيران، كلُّ ما قدّمه كان كذباً، فأعداد المُصابين وأعداد المُتعافين وأعداد المشافي والمنافس كله كذب، لذلك نواجه اليوم أزمة كبيرة نتيجة الأكاذيب المُتلاحقة.

كذب خامنئي

وأوضاع كورونا في تركيا والعراق وأفغانستان كما يعتقد "تهراني" باتت أفضل بكثير مما هي عليه في إيران، فتلك الدول وهي الأقرب لإيران استطاعت السيطرة على هذا الوباء وبدأت بإعطاء اللقاح لمواطنيها، بينما في إيران لم تَقم "الحكومة" بأيِّ إجراء لمواجهة هذا الوباء، وهذا يعود بالطبع كما يقول "تهراني" إلى حديث الخامنئي عن منع دخول أي نوع من اللقاحات الأمريكية أو الإنكليزية إلى إيران، في حين أنّه ذاته تلقى اللقاح الأمريكي وادّعى كذبا أنّ ما تلقّاه كان اللقاح الإيراني.

وأكد أنّ ندرة المياه في محافظة سيستان وبلوشستان فاقم من حجم المأساة التي يعيشها السُكّان هناك، وعبر سنوات لم تقم حكومة الخامنئي بأيّة تدابير للحد من هذه المشكلة التي تتفاقم يوميّاً.

وختم "تهراني" حديثه بالقول إنّ وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي خرج للإعلام ليقول إنّ بلاده أصبحت أُنموذجاً في مواجهة كورونا، لكنه لم يقل بأيِّ حقل أصبحت أُنموذجاً، فكل يوم تزداد أعداد الإصابات وأعداد الوفيات، كلُّ ما قاله كذاباً، إذنّ فالمشكلة في إيران ليس مُشكلة صحيّة بل المشكلة سياسيّة بامتياز.

حقوق منهوبة

وكانت المُعارِضة الإيرانية مريم رجوي عزّت في تغريدةٍ لها أهالي المُحافظة قائلة: "أعزيكم في الأرواح العديدة التي خسرناها في محافظات سيستان وبلوشستان وهرمزكان، وبقية المناطق جنوب البلاد، بسبب فايروس كورونا، وكان من الممكن اجتناب جزء كبير من هذه الفاجعة، وأطلب من الشباب مُساعدة المُصابين".

أما المُعارضة الإيرانية باتريسا هاشمي فكتبت في تغريدةٍ لها: "إنّ ما تُعانيه المحافظة بسبب الاعتراضات التي قام بها أبناء المحافظة لاسترداد حقوقهم المنهوبة من قبل جلّادي نظام الخامنئي الذي قتلهم حينها، واليوم وبسبب منع إيصال المُساعدات لهم من قِبل نظام الخامنئي ومنع شراء اللقاح يموت سكان المُحافظة بالكورونا".

تجدر الإشارة إلى أنّ الإحصاءات الرسمية المُصرّح عنها من قبل النظام الإيراني لأعداد المصابين بلغت 3,241,037 مصابا،  بينما بلغت الوفيات 84,627  وفاة.