إضرابات تشتد وتشل أهم قطاعات إيران الاقتصادية و"الملالي" يلجأ إلى وسيلتين للتهدئة

إضرابات تشتد وتشل أهم قطاعات إيران الاقتصادية و"الملالي" يلجأ إلى وسيلتين للتهدئة
باتت نظرية "الاقتصاد المُقاوم" غير قادرة على أن تخدع الإيرانيين الذين اكتشفوا أنّ المقاومة ما هي إلّا شعارات رفعها الخامنئي وحكومته في محاولة منهم لغسل أدمغة الشعب، فهذه الكذبة لم تعد تنطلي عليه، ليتخذ الإيرانيون قرارهم وينزلوا إلى الشوارع والتظاهر والإضراب علّهم يستطيعون التخلص من هذا النظام.

وعلى الرّغم من معرفة الإيرانيين المُسبقة أنّ هذا النظام لن يُقابلهم إلّا كما قابلهم في كل المظاهرات السابقة، غير أنّه ما من بدٍّ للنزول إلى الشوارع بعد أن تقلّصت القدرة الشرائية لمعظم الإيرانيين نتيجة التضخم الحاصل في البلاد، وتحوّل غالبيّتهم إلى فقراء أو تحت خط الفقر، ليبدأ عُمّال مصافي النفط وقبل عشرة أيام إضراباً مفتوحاً عن العمل، ومن ثم سائقو شاحنات نقل الوقود ولحق بهم الأطباء وأساتذة جامعة آزاد، ويُتوقّع أن يلحق بكلِّ هؤلاء بقية أفراد الشعب الذين يعيشون المُعاناة ذاتها، في ظل العجز الواضح لأي حكومة تحكم البلاد، مع وصول الفساد إلى قطاعات الحكومة، حيث دعا المُضربون بقية أطياف الشعب الإيراني للانضمام لهم للوصول إلى مطالبهم.

راديو "زمانه" الإيراني المعارض قال في تقريرٍ له إنّ أجهزة المخابرات والحكومة والمتنفذين في البلاد استخدموا كل الوسائل لقمع هذه الإضرابات، كشنِّ حربٍ نفسية ضد العُمال المضربين، وبث الانقسام بين العمال المتعاقدين والموظفين الرسميين، ونشر الشائعات حول انتهاء الإضراب أو التهديد بالتصفية الجسديّة أو الطرد الجماعي للعمال، حيث يُكلِّف استمرار الإضراب يومياً خزينة نظام الملالي مليارات التومانات.

الإضراب الذي بدأ في 20 حزيران/ يونيو الفائت وصل اليوم لأكثر من 70 مركزاً نفطياً في ثماني محافظات بالبلاد، وضمّ آلاف العمال في تلك المراكز، وبلغت ذروته في مدينة عسلوية الواقعة جنوب إيران، حيث تُعدُّ المدينة واحدةً من أكبر مراكز النفط والغاز في إيران.

ومع عمليات التحشيد والتحشيد المُضاد من قِبل المتظاهرين ومن قِبل حكومة الملالي، خرج ولي عهد إيران الأمير رضا بهلوي ليؤكد وقوفه إلى جانب المُحتجين داعياً إلى الحفاظ على تضامنهم، وقال بهلوي في رسالة وجهها للمضربين عبر تويتر: "أتابع عن كثب ما تقومون به، أنا فخور بتضامنكم ووحدتكم في هذا العصيان المدني، حافظوا على هذه الوحدة والتضامن حتى تتحقق مطالبكم المشروعة، اعلموا أنّ الأمة الإيرانية بجانبكم".

إضرابات دامية

وبالرجوع قليلاً إلى الوراء؛ شهدت إيران إضرابات دامية شبيهة بهذه الإضرابات جرت خلال العامين 2018 و20219، حيث بدأت المظاهرات والإضرابات حينها في سوق طهران المركزي من قِبل تُجّار السوق، ومن ثمّ تبعهم سائقو الشاحنات، وبعد اليوم السادس عشر من المظاهرات انضمّت لها مختلف الفعاليات في إيران، وكان يوم الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر أكبر أيام تجمّع المُعترضين الذين انتشروا في شوارع مدن (طهران وأصفهان ومشهد وسنندج وتبريز وكرمان شاه وجابهار والكثير غيرها).

وفي العام ذاته، شهدت المظاهرات الإيرانية دخول مُعلمي المدارس لأول مرّة إلى هذه الإضرابات، حيث رفض المُعلمون الذهاب إلى المدارس وإعطاء الدروس للطلاب، ليقوم نظام الملالي بالقبض على عدد كبير منهم وإيداعهم السجون، وقتل خلال تلك المظاهرات أكثر من 200 شخص، وفقا لما ذكرته منظمة العفو الدولية، وقالت المنظمة في تقريرها: "وفقاً لتقارير موثوقة إن 106 متظاهرين على الأقل قُتلوا في 21 مدينة، غير أنّ حصيلة القتلى الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير، حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل نحو 200 متظاهر".

التعليقات (2)

    hope

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    اقتصاد مقاوم ؟؟! شعار رنان لسرقة الناس و افلاس الامه. كل ما يرتبط اسمه بالمقاومه والممانعه صار شبهه بسبب استخدامه من قبل المتسلقين لتحقيق مارب خاصه والنتيجه تدمير العالم الاسلامي و سرقة مقدراته والاسم ممانعه و مقاومه؟ ضد من ؟؟ ضد الشعوب الاسلاميه.

    علي بن حسن

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    ربنا لايرفع الشدة عن هذا النظام العنصري العفن وعليهم من الله ما يستحقون بحق القران العظيم
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات