وقالت مصادر محلية لأورينت نت، إن مساجد مدينة الصنمين أذاعت بيانا عسكريا بأوامر من ضباط ميليشيا أسد في المنطقة، أمس الأربعاء، طالبوا فيه نحو 50 شخصا بتسليم سلاحهم للميليشيا وإجراء تسوية جديدة، حيث أمهلت المطلوبين حتى مساء السبت المقبل (3 تموز) لإجراء التسوية التي اعتبرها البيان العسكري أنها "بناء على توجيهات بشار الأسد في المصالحة، حتى الوصول للمصالحة النهائية في مدينة الصنمين".
جاء ذلك بعد اجتماعات متكررة لضباط ميليشيا أسد في مقر الفرقة التاسعة بمحيط الصنمين قبل أيام، وبحضور العميد لؤي العلي (رئيس ميليشيا الأمن العسكري) واللواء حسام لوقا (رئيس اللجنة الأمنية) وضباط أمنيين آخرين، وبعض الوجهاء وقياديين سابقين في الفصائل.
وسبق أن شهدت الصنمين أكثر من تسوية مع نظام أسد، أولها ضمن الاتفاق العام لدرعا وريفها في تموز عام 2018، والذي انتهى بتسوية شاملة وخروج فصائل المعارضة إلى الشمال السوري، فيما عاودت الميليشيا إجبار المدينة على تسوية أخرى في آذار 2020 خلال محاولة اقتحام لأحيائها، وانتهت بتهجير عشرات العوائل إلى الشمال السوري.
حصار خانق ومتواصل على درعا البلد
وتأتي تلك التطورات مع حصار مشدد تفرضه ميليشيا أسد والاحتلال الروسي على أحياء درعا البلد منذ نحو أسبوع، عبر إغلاق جميع المنافذ والطرقات الرئيسية والفرعية ورفع سواتر ترابية واستقدام تعزيزات عسكرية، وذلك لإجبار الأهالي على تنفيذ المطالب الروسية وخاصة تسليم 200 قطعة سلاح فردي، وتضم تلك الأحياء (درعا البلد ومخيم النازحين وخيم اللاجئين وحي السد والمزراع) نحو 11 ألف عائلة محاصرة ضمن أوضاع صعبة.
فيما أشار "تجمع أحرار حوران" إلى تحركات مريبة للميليشيات الإيرانية في المنطقة واستقدام تعزيزات إلى محيط درعا البلد يوم أمس، وذلك بعد تهديد الجنرال الروسي المدعو "أسد الله" المسؤول عن ملف درعا للأهالي باستقدام الميليشيات الإيرانية إلى المدينة في حال لم يستجيبوا للمطالب الروسية.
وعلى خلفية التصعيد الملحوظ، أطلق إعلاميون وناشطون في درعا حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع أحياء درعا البلد المحاصرة، مطلقين وسم "هاشتاق":(#الحرية_لدرعا باللغة العربية ، والإنجليزية #Freedom4Daraa ،)، إلى جانب مشاركة واسعة من المغتربين والفنانين لتسليط الضوء على مأساة المنطقة والعمل على فك الحصار عنها.
وخضعت محافظة درعا لاتفاق التسوية في تموز عام 2018، بعد حملة عسكرية واسعة لميليشيا أسد والاحتلال الروسي وانتهت بخروج الفصائل إلى الشمال السوري وتسوية أوضاع الرافضين لذلك، ومنذ ذلك الحين استمر الفلتان الأمني بهجمات واغتيالات واسعة أنهكت ميليشيا أسد وعملاءها، فيما احتفظت درعا بموقفها الثوري رغم اتفاق التسوية ورفضت مؤخرا المشاركة في مسرحية الانتخابات الرئاسية المزورة التي أجراها بشار أسد، لتبدأ روسيا وأسد بالانتقام منها بسبب مواقفها.
التعليقات (3)