ورصد التحقيق المشترك الذي نفذته شبكة سراج بالتعاون مع "مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP) عدداً من مقاطع الفيديو التي تروج لتهريب السوريين أحدها يظهر سير سيارات النقل الخاصة بالتهريب بسهولة ويسر عبر المعابر الرئيسة والمشتركة بين البلدين، ويظهر فيديو آخر سائق سيارة معدة للتهريب يرتدي الزي العسكري لميليشيا أسد يظهر ضلوع عسكريين في الميليشيا بعمليات التهريب على الطريق الدولي.
كما يصور مقطع فيديو آخر ضابطاً على الحدود يحيي سيارة أثناء مرورها عبر نقاط التفتيش التابعة لميليشيات أسد كدليل يثبت مشاركة ميليشيات أسد في التهريب وتقاضيهم جزءاً من مبلغ 3 آلاف دولار، وهي التكلفة المحددة للراغبين بالهرب نحو اليونان.
في حين، ذهبت بعض حسابات المهربين إلى منح السوريين الأمان بالهرب بأن أطلقوا على أنفسهم اسم "ملوك الطريق العسكري" عبر "تيك توك"، موضحين أن الخدمات متاحة للمطلوبين إلى التجنيد العسكري أو المدنيين بأسعار أقل، لكنها ليست متوفرة للمنشقين عن ميليشيا أسد أو من المعارضين لها، بحسب التحقيق.
ومقارنة بأسعار التهريب الشائعة عبر المعابر غير الشرعية والمنافذ الجبلية، يأتي التهريب عبر تطبيق "تيك توك" بأسعار أقل، الأمر الذي يشير إلى اعتماد ميليشيا أسد على تهريب السوريين نحو الخارج كمورد دخل جديد لسرقة السوريين فضلاً عن ميل الكثيرين منهم للخروج من مناطق سيطرة أسد.
ومن اللافت، أن مخابرات أسد تخضع جميع منصات التواصل الاجتماعي لمراقبة صارمة على مضمون ما ينشره المستخدمون عبر حساباتهم فيها، في حين تنشط حسابات لتهريب غير الراغبين في الانخراط بميليشيات أسد إلى خارج مناطق سيطرتها، الأمر الذي يدفع بالتساؤل عن مدى تغاضي النظام عن تلك الحسابات ودرايته بنشاطها علناً وعلى مرأى السوريين.
لكن لمنصة "تيك توك رداً آخر حول مضمون ما ينشر على منصتها، إذ أكد رئيس قسم الفيديو والمحتوى الإبداعي لدى تيك توك في الشرق الأوسط رامي زيدان على منع الشركة تصوير أي نشاط إجرامي أو الترويج له أو تسهيله، بما في ذلك الإتجار بالبشر وتهريبهم".
وبحسب معدي التحقيق، فإن حسابات التهريب على المنصة نشطت بشكل ملحوظ خلال النصف الأول من العام الحالي، إذ أصدرت وزارة دفاع أسد في كانون الثاني من العام 2019 قوائم بأسماء نحو 250 ألف مطلوب للالتحاق بميليشيات أسد وما رافقها من رفع سقف البدل إلى ثمانية آلاف دولار أمريكي.
ورغم تسهيل نظام أسد عبر ميليشياته تهريب السوريين إلى الخارج، لكنه حرص على سرقة ماتبقى لهم من أملاك في مناطق سيطرته، إذ سبق وأن صرّح العميد في ميليشيا أسد إلياس بيطار رئيس فرع الإعفاء والبدل في مديرية التجنيد العامة في شباط الماضي عن مصادرة نظام أسد لأملاك من أسماهم بـ"المتهربين من الخدمة" و"المتخلفين عن دفع الغرامات".
التعليقات (2)