عرّابو النفط
يقول (عبد الله. ل) وهو أحد تجار النفط الذين عملوا فيما مضى مع قسد وأحد السماسرة الذين أشرفوا على تمرير صفقات النفط إلى مناطق الأطراف الأخرى وخاصة ميليشيا أسد في حديث لأورينت نت: "كانت عملية السمسرة تعتمد على عاملين رئيسيين، الأول هو معرفة أحد القادة البارزين في ميليشيا قسد، لأن ذلك من شأنه منح السمسار ورقة عبور لجميع الحواجز وتسهيل مروره في كل شبر تسيطر عليه قسد و(بدون دفع رشاوى وإتاوات للحواجز)، والأمر هنا ليس (كرم أخلاق) بل لأن ذاك القيادي ينال نسبته من كل عملية، وبالتالي فإن الصهاريج تعد له ولا يسمح بمصادرتها أو دفع إتاوات عنها".
يضيف: "أما العامل الثاني فهو التجارة في نفس المنطقة، إذ يسهل نشاط التاجر في منطقته الجغرافية (بين أهله وربعه) من عمليات البيع، خاصة في عمليات البيع التي تتم خارج نطاق سيطرة ميليشيا قسد، ولاسيما أن الأخيرة تحظر أي عمليات بيع للنفط إلا من خلالها، وذلك لكون قادتها يرغبون على الدوام بتقاسم الأرباح مع سماسرة النفط، مقابل السماح لهم ببيعه، وهذا بغض النظر عن صفقاتها التي تديرها بشكل مباشر سواء مع ميليشيات أسد أو فصائل غصن الزيتون وحتى تحرير الشام".
قسد والميليشيات الإيرانية
ويتابع في حديثه لأورينت نت: "تعد ميليشيا القاطرجي العرّاب الأول والجهة الوحيدة التي يحق لها شراء النفط من طرف نظام أسد، وذلك بموجب اتفاقيات مبرمة بين قسد والقاطرجي، إلا أن الميليشيات الإيرانية تمكنت هي الأخرى من إبرام اتفاقياتها ولكن مع مهربين وسماسرة ليسوا ضمن قسد وإنما يعملون بدراية منها، حيث يدير بعض أمراء الحرب في قسد عمليات بيع النفط للميليشيات الإيرانية بواسطة المعابر التي تربط شطري دير الزور، فيما تتسلم ميليشيا القاطرجي غالبية شحناتها من ريف الرقة، حيث تمتلك ميليشيا القاطرجي علاقات طيبة مع قسد والإيرانيين، وهو ما يجعل نقلها للنفط يسيراً إذا ما قيس بعمليات النقل للأطراف الأخرى.
يضيف: "النقطة الأهم في الموضوع، هي عمليات المداهمة التي تنفذها قسد بين الحين والآخر على المعابر النهرية بحجة منع التهريب، كل ما في الأمر أن قسد لا ترغب بتهريب النفط للإيرانيين بدون إشراف منها، كما أنها تعتقل أي سمسار لا يعمل تحت إمرتها أو يتقاسم أرباحه مع قادتها، أي إن كل ما تفعله قسد هو فقط من أجل استمرارية أرباحها من عمليات (التهريب اسمياً) إلى مناطق نفوذ الإيرانيين".
ما هو دور الأمريكيين
وهناك مؤشرات توحي بتواطؤ أمريكي يتمثل بالسكوت على ما يحصل من عمليات تهريب رغم أنه يتم على مرأى من جنودها وقواتها، فوفقاً للمصدر، فإن القوات الأمريكية لم تكن ظاهرة أبداً، في موضوع التهريب لكن كانت تتم مشاهدة القوات الأمريكية من خلال الدوريات فقط التي تجوب شوارع المناطق التي تسيطر عليها قسد بين الفينة والأخرى.
كما أنه من المحظور الاقتراب من حقول النفط من مسافة عدة كيلومترات، حيث تخرج الشاحنات المحملة بالنفط إلى بعض نقاط البيع في مناطق شرق الفرات وهناك يتم تسليمها للسمسار أو التاجر أو الجهة التي ستشتريها، ثم تخرج تلك الشاحنات برفقة عناصر حماية من قسد لحين الوصول إلى آخر مناطقها، حيث ينسحب العناصر وتكمل الصهاريج طريقها إلى مناطق نفوذ أسد أو درع الفرات أو غيرها.
التعليقات (1)