فاتورة إنفاق شهري لأسرة سورية في مناطق أسد تكشف حجم الكارثة الاقتصادية

فاتورة إنفاق شهري لأسرة سورية في مناطق أسد تكشف حجم الكارثة الاقتصادية
كشفت فاتورة شهرية لأحد السكان في مناطق سيطرة ميليشيا أسد حجم الكارثة المعيشية التي يعانيها السكان في تلك المناطق بسبب الانهيار الاقتصادي المتفاقم، رغم اقتصار الفاتورة على الأمور الأساسية لحياة عائلة مكونة من خمسة أشخاص.

وبلغت الفاتورة التي نشرها أحد الأشخاص على "فيس بوك" مبلغ (389.600) ليرة سورية، أي نحو 130 دولاراً شهرياً، وهي التكاليف الشهرية لأهم المواد الأساسية التي تحتاجها العائلة المكونة من خمسة أشخاص ولكن بدون "فواكه ولحوم وألبسة وأدوية وتكاليف طبابة ومواصلات، ولاحتى أي رفاهية".

وتضمنت الفاتورة مواد الخبز والسكر والشاي والرز والزيت النباتي وزيت القطن والسمنة والبيض والحليب واللبن والبطاطا والبندورة والخيار وبعض الخضروات (فاصولياء وبامية وباذنجان وبصل) ومشروبات (قهوة ومتة وشاي) وفواتير (كهرباء وماء وهاتف) وأجور مواصلات، ومصاريف جامعة ومدارس (ثلاث طالبات جامعة)، وألبسة وأحذية ومصاريف (شخصية ضرورية) ومنظفات، وهي كميات بحسب الوثيقة تعتبر "كفافا" أي بالحد الأدنى للقدرة الشرائية للأسرة.

لكن تلك المصاريف الشهرية خلت من تكاليف الطبابة والأدوية والفواكه واللحوم والتدخين وأي إصلاحات في المنزل للأسرة المعنية (وهذا مثال يمكن تعميمه)، في وقت يقدّر الراتب الشهري للموظف في دوائر حكومة أسد نحو 20 دولارا أمريكيا، أي ما يعادل (50 إلى 60) ألف ليرة سورية.

وهذه الفاتورة التي كتبت بيد أحد السوريين تكشف حجم الكارثة الاقتصادية التي تحيط بالسكان في مناطق سيطرة ميليشيا أسد بعد الانهيار الاقتصادي الملحوظ والعجز الواضح لحكومة النظام عن مواجهة الكارثة، خاصة مع تزايد الانهيار في أهم القطاعات الأساسية كالأفران والمحروقات والتجارة والصناعة وحتى الزراعة، ناهيك عن تفشي البطالة بشكل غير مسبوق وعجز في أهم الخدمات الحكومية الأساسية كالكهرباء والماء والإنترنت والمحروقات والنقل.

وأثارت تلك الوثقية ردود أفعال واسعة من السكان في تلك المناطق والذين عبروا عن غضبهم وسخريتهم من واقع الحال، بينما اعتبر كثيرون من المعلقين أن تلك الأسعار باتت قديمة وأن الواقع الحالي بات أسوأ بكثير من جهة الغلاء الزايد في أسعار تلك المواد، وأن تكاليف العيش لأسرة واحدة خلال شهرة واحد تفوق 800 ألف ليرة، أي مايقارب 250 دولارا. بينما لا يحصل المواطن على 20 دولارا في كثير من الأحوال.

وتفاقم الوضع الاقصادي مع تدهور جديد لليرة السورية أمام العملات الأجنبية وما تبعه من أزمات انعكست على المواطنين بين غلاء فاحش وبطالة متفشية وعجز شرائي للسكان المرهقين من سياسة أسد خلال السنوات العشر الماضية، سيما الفساد المستشري لدى المتنفذين في الميليشيا، لكن اللافت هو استمرار التدهور رغم مسرحية انتخابات بشار أسد المزورة وجملة التدابير المزيفة التي اتخذها منذ أشهر لمواجهة الانهيار.

وخلال الفترة الماضية علت أصوات الموالين لنظام أسد على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب معاناتهم جراء الأزمة الاقتصادية وعجزهم عن تحمل تكاليف الحياة اليومية بكل أطيافها، لكن ميليشيا أسد سارعت لتهديد المشتكين بإجراءات تعسفية واعتقلت عددا منهم وبينهم إعلاميون بارزون.

وتفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات شديدة على نظام أسد وحكومته وحلفائه برفقة عقوبات أوروبية مماثلة بهدف إجبار النظام على قبول الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254)، لكن أسد ونظامه يرفضون الانصياع للقرارات الدولية ويغامرون بقتل شعب بأكمله بسلاح الجوع والحصار والذل مقابل بقائهم في السلطة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات