من آل الأسد إلى شبيحته.. امتحانات الثانوية في الساحل قصص غش ولا في الأحلام!

من آل الأسد إلى شبيحته.. امتحانات الثانوية في الساحل قصص غش ولا في الأحلام!
في العام 1989 نال ابن مدير التربية في طرطوس العلامات الكاملة والمركز الأول على صعيد القطر في امتحانات الثانوية العامة، وتبيّن فيما بعد أن والده شكّل لجنة من المدرسين لكل مادة، يجيبون عن أسئلتها على ورقة الامتحان لابنه المصون في مكتبه، ومن ثمّ توضع في المغلّف، وهذا المتفوّق سجّل في كلية الطبّ بجامعة دمشق، ورسب في السنة الأولى أربع مرات قبل أن يُفصل من الجامعة.

حاول مدير التربية "الذي نحتفظ باسمه واسم ابنه المدلل" أن يقلّد بشكل ما طريقة حصول أبناء أسرة الأسد والمقربين على الشهادة الثانوية، ونجح في تلك الخطوة فقط، ولم يتمكن من استمرار رفد ابنه بوسائل الغشّ التي تمكّنه من الحصول على الشهادات العليا كأولئك.

ومنذ استقر الحكم لحافظ الأسد تشهد امتحانات الثانوية في اللاذقية والساحل السوري حالات غشٍّ أقلّ ما يقال عنها "على عينك يا تاجر"، حيث يحظى حاملو كنية الأسد والمقربون منهم وأبناء كبار الضباط والمسؤولين برعاية امتحانية متميزة، حيث يمارسون الغش بمساعدة مديري المراكز الامتحانية والمراقبين بما يمكّنهم من النجاح بالعلامات التي يريدونها.

عام متميز

تجاوزت امتحانات هذا العام المألوف، حيث تضاعفت عمليات الغش بشكل كبير، وتوسّعت حلقة المستفيدين منه لتصل إلى أبناء الشبيحة وعناصر الأمن، وشهدت المراكز الامتحانية حالة انفلات غير مسبوقة، فاستخدم أبناء المدعومين الكتب والملخصات وتبادلوا المعلومات برعاية ومباركة من المراقبين ومديري المراكز الامتحانية، الذين لم يفعلوا ذلك لولا توجيهات من مديرية التربية التي بدورها تلقّتها من جهات أمنية ورسمية حسب ما قاله مدرّس متقاعد لأورينت نت.

وأضاف المدرّس المتقاعد في اتصال هاتفي " كان كبار المسؤولين والضباط يُرغمون المراقبين على تسهيل عمليات الغش لعدد محدد من الطلاب، ويبعدون كل أستاذ يرفض التعاون، لكن في امتحانات هذا العام جرى الشيء الكثير، لا سيما في المراكز الامتحانية على أطراف المدينة التي يتمّ غالبا وضع أبناء المدعومين فيها".

إضافة إلى ذلك، لاحظ متابعون حصر المراقبة في هذه المراكز بمدرّسين من القرداحة وجبلة وقرى مجاورة لها، لكن ما جرى داخلها تسرّب للعموم وعرف به الجميع، حيث استخدم الطلاب الكتب والهواتف النقالة في عمليات الغش، وقدّم المراقبون المساعدة لمن احتاجها، فقرؤوا الإجابات الصحيحة في بعض الشعب، وكتب بعضهم بيده في أوراق الطلاب الامتحانية.

مشاهد "ولا في الأفلام" 

مدير مركز امتحاني في حيّ الرمل الشمالي استدعى مدرّسا لمادة الرياضيات من خارج المركز لمساعدة طالب يحمل كنية الأسد في الإجابات، كما فرض مراقب في مدرسة أسامة بن زيد على طالب يبدو مجتهدا مساعدة رفيقه في الإجابة صارخا به "اكتب لرفيقك ولك"، هذا بعض ما تداوله أبناء سكان المحافظة.

مشاهد كثيرة مثل هذه نقلها لنا أهالي طلاب غير مدعومين صادف وجودهم في هذه المراكز، وأكدوا أن المراقبين فرضوا عليهم مساعدة الطلاب المدعومين تحت طائلة حرمانهم من الامتحان.

والد أحد طلاب الشهادة الثانوية من حيّ الصليبة المحسوب على المعارضة، قال لأورينت نت ساخرا "نحن في سوريا الأسد لا نحتاج لوسائل الاحتيال المعروفة وتلك التي تداولتها أفلام سينمائية ومسرحيات، الشبيحة لهم أفلامهم الخاصة وعروضهم المتميزة في الغش وتجاوز القانون، وأنا أدعو لتحويلها للسينما، فهي بكل تأكيد فكرة غير مألوفة عالميا".

هكذا ينال أبناء آل الأسد والضباط والشبيحة شهاداتهم الثانوية ويحتلون المقاعد الدراسية في الكليات الجامعية المرغوبة كالطب والصيدلة والهندسة ويُحرم منها مستحقوها من غير المدعومين، وهكذا يصبح هؤلاء أطباء يعبثون بصحة البشر، ومهندسون يصممون الأبنية المهددة بالانهيار قبل استكمال تشييدها، إنها ببساطة صورة يقودها وريث قاصر طائفي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات