مواسم جبل الزاوية محفوفة بالمخاطر.. والمزارعون يلجؤون للحيلة لجني المحصول (صور)

مواسم جبل الزاوية محفوفة بالمخاطر.. والمزارعون يلجؤون للحيلة لجني المحصول (صور)
امتنع عشرات المزارعين من محافظة إدلب عن جني محاصيلهم هذا العام، نظراً لكثافة القصف المتعمد من ميليشيا أسد على الأراضي الزراعية ومراكز المدن والبلدات الواقعة بالقرب من خطوط التماس، ما زاد من معاناة النازحين الذين يحاصرهم الفقر والحرمان أصلاً، وخاصة أنهم يعتمدون بشكل تام على ما تجود به محاصيلهم من مواسم" كالتين، المحلب، الكرز" وغيرها.

خسائر فادحة

ويكتفي سمير منصور (38عاماً) وهو نازح من بلدة البارة جنوب إدلب، بما استطاع جمعه من محصول "المحلب" متوجهاً إلى مكان نزوحه في مخيمات دير حسان الحدودية، بعد عجزه عن استكمال قطاف موسمه كاملاً، نتيجة كثافة القصف الممنهج على الأراضي الزراعية المحيطة بأرضه، وهو ما دفعه للاستغناء عن باقي المحصول، والفرار "بحياته وحياة أبنائه" على حد وصفه.

ويقول "المنصور" إنه جنى مع أبنائه أقل من نصف الموسم هذا العام قبل أن تنهال عليهم قذائف وصواريخ نظام أسد التي كانت تستهدف المزارعين والمدنيين بشكل مباشر، وذلك من خلال طائرات الاستطلاع التي باتت تلاحقهم في أدق حركاتهم، وهو ما جعلهم عرضة للاستهداف المباشر، وخاصة بعد أن سقط صاروخ بالقرب من مكان عملهم في أرضهم الزراعية.

ولا يخفي المنصور "خسارته الفادحة" بعد أن عمل على الاعتناء بأرضه في ريها ورش المبيدات والسماد المخصص، آملاً أن يستطيع من خلال هذا الموسم تحسين ظروفه الاقتصادية والمعيشية "المزرية" التي مر بها بعد رحلة نزوحه، إلا أن التصعيد العسكري والقصف الممنهج حال دون ذلك.

ولكن حظ المنصور كان أفضل حالاً من رائد العادل (42عاماً) الذي خسر محصول القمح كاملاً بعد سقوط إحدى القذائف على أرضه في بلدة الفطيرة جنوب إدلب ما أدى لاحتراق المحصول وخسارة يقول إنها "كسرت ظهره"، إذ أنه استدان مبلغ 1500 دولار لزراعة محصول هذا العام.

ويضيف رائد إنه عمل على زراعة أرضه بعد أن شهدت المنطقة فترة هدوء نسبي وعودة جزئية للنازحين إلى مناطق جبل الزاوية، وهو ما دفعه لزراعة الأرض بعد انقطاع دام أكثر من عامين، ولكنه سرعان ما " خسر كل شيء" بعد أن تحولت أرضه لرماد بفعل صواريخ أسد وحليفته روسيا، ويتابع بغصة "لم يبقَ شيء إلا وحاربونا به، وها هم اليوم يحاربوننا بلقمة عيشنا".

حيل خطرة

وبلغت أعداد الضحايا نتيجة التصعيد العسكري على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب خلال الأسبوعين الماضيين قرابة 24 شخصاً بينهم طفلان وجنين، وامرأتان، إضافة لإصابة 48 آخرين بينهم أطفال ونساء، وفقاً لإحصائية الدفاع المدني السوري.

ويضطر العديد من النازحين والمزارعين للمخاطرة بأرواحهم تحت القصف لجني محاصيلهم، نتيجة الحاجة الملحة لمردود تلك المحاصيل التي تساعدهم على مواجهة ظروفهم الصعبة في المناطق التي نزحوا إليها.

ويحتال المزارع زهير الأسود (37عاماً) على الوضع القائم باستخدام عدة طرق منها جني محصوله اثناء غياب طائرات الاستطلاع.

يقول زهير لأورينت نت إنه مجبر على المخاطرة كونه لا يملك أي مردود آخر يؤمن له ولعائلته حياة كريمة، مشيراً إلى أنه تعرض للاستهداف عدة مرات، ما أدى لإصابته بجروح طفيفة، ولكنه لا يزال مصراً على قطاف محصوله كاملاً.

ووثق فريق " منسقو استجابة سوريا" نزوح نحو 1,867 نسمة من مناطق جبل الزاوية جنوب إدلب، عقب التصعيد العسكري الأخير في المنطقة بعد أن شهدت مناطق ريف إدلب الجنوبي عودة جزئية نتيجة الهدوء النسبي".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات