إذ لم يكن يتوقع المواطن التركي صلاح الدين ألبان أن يمشي يوماً على قدميه بعد أن بُترت قدمه اليمنى منذ تسعة أشهر في أحد مشافي المدينة، فوضعه المادي غير كفيل بتغطية نفقات شراء وتركيب قدم اصطناعية بدل التي تم بترها.
لكن الطبيب السوري غزال هلال تطوّع لتركيب قدم اصطناعية لصلاح الدين بعد أن سمع بقصته التي غطتها وسائل إعلام تركية محلية، إذ عُرِف هلال بتصنيعه للأطراف الصناعية للمعاقين في مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي.
ونقل موقع "Son Dakika" التركي اليوم عن الطبيب غزال هلال قوله "وردتنا معلومات عن حاجة مواطن تركي لتركيب طرف اصطناعي، ونظراً لأن حالة صلاح الدين ألبان لم تكن جيدة، أتينا على الفور وأخذنا القياسات وركبنا الطرف الصناعي في وقت قصير".
وأعرب هلال عن استعداده للمساعدة والقيام بكل ما في وسعه بداعي "الأخوة والصداقة" مع المواطنين الأتراك، مؤكداً أن صلاح الدين سيباشر المشي بطرفه الصناعي الجديد اليوم بعد الانتهاء من تركيبه.
وعانى صلاح الدين على مدى الشهور التسعة الماضية من صعوبات في المشي والذهاب إلى الحمام، ونشرت مواقع إخبارية محلية تركية صوراً تظهر جانباً من حركة صلاح الدين وتنقله داخل المنزل عبر كرسي بلاستيكي بسبب بتر قدمه اليمنى.
وقال صلاح الدين للموقع: "لم أتمكن من عمل طرف اصطناعي لأنني لم أمتلك الإمكانيات المادية، وبفضل مساعدتكم قام الطبيب السوري بعمل طرف اصطناعي ولبسته اليوم. الآن أريد أن أمشي وأقوم بأشيائي الخاصة".
وسبق للطبيب غزال هلال أن عرف كمعالج فيزيائي في عدد من مخيمات الشمال السوري، يعالج مصابين سوريين، بينهم أطفال، ممن فقدوا أطرافهم بفعل القذائف الصاروخية ومدفعيات ميليشيا أسد في خيمة حملت اسم "مركز الخطوات السعيدة" لتركيب الأطراف الاصطناعية.
وبحسب تقارير صحافية سابقة، فإن هلال باشر، عبر المركز، تواصله مع شركات ومنظمات عبر الإنترنت للبحث عن بديل يسمح للنازحين من السوريين بتركيب أطراف اصطناعية بدل التي فقدوها خلال الحرب بعد تعثر دخول العديد منهم إلى تركيا بغرض العلاج، فضلاً عن غلاء الأطراف الاصطناعية.
ونجح المركز في تصنيع وتركيب أطراف اصطناعية لمئات النازحين السوريين ممن تعسّر عليهم السفر إلى الخارج للعلاج، بتكلفة تتراوح بين 150 و300 دولار أمريكي.
التعليقات (7)