أمريكا تكشف أساليب أسد في تهديد قواتها والقبائل العربية في مرمى الصراع

أمريكا تكشف أساليب أسد في تهديد قواتها والقبائل العربية في مرمى الصراع
كشفت الإدارة الأمريكية عن محاولة نظام أسد استخدام ملف القبائل السورية لتهديد الوجود الأمريكي في مناطق سيطرة ميليشيا قسد شرق الفرات، حيث يعوّل نظام أسد على القبائل في زعزعة الوجود الأمريكي في مناطق شرق سوريا، التي يعجز عن السيطرة عليها، خاصة أن القبائل تشكل ورقة أساسية بين أطراف الصراع السوري.

وذكر تقرير استخباراتي نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الأربعاء، أن القوات الأمريكية رصدت أنشطة نظام أسد بالعمل على بناء علاقات مع القبائل المحلية شرق سوريا، "لإثارة الاضطرابات وإضعاف علاقة الولايات المتحدة مع تلك القبائل"، وتكمن الأنشطة في دعم القبائل لشن هجمات على قوات التحالف الدولي (الذي يشكل الجيش الأمريكي نواته) وحلفائهم ميليشيا قسد في المناطق الخارجة عن سيطرة أسد وميليشياته.

ومقابل ذلك يسعى نظام أسد لتعزيز وجود حلفائه (إيران وروسيا) في مناطق سيطرته عبر إعطائهم الولاءات الكاملة على المستوى العسكري والاقتصادي رغم التنافس الواضح بين روسيا وإيران وميليشياتهما حول النفوذ والاستحواذ على المكاسب الاقتصادية في سوريا، بحسب التقرير الأمريكي الذي أكد أن حلفاء النظام يحاولون تأمين وجودهم العسكري والاقتصادي الدائم في مناطق سيطرة حليفهم بشار أسد.

ويسيطر الجيش الأمريكي بمساندة ميليشيا قسد على مناطق شرق الفرات عبر قواعد عسكرية منتشرة في المنطقة، لدعم عملياتها المتواصلة ضد تنظيم "داعش" وخلاياه المنتشرة في المنطقة وحماية آبار ومنشآت النفط، إلى جانب منع عودة سيطرة ميليشيا أسد على المنطقة التي تشكل السلة الاقتصادية لسوريا.

في حين تستميت ميليشيا أسد بدعم روسي على توسيع نفوذها العسكري بمناطق شرق سوريا على حساب القوات الأمريكية، بهدف الاستفادة عسكرياً واقتصادياً منها، لكن تلك الجهود باءت بالفشل بسبب رفض واشنطن التخلي عنها، إلى جانب العقوبات التي تفرضها الإدارة الأمريكية على نظام أسد وخاصة الاقتصادية منها.

المقاومة الشعبية سلاح أسد

وكان نظام أسد لوّح مراراً عبر تصريحاته الرسمية وعبر إعلامييه ومسؤوليه وعلى رأسهم بشار أسد، إلى أن خيار طرد القوات الأمريكية من الأراضي السورية سيكون عبر "المقاومة الشعبية"، في إشارة إلى دعم أنصاره في تلك المناطق لمقاومة الجيش الأمريكي وميليشيا قسد، بعد أن عجز عن استعادة السيطرة عليها.

حيث قال بشار أسد العام الماضي إن "الجيش العربي السوري سيدعم المقاومة بكل ما يملك. الأمريكي لن يتحمل ضربات المقاومة الشعبية حتى نهاية هذا الشهر، وسنرى خلال الأيام القريبة جداً تحولاً كبيراً في الموقف الأمريكي لجهة الانسحاب"، لكن ذلك لم يتحقق وكان التصريح مثار للسخرية والتهجم.

وخلال الأيام والأشهر الماضية، سجلت تلك المنطقة حوادث تصادم بين عناصر ميليشيا أسد وموالين لها من جهة، وجنود أمريكيين أثناء طردهم أو منعهم من الدخول إلى بعض المناطق، حيث سلّط إعلام أسد الضوء عليها للترويج أمام أنصاره بأنها "مقاومة للاحتلال الأمريكي"، ولا سيما أن تلك السيناريوهات تأتي بدعم وتنسيق روسي، حيث تسعى روسيا منذ دخولها إلى شرق الفرات بموجب العملية العسكرية التركية في 2019، للسيطرة الكاملة على مناطق شرق سوريا وإعادتها لصالح حليفها بشار أسد.

غير أن القبائل السورية تشكل ورقة أساسية للأطراف الداخلية والخارجية في الصراع السوري، حيث سارعت جميع الأطراف منذ بداية الثورة السورية إلى استمالة تلك القبائل واستخدامها لترجيح الكفة لصالحها، ولاسيما أن نظام أسد مازال يعوّل عليها في تحقيق أهدافه الداخلية التي يعجز حلفاؤه عن تحقيقها، خاصة أنه لعب على تحوير دورها الجوهري وتجنيد معظمها في خدمته منذ تسلمه السلطة بشكل غير شرعي في عام 1970.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات