حصة السويداء من تشويه وتفتيت الهوية الوطنية

حصة السويداء من تشويه وتفتيت الهوية الوطنية
في الأزمة السورية المركبة عليك أن تضع إشاراتك على اتجاهات ملفتة حملت تحولات صادمة، واقترنت تماما بكتل الصراع التي رأت أنه من الضروري استنفاذ استحقاقات التفكير بالديمقراطية والنهضة والتقدم الإنساني والمواطنة والقانون؛ لأنها في الحقيقة تمثل مرحلة عقد اجتماعي وهوية وطنية وهي هويات مثمرة تحولت في ظل الأزمة إلى عبء على القوى المتصارعة، التي دخلت سوريا بذرائع الحماية والمقاومة وحق الأرهاط الثقافوية أو الدينية أو الأقوامية في الوجود الشرعي، وهنا اللحظة الفارقة ..التي حاولت القضاء على الهوية التاريخية وإرهاصات الهوية الوطنية.

إذاً دخلت المقاومة أو الممانعة بمنظومة أيديولوجية إلغائية مُعلن عنها أو مضمرة، وحاولت فرض هوية تاريخية وأخلاقية واقتصادية وسياسية مبشرة بممانعة ومحاربة الإرهاب، وقادمة لتخلص الرهط من مظلومية تاريخية طال الترويج لها عبر إعلام وإعلان وثقافة ومؤسسات، بينما في المعارك العسكرية تعين ذلك الوعي بالتخريب والقتل والتدمير ورفع رايات الانتقام الطائفي والتشفي. 

تحول العقد اجتماعي والهوية الوطنية وهي هويات مثمرة، إلى عبء على القوى المتصارعة، التي دخلت سوريا بذرائع الحماية والمقاومة وحق الأرهاط الثقافوية أو الدينية في الوجود الشرعي، وهنا اللحظة الفارقة ..التي حاولت القضاء على الهوية التاريخية وإرهاصات الهوية الوطنية.

إذا المبشر به مع الحرب السورية أقام قطيعة مع شروط في الهوية قاطعة وحاسمة مثل التاريخ أو القومية أو الوطنية. وجعلت من الإمكان الالتحاق بأي هوية يشكلها رهط عشائري أو مذهبي أو اثني أو عائلي والعمل على إقرار هويةٍ ما لها.

في سوريا بدأ التصدع المتسارع عندما اعتبرت الهوية التاريخية، وللهوية التي بالكاد بدأت تتلقى إرهاصات الهوية الوطنية القائمة على المواطنة والقانون والعدالة.

إذا المعارك العسكرية التدميرية غير المسبوقة على قدم وساق ترافق عملها مع خطاب ثقافوي فرض ضياعا أو ضبابية في الهوية ورأى البعض أن الهوية الضيقة التي اعتبرت إلى حين من عاديات مراحل اجتماعية مندثرة هي هويات قاطعة وحاسمة وبدأت القوى المتصارعة تبث معاني النحن والآخر وبدأت القوى المستبدة تغذ السير متجهة إلى نكوص على كل المستويات عبر تجاوز الحدود المنطقية والواقعية والتي تعرف المختلف بالآخر وهنا بدأت إشكالية السؤال عن الهوية في السويداء كانت في السر والعلن تبث دعوات انفصال مع تاريخ ومنطق وواقع واندماج أقوامي أو مذهبي.

بعد هذه المقدمة أريد الحديث عن حصة السويداء من محاولة تفتيت وتشويه وجعل المشهد الهوياتي ضبابيا بل ملوثا.  الأمر الذي بعث في العقول والأنفس المربكة بفعل الحرب حالة اغتراب، البعض سعى بكل قوة مع التيار المضمر ليأتي بهوية مستعارة من الجوار، ولم أجد ذلك غير منتج من التعاسة الواقعية للحرب وزفرة فرد سحقه الجوع والقهر والظلم، والبعض لاذ بهوية متخيلة مذهبية ضمن جغرافيا ضيقة تلخص التحقيق الوهمي للخلاص.

البعض - من أبناء السويداء-  سعى بكل قوة مع التيار المضمر ليأتي بهوية مستعارة من الجوار، ولم أجد ذلك غير مُنتَج من التعاسة الواقعية للحرب وزفرة فرد سحقه الجوع والقهر والظلم، والبعض لاذ بهوية متخيلة مذهبية ضمن جغرافيا ضيقة تلخص التحقيق الوهمي للخلاص.

والأكثرية رأت أن كل التصورات ماهي إلا قيود فرضتها الحرب العبثية وأن خطورة الأمر متعلقة بتبرير واقع مرير وفقدان لأي تصور واضح ضمن هذا الجو العاصف من احتراب على كل شيء، والذي طال كل مقام وكل قول فلا ثابت ولا مقدس، محاولا خلع التاريخ وزلزلة الجغرافيا.

 وقد اتجهت هذه الأكثرية لتحمل مسؤولية إيضاح الرؤيا وقيادة الجميع إلى ساحة الشعب السوري الواحد الذي عبر وتجاوز الرهط والقوم والعائلة وكان يبلي حسنا قبل البعث الذي لم يكن بعثا بل تسمّر في اللحظة الزمكانية وأحيانا في ظلال الموت..

أجل كان الشعب السوري  يبلي بلاء حسنا متجها بشكل أهلي على الأقل، نحو دولة مؤسسات التي يحلم بها..  وقد أدركت الأكثرية من أبناء السويداء أن النخر في الهوية هو مرض سلطوي واستبدادي وأنه لابد من خطوات متسارعة للمقاومة.

وفعلا أكثر من مبادرة تمت كانت أعمقها تلك المبادرة التي عقدت في مطعم الدار في السويداء وكانت تصم صفوة المجتمع المحلي من كل الاتجاهات المجتمعية والسياسية والدينية و..و... والمدهش بعد تداول استمر لثلاث ساعات أن اتفق الجميع على أن جبل العرب كان وسيبقى جنوب سوريا ورافعة نضالها التقدمي والوطني. 

وأن الهوية قد تحددت بلحظة فارقة عند قيام الثورة السورية الكبرى وعندما سلمت الصفوة الدمشقية والسورية عامة قيادة الثورة السورية الكبرى للأطرش وجعلت شعار الثورة الدين لله والوطن للجميع.

تحددت الهوية  بلحظة فارقة عند قيام الثورة السورية الكبرى وعندما سلمت الصفوة الدمشقية والسورية عامة قيادة الثورة السورية الكبرى للأطرش وجعلت شعار الثورة الدين لله والوطن للجميع.

وهنا أريد أن أؤكد أن الهوية السورية تنتصر وأنها تنتظر ذلك النضج المتعلق بدولة القانون والمواطنة والمؤسسات في فضاء الحرية لا في أقبية الاستبداد .

التعليقات (2)

    مُلحِد مصيافيّ مُندسّ

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    عمل المُجرم حافر بكل قواه لمنع ظهور أيّ شيء جامع على قاعدة الهوية السورية الواحدة وذلك عبر سياسات ممنهجة وكان للسويداء وحماة نصيباً خاصاً من إجرامه .. فرِّق تسد هو دينه وديدنه .. لعن كثير من السوريين روحه كعقاب سريع لا يُغني عن مُحاكمة رمزية لجرائمه الكثيرة مستقبلاً

    Hazem. Baig

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    تاني مقال أقرأه لك.. أحسنت.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات