جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة "إن بي سي" الأمريكية مع الرئيس الروسي يوم 11 من حزيران في موسكو وبثتها مساء أمس الإثنين.
وفي معرض رده على سؤال حول اتهامات واشنطن لموسكو بزعزعة الاستقرار السياسي الدولي، قال بوتين: "لقد سألت نظرائي الأمريكيين، "هل تريد أن يرحل الأسد؟ من سيحل محله؟ ماذا سيحدث عندما يتم استبدال شخص ما بشخص ما؟"
وأضاف بوتين: "الجواب كان غريباً، الجواب كان "لا أعرف". حسنا، إذا كنت لا تعرف ماذا سيحدث بعد ذلك، فلماذا تغير الوضع القائم؟ قد تتحول إلى ليبيا ثانية أو أفغانستان أخرى، هل نريد هذا؟ كان جوابهم لا.
وتابع: دعونا نجلس معا ونتحدث ونبحث عن حلول وسط مقبولة لجميع الأطراف، هذه هي الطريقة التي يتحقق بها الاستقرار، لا يمكن تحقيقه بفرض وجهة نظر معينة، واعتبارها "صحيحة"، واعتبار جميع وجهات النظر المخالفة غير ذلك، هذه ليست الطريقة لتحقيق الاستقرار.
ولم يوضح الرئيس الروسي توقيت هذا الحديث ولم يسمّ المسؤول الأمريكي المعني بذلك الحوار.
وخلال المقابلة تطرق بوتين كذلك إلى موضوع إدخال المساعدات الأممية عبر الحدود، بالقول إن تقديم المساعدات يجب أن يتم عن طريق حكومة أسد، وإذا كانت هناك أسباب للاعتقاد بأنها ستنهب شيئا ما، فيمكن تعيين مراقبين من جانب الصليب الأحمر والهلال الأحمر للإشراف على كل شيء.
بايدن يتحدث عن تسوية
والأحد الماضي، ألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إمكانية العمل مع روسيا للتوصل إلى تسوية في سوريا، وذلك قبيل اجتماعه المرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 16 حزيران الجاري.
وقال بايدن في تصريحات صحفية نقلتها وكالة رويترز في ختام اجتماعات مجموعة السبع، إن سوريا هي مثال للعمل بين الدولتين، وهي مجال يمكن للقوتين العمل فيه معاً للتوصل إلى "تسوية".
وأضاف بايدن أن روسيا انخرطت في أنشطة نعتقد أنها تتعارض مع الأعراف الدولية، إضافة إلى أنها تواجه مشاكل حقيقية بموضوع التوسع الذي يفوق قدراتها في سوريا.
ولفت أن موسكو "أضعف مما يمكن تصوره"، معتبراً أن روسيا لديها مشكلاتها الخاصة المتمثلة في التعامل مع اقتصادها، والتعامل ليس فقط مع الولايات المتحدة وأوروبا على نطاق واسع، بل وفي الشرق الأوسط.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أن بايدن سيلتقي بوتين في 16 حزيران/يونيو الجاري في جنيف، وذلك في أول اجتماع بين الرئيسين منذ تولي بايدن الحكم.
ويأتي هذا الاجتماع وسط توتر حاد في العلاقات بين واشنطن وموسكو بسبب العديد من القضايا الخلافية، أبرزها القضية السورية وملف المعابر الإنسانية، فضلا عن قضايا تتعلق بالتجسس والقرصنة والتدخل في الانتخابات وأوكرانيا وغيرها.
وبينما تصرّ روسيا على دعم نظام أسد ومشاركته بجرائمه ضد السوريين، ضاربة بذلك كل القوانين الدولية، تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة إيجاد حل سلمي للقضية السورية يضمن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، معتبرة ذلك السبيل الوحيد لتلبية التطلعات المشروعة لجميع السوريين وضمان السلام والاستقرار في البلاد.
التعليقات (12)