امتحان مادة الرياضيات يتسبب بوفاة طالب في إدلب! (صورة)

امتحان مادة الرياضيات يتسبب بوفاة طالب في إدلب! (صورة)
تشهد مناطق محافظة إدلب في هذه الأوقات كما أغلب دول العالم الامتحانات النهائية للعام الدراسي 2020-2021م وتتبع أغلب مناطق محافظة إدلب إداريا لـ"حكومة الإنقاذ" المشكّلة من قبل فصيل "هيئة تحرير الشام" الذي سيطر على إدلب بعد إنهائه لوجود أغلب فصائل الجيش الحر هناك.

بهذا أصبحت سلطة الأمر الواقع (حكومة الإنقاذ) تدير هذه المناطق وتتحكم بكل مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية فيها.

سبب وفاة الطالب "أحمد رحيل"

الطالب "أحمد محمد رحيل" من أبناء بلدة جرجناز في ريف إدلب نزح هو وعائلته إلى قرية "بيرة أرمناز" التابعة إدارياً لمدينة حارم على الحدود السورية التركية بعد أن سيطرت قوات النظام السوري -بتخاذل وبيع من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل العسكرية الأخرى- على بلدته نهاية عام 2019م.

أحمد، طالب عرف باجتهاده وبحصوله على العلامات العليا خلال مسيرته الدراسية، وصل لمرحلة البكلوريا واستعد خلال أشهر لدخول امتحانات هذه المرحلة الهامة التي تحدد مستقبله، لكنه بتاريخ 13.6.2021م أصيب بأزمة قلبية أدت لوفاته إثر الصدمة التي تعرض لها بسبب الصعوبة الكبيرة في أسئلة مادة الرياضيات التي وضعتها مديرية التربية في إدلب، وفي حديث خاص لأورينت نيوز قال أحد أقرباء المتوفى: "بدأ أحمد منذ أشهر -يصل الليل بالنهار-  لدراسة مواد البكلوريا مركّزاً على مادة الرياضيات، حالماً بدخول كلية الطب البشري، لكن الصعوبة الكبيرة لأسئلة مادة الرياضيات سببت له جلطة دماغية أدت لوفاته، نسأل الله أن يغفر له وأن يرزقنا الصبر على فراقه".

هذا وأكّد عدد كبير من الطلاب الذين خضعوا لهذا الامتحان الصعوبة الكبيرة وبيّنوا عدم قدرتهم على حل كثير من أسئلته، ترافق هذا مع تأكيد عدد من مدرسي الرياضيات من بينهم عالم الرياضيات السوري "جمال أبو الورد" أن حل هذه الأسئلة يصعب على طلاب مرحلة البكلوريا في إدلب وأنها غير مناسبة لمستواهم العلمي، وكتب "جمال أبو الورد" في صفحته على فيسبوك: "كان من المفترض أن يكون هناك تدرج في وضع الأسئلة مع مراعاة وضع الطلاب ويكون هناك سؤال واحد فقط موجه للطلاب المتفوقين من أجل معرفة القدرات العقلية ويتم من خلاله المفاضلة من حيث تعيين الطلاب الأوائل، الأسئلة بشكل عام تأخذ طابع الصعوبة بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية، ويجب أن يكون هناك مراعاة بأن مستويات الطلاب وقدراتهم ليست كمستوى المدرسين، ومقارنة مع دول الجوار التي تعيش حياة طبيعية نجد أنه لا يوجد تكافؤ لأن أغلب الأسئلة تكون على النمط الأمريكي في اختيار الإجابات الصحيحة أو حتى النظام الفرنسي من حيث تدرج المستويات".

غضب وانتقادات لسياسة حكومة الإنقاذ في إدلب

سبّب هذا الحدث غضب الطلاب والناشطين ودفعهم لانتقاد سياسة حكومة الإنقاذ في مجال التعليم مأكدين عدم اهتمامها وضعف قدرتها على إدارة العملية التعليمية في إدلب، متهمينها بعدم تخصيص الميزانية الكافية للمجال التعليمي وانشغالها بفرض الضرائب والإتاوات على المنظمات والتجار والشركات، وتركها لآلاف الأطفال دون مدارس ودون تعليم.

وقال في هذا السياق لأورينت نيوز المدرس أ.ر. الذي يعمل في أحد المدارس بمدينة أطمة: "لا نجد اهتمام يذكر من قبل وزارة التربية في حكومة الإنقاذ، فهناك أعداد كبيرة من المدارس دمرها النظام السوري وتحتاج إعادة تأهيل وأغلب المدارس المفتوحة تحتاج الكثير من المسلتزمات، وهذه المدارس المفتوحة مدعومة أصلاً من قبل منظمات خارجية، وهذه المنظمات هي من تتكفل برواتب المدرسين وبالمصاريف التعليمية الأخرى، ودور حكومة الإنقاذ هو إداري فقط، كما يوجد كثير من المدارس المفتوحة لا تتلقى دعم أي منظمة ويعمل زملاؤنا فيها بشكل تطوعي دون رواتب".

أسهمت هذه السياسة اللامبالية من قبل حكومة الإنقاذ بتردي الوضع التعليمي والدراسي في مناطق إدلب، وكانت سبباً بتدمير مستقبل آلاف الطلاب، وسبباً غير مباشر في وفاة الطالب "أحمد محمد رحيل".

التعليقات (1)

    ابو عبدو

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان ولكن لم يمت بسبب امتحان الرياضيات ولكن بسبب شردقة بحسب التقرير الطبي
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات