خبراء ومختصون: مجزرة عفرين رسائل سياسية بدماء السوريين على مذبح القمم الدولية

خبراء ومختصون: مجزرة عفرين رسائل سياسية بدماء السوريين على مذبح القمم الدولية
حملت المجزرة الأخيرة التي شهدتها مدينة عفرين في طياتها رسائل مخضبة بدماء المدنيين في وقت تقف فيه العلاقات بين القوى الدولية والإقليمية المتصارعة في سوريا على مفترق طرق بانتظار قمة قد تكون نقطة تحول في الملف السوري بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره والروسي فلاديمير بوتين، وأخرى لا تقل عنها أهمية بين بايدن ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.

انزعاج روسي 

وقال المحلل العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال لأورينت نت، إن مجزرة عفرين قد تكون بمثابة رسالة روسية إلى تركيا في ظل عدد من المعطيات الأخيرة بين الجانبين ومحاولة أنقرة التقارب مع واشنطن، مرجحا مسؤولية نظام أسد وروسيا عن القصف ومستبعدا أن تكون ميليشيا قسد وراءه نظراً لدقة الصواريخ التي استخدمت في العملية.

وأضاف العميد رحال أن الروس مستاؤون من الأتراك بسبب عدة ملفات ولاسيما عقب الاتصال الذي جرى بين وزيري الدفاع الأمريكي والتركي وتطرقهما إلى منطقة آمنة على طول الحدود السورية التركية، فضلاً عن القمة المرتقبة بين أردوغان وبايدن وسط مخاوف روسية من تقارب الجانبين على حساب وجودها في سوريا.

وأشار إلى أن الروس يشعرون بالانزعاج من محاولة واشنطن السرية للتوسط بين الأتراك وميليشيا قسد في سوريا إضافة إلى اقتراب أنقرة وواشنطن من التفاهم على حل أزمتي صواريخ "إس 400" وطائرات  "F 35".

ولفت إلى أن الروس منزعجون كذلك من إعادة نشر الأتراك قواتهم جنوب طريق M4 خلافاً لمطالب موسكو بالانتشار شماله فضلاً عن تحول نقاط المراقبة التركية إلى نقاط قتالية تتمتع بأسلحة ثقيلة وإمكانيات قتالية رادعة.

وأعرب عن اعتقاده بأن تركيا تعرف الجهة التي تقف وراء القصف لكنها تتمهل بالرد على اعتبار أنها تتعامل برويّة وليس بردود الأفعال، لتتمكن من تسخير تلك المجزرة بالإطار السياسي.

ليست مصادفة

بدوره، ذكر الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية طه عودة أوغلو، لأورينت نت أن الهجمات الإرهابية على مدينة عفرين في هذا التوقيت لا تبدو مصادفة فهي من دون شك تحمل في طياتها الكثير من الرسائل أرادت الأطراف التي تقف خلفها إرسالها إلى تركيا بهدف خلط الأوراق وفرض واقع على الأرض قبل اجتماع مجلس الأمن  المرتقب في 11 من يوليو /تموز المقبل  للتصويت حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود ليكون التفاوض فوق أشلاء ودماء السوريين

.

وأضاف أنه من اللافت في هذه الهجمات أنها تتزامن مع القمة المرتقبة بين الرئيسين التركي أردوغان والأمريكي بايدن في بروكسل غدا حيث سيحضر الملف السوري بقوة على طاولة المفاوضات بين البلدين وأيضا بعد المباحثات التركية الأمريكية الأخيرة المكثفة حول الحديث مجددا عن المنطقة الآمنة في الشمال السوري.

ورأى أن الأطراف التي تقف وراء الهجمات الإرهابية في عفرين في أضعف لحظاتها على الجبهة الأساسية في تركيا، بينما يبدو وضعها في سورية مرتبكا للغاية.

وحذر من أن انسداد الأفق السياسي لحل القضية السورية تبقى قضية الإرهاب في سوريا بين شد وجذب بين الأطراف المتصارعة.

ومساء الجمعة، تعرضت مدينة عفرين لقصف صاروخي مجهول الهوية أسفر عن مقتل 23 مدنياً وإصابة 35 آخرين، فيما حذر الدفاع المدني من نوايا مبيتة بتعمد زعزعة حالة الاستقرار في الشمال السوري قبيل التصويت على تمديد مجلس الأمن على آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

التعليقات (1)

    hope

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    دم غالي و عالم رخيص. ولله يلي لله بيعملو بهالعالم قليل
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات