في ذكرى انشقاقه.. بلدة الهرموش توثق جريمة الأسد المستمرة بدماء أطفالها

في ذكرى انشقاقه..  بلدة الهرموش توثق جريمة الأسد المستمرة بدماء أطفالها
في الذكرى الحادية عشرة لانشقاق الضابط المقدم حسين الهرموش عن ميليشيا أسد، انحيازا لثورة الشعب السوري المطالب بإسقاط أسد وأركان حكمه، ارتكبت ميليشيا أسد مجزرة في مسقط رأسه بمنطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، في جريمة جديدة اعتبرها كثيرون انتقاما لانشقاق الهرموش (مؤسس أول كيان عسكري للثورة السورية) والذي كان بمثابة الصفعة الأولى والأقوى للميليشيا الطائفية التي تقيم الوطنية والخيانة على مقياس الولاء لآل أسد.

حيث استهدفت ميليشيا أسد صباح اليوم الخميس، قرية إبلين (مسقط رأس الهرموش) في منطقة جبل الزاوية بعشرات القذائف والصواريخ الذكية، ما أسفر عن مقتل 11 قتيلا بينهم نساء وأطفال، وإصابة عشرات آخرين من المدنيين أيضا بعضهم بحالة حرجة، إضافة لدمار واسع في ممتلكات ومنازل تلك القرى المستهدفة، وحركة نزوح واسعة للمدنيين من المنطقة باتجاه مناطق أكثر أمنا، مع استمرار القصف وتحليق طيران الاستطلاع في أجواء المنطقة.

ويتزامن تصعيد ميليشيا أسد وحليفها الروسي تجاه جنوب إدلب، مع الذكرى الحادية عشرة لانشقاق الضابط المقدم حسين الهرموش والذي ينحدر من قرية إبلين التي شهدت مجزرة اليوم بعد هدوء حذر استمر لأشهر بالمنقطة الخاضعة لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا.

في حين تغنّى إعلام أسد بأن ميليشياته تمكنت من مقتل "إرهابيين" في هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وبينهم قياديان بارزان، وهي شماعة اتخذها نظام أسد لقتل السوريين المدنيين بحجة "محاربة الإرهاب" منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، لكن كثيرون اعتبروا التصعيد المفاجئ في قرية إبلين بمثابة انتقام جديد من الهرموش الذي "مرغ هيبة" أسد وميليشياته بعد انشقاقه بتشكيله كيانا عسكريا خاصا بثورة السوريين.

وانشق الهرموش عن ميليشيا أسد في 10 من حزيران عام 2011، أي بعد أشهر قليلة على اندلاع الثورة السورية ضد أسد وأركان حكمه الاستبدادي، حيث رفض إطلاق النار تجاه السوريين الثائرين كما تفرض ميليشيا أسد على ضباطها، بل فضّل الانحياز إلى صفوف الثائرين وحمايتهم، وظهر في مقطع مصور حينها يعلن انشقاقه ويظهر هويته العسكرية لتوثيق الأمر، حيث كان انشقاقه بمثابة صفعة لا مثيل لها لنظام أسد وميليشياته، حيث إنه الضابط الأول والألمع الذي يوجه سلاحه إلى الميليشيا ذاتها بسبب قتلها السوريين بدل حمايتهم.

عقب ذلك أسس لواء الضباط الأحرار الذي شكل النواة الأولى للجيش السوري الحر (29 تموز 2011) لحماية المتظاهرين السلميين من الأجهزة الأمنية والشبيحة، وقاد أول عملية مسلحة ضد نظام الأسد قبل أن تعلن مخابرات أسد عن اعتقاله في 15 آب من العام ذاته، أي بعد انشقاقه بنحو شهرين، في عملية خطف واختراق أمني داخل الأراضي التركية، بعد أن قتل النظام أكثر من 20 شخصاً من أقربائه، مع تضارب الروايات حول اختطافه من الأراضي التركية لصالح مخابرات أسد.

وبعد اعتقال الهرموش بدأت ميليشيات أسد باجتياح قريته ومسقط رأسه إبلين بجبل الزاوية، وحيث تُقيم معظم عائلته، وهدمت 15 منزلاً في القرية بالجرَّافات، بينها منازل تعود لعائلة هرموش، وقتل النظام شقيقين له وصهره واعتقل شقيقه وليد، واعتقل اثنين من أبناء إخوته.

كما أجبره نظام أسد على الظهور على شاشاته الإعلامية التي تدار من أفرع المخابرات، وقد بدت على ملامحه آثار ضغط نفسي هائل وتعذيب تعرض له، قام فنيون بإخفائها قدر الإمكان واللعب بالمونتاج لإظهار المقابلة وكأنها طبيعية ليقول إن الجيش لم يأمره بإطلاق النار على مدنيين، وأن انشقاقه كان بعد "وعود كاذبة" تلقاها من ناشطين معارضين في تركيا فقرَّر العودة إلى سوريا.

و بعد مرور 11 عاما على انشقاقه واختطافه من مخابرات أسد، مايزال مصير الهرموش مجهولا مع تضارب الروايات حول عملية اختطافه من الأراضي التركية في ذلك الوقت.

 و شوهد الهرموش للمرة الأخيرة عام 2013 في أحد أفرع مخابرات أسد، لتنقطع أخباره منذ ذلك الحين، بينما بقي السوريون الأحرار يتذكرونه بوفاء وإجلال بسبب ما ضحى لأجلهم من دمه ودم أقاربه ورفاقه الأحرار.

التعليقات (1)

    رامي

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    الشعب السوري الأعزل كله ارهابية عند نظام بشار البهرزي المجرم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات