كيف حولت إيران السويداء إلى معبر ومزرعة أفيون واستفادت من الردة المذهبية؟

كيف حولت إيران السويداء إلى معبر ومزرعة أفيون واستفادت من الردة المذهبية؟
من الصعوبة بمكان التوسع في الكلام عن المشروع الإيراني في المنطقة، لأن التفاصيل  كثيرة جدا والإشارات والإيماءات بدأت مبكرة، وتزامنت مع قيام ما يعرف بـ (الحركة التصحيحية) وأعتقد أنه لم يكن تزامنا بريئا، إذاً البحث ذو مباحث طويلة ومطالب متعددة ، ولا أعتقد أن ما يتاح لي هنا، هو بمقدار بحث، بكل الأحوال على أن أضيف رأيا، قد تكشف الأيام حقيقته ، ويضاف إلى أرشيف ظالم وقاهر استبد بسوريا. 

ولا بد أن أربط بين هذا الاستبداد السلفي مرافقا بل متعاونا مع السلفية المستبدة المضادة، وهذا أيضا غير بريء إطلاقا ولهذه التركيبة بمجملها دلالة قاطعة على غياب برامج تخص التحرر الوطني أو قيام دولة مؤسسات.

لقد حرصت إيران الملالي على وضع الشعب السوري ضمن كنتونات، فبدا كأنه الغريب وكأن إيران من أهل البيت الآمر الذي  أدى أولا إلى تشريد السوريين في شتى أصقاع الأرض وتحول قضيتهم إلى قضية تتناول السطحيات  وتغيب باقي حقوق هذا الشعب، لأن إيران طرف في صراع مع تركيا والغرب من أجل الهيمنة على المنطقة.. ولما كانت سياسة الكانتون أو الغيتو هي محور أو أساس في السيطرة على سوريا، فقد كانت السويداء كانتونا،  تم التعامل معه بخصوصية تقتضيها طبيعة المذهب والجفرافيا.

في البداية كانت حربا لا هوادة فيها على الأخلاق والثقافة ، وجندت جيشا سريا وأسست عصابات من المهزومين أخلاقيا ومجتمعيا ومن المغلوبين في الصراع التعددي، تعددية الانتماء المذهبي إلى تعددية الانتماء الجغرافي وصولا  إلى الرغبة في تأكيد الذات التي تراكمت هزائمها مع العدو ومع القيم والتقاليد.

إيران تحمل أيديولوجيا متطرفة وحاقدة ومهووسة بمظلمة الحسين وهذا أمر رفع منسوب الولع لدي المجندين والمرتزقة الإيرانيين إلى درجة التبشير  وتبرير الكره ، الكره الذي أخذ كل شيء غدرا وغيلة وسعت مسعى الحركة الصهيونية في شراء الأرض من أهل السويداء  بوساطة وكلاء وسماسرة ومأجورين وشقت السويداء  إلى موالاة ومعارضة وعشيرة ضد عشيرة  وعامة ضد المشيخة التي كانت موالية إلى حد كبير  بسبب المطامع في الغنائم  من كل شيء.. والمدهش إحياء إمارات وهمية، وحالة عامة من سخط وسرقة وقطع طريق وخطف.. بعد أن أقنعت الناس في ظل ظروف الفقر أن الاحتيال مبرر  بالحق المسلوب تاريخيا ، وفي ظل سلطة غائبة وطنيا وأخلاقيا وتأخذ راحتها تماما في ظل ما أعطيت سرا أو علنا من إطلاق اليد.

إيران تتقن فن المؤامرة كما تتقن صنع السجاد الأشهر  لكن شتان بين صناعة الجمال  وصناعة القبح  إنها إيران الملالي التي لا تجد ضيرا  من جعل السويداء مزرعة أفيون ومخزنا لتجارة السلاح ومهلكة أخلاقية عبر توريط الكثير ما بين متعاطٍ ومروج وتاجر كبير  .

السويداء معبر بهمة إيران لمرور المخدرات وقتل كل شيء وكل قيمة وكل مثال، وأما التشيع فقد قامت به على قدم وساق.. ولا بد من الإشارة أن الكثير لم تبلغه الرسالة، لأنه متورط في ردة مذهبية معاكسة خدمت – بقصد أو من دون قصد – مشروع إيران، ودفعت البعض إلى مقاومة يائسة إعلاميا، وهي تعلم أنه أضعف الإيمان أمام الرأي العام الغاضب.

والبعض وجه له التاريخ والحقيقة والمنطق بشكلٍ معاكس ليتمذهب مع الشيعة.. وأما النضال في السويداء فقد بدا خجولا إلا من بعض الحركات الفردية، أو مجموعة صغيرة غير مدعومة من وعي جمعي مزيف.. فلقد استلب النظام وإيران ثقافة المقاومة والنضال.. وظهر أن قلة من أهل السويداء تريد أن تحمل ذلك.

التعليقات (1)

    مُلحِد مصيافيّ مُندسّ

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    المقاومة الحقيقية لا تتم إلا بعد شرب صاروخ حشيش أو أفيون وبعدها يا ويل حيفا وما بعد بعد حيفا! يلعن روحك يا حافر!
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات