أورينت في مقبرة الساروت بالدانا: زوّار قبره من كل المحافظات يسقون ترابه بالورود والعهود!

أورينت في مقبرة الساروت بالدانا: زوّار قبره من كل المحافظات يسقون ترابه بالورود والعهود!
صبيحة كل عيد اعتاد الناس على زيارة القبور، وتزيينها بالورد وأغصان الآس الخضراء، وفي سوريا.. اعتاد السوريون الذين حملت كل مفكرات أيامهم في السنوات العشر الأخيرة، ذكرى لفقيد مات أو قتل.. أو شهيد قضى في ساحات المعارك أو تحت تعذيب على يد جلادي الأسد من الوحوش الطائفيين الذين شبوا على الهمجية والإجرام.. اعتاد السوريون أن  يترحموا على أبنائهم وعلى من فقدوهم كل بطريقته.. لكن يبقى الترحم على الساروت وزيارة قبرة في بلدة (الدانا) في الشمال السوري، طقسا ثوريا في ذكرى استشهاده أيقونة الثورة وحارسها "عبد الباسط الساروت".. ولسان حال كثير من السوريين يهتف بلسان الشاعر: 

فجزاكَ ربكَ في عشيركَ رحمةً

وسقى صداكَ مجلجلٌ مِــــدرار

 

ليس قبرا بل مكانا للعهد 

بتاريخ 8/6/2019 أصيب الساروت في قرية تل ملح بريف حماه الشمالي ونقل على إثرها للمشافي التركية لتوافيه المنيه بعد عدة أيام، وتم دفنه في مقبرة مدينة الدانا في الشمال السوري القريبة من مدينة سرمدا ومعبر باب الهوى الحدودي مع تركيا نزولاً عند رغبة والدته، كون مكان قبر أخيه الأكبر بسام والذي استشهد قبله بعام في ذات المقبرة بحسب (ماجد الخالدي) والذي أضاف في حديثه لأورينت نت: 

" بات قبر الساروت رمزاً ثورياً، ومنارة واضحة لإكمال درب الجهاد والنضال لنيل الحرية، يزوره الناس من شتى المحافظات والأماكن ويقرؤون الفاتحة لروحه الطاهرة ويدعون له بالرحمة والقبول ويصورن القبر  على هواتفهم النقالة، ولا تقتصر الزيارة على يوم معين أو مناسبة معينة، بل في كل يوم وكل وقت يزوره الناس ويعتنون بقبره" 

من جهته قال عصام الراجح أحد أصدقاء الساروت لأورينت نت " اعتدنا زيارة قبر الساروت بشكل دوري، نقف حوله متأملين محطتنا الأخيرة ومصيرنا المحتوم، ونعاهد الشهيد على متابعة الثورة.

وفي كل مرة نلتقي بأناس من مختلف الأعمار والأماكن من درعا حتى باب الهوى، يعتنون بالقبر ويسقون ترابه والورود المزروعة حوله أكثر منا، على اعتبار أن الساروت لم يعد ملكاً لحمص او حكراً على أهلها بل هو ملك الوطن ومشوار حياته المثالي الناصع بات نبراسا للجميع" 

حموي يعتني بقبره ويسقي ترابه

(سعيد أبو زيد) نازح من مدينة حماة.. يسكن في بلدة الدانا قرب المقبرة التي تضم جثمان الساروت.. وقد شهد قبل عامين مراسم دفنه هنا.. معتبرا ذلك من اللحظات التي لن ينساها في حياته... وقد تحدث لأورينت نت  قائلاً:

"أسكن في مدينة الدانا منذ حوالي خمس سنوات وما زلت أذكر تاريخ استشهاد أبو جعفر  تقبله الله، وكيف سارت خلف جنازته عشرات الآلاف من الناس. وأنا من جهتي وبحكم قرب مكان سكني من مقبرة الدانا، اعتدت على زيارتها بشكل دوري لأهتم بقبر الساروت وأسقي ترابه وأقرأ الفاتحة عليه، وفي كل مرة أتردد إلى هنا أجد أشخاصا مختلفين قد سبقوني لزيارة القبر ومنهم من يسارعون في مساعدتي عند رؤيتهم لي وأنا أهتم بقبر عبد الباسط الساروت"

 

من حمص إلى.. إدلب 

ولد الساروت والملقب بأبو جعفر في مدينة حمص حي البياصة 1992م وكان يعمل بمهمة أهله ببيع الحديد والخردوات ويعشق كرة القدم، ولعب مع فريق مدينته الكرامة ومنها إلى منتخب سوريا كحارس للمرمى، وذاع صيته آنذالك لمهارته الكروية المميزة، ومع بداية الثورة انطلق بالتظاهر السلمي ولمع نجمه بهتافاته المميزة والمعبرة وللحديث عن الساروت التقت أورينت نت (ماجد الخالدي)  صديق الساروت المقرب والذي قال "تهجر الساروت إلى مدينة إدلب في الشمال السوري في عتم 2016م وأشغل ساحاتها بالهتافات المميزة الثورية، وبعدها شكل لواء حمص العدية العسكري وانضم إلى جيش العزة في ريف حماة الشمالي، وأصبح ينسق بين التظاهرات والهتافات والعسكرة والرباط".

التعليقات (1)

    طل شم

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    التعليق مسيء للأديان ومخالف لقواعد النشر
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات