انتفاضة شعبية وبيان للعشائر في منبج ضد إجرام "قسد".. وأورينت تكشف أسباب التصعيد (فيديو)

تتصاعد حدة الغليان الشعبي في مدينة منبج وريفها شرق حلب لليوم الثاني على التوالي، ضد جرائم ميليشيا قسد وإجراءاتها التعسفية تجاه الأهالي، حيث وصلت الاحتجاجات الشعبية لإحراق حواجز ونقاط عسكرية للميليشيا بسبب حملات التجنيد الإجباري لشبان المنطقة.

وأفاد مراسل أورينت في ريف حلب، اليوم الثلاثاء، أن انتفاضة عارمة تعيشها مدينة منبج وريفَيها الشرقي والشمالي في مسعى للتصدي لجرائم الميليشيا الانفصالية، وخاصة حملات التجنيد الإجباري التي تنفذها في المنطقة.

ونقل المراسل عن مصدر محلي في منبج، أن أربعة شهداء (حسين محمد الجبلي، وفا حسن البهيوا، إبراهيم جمعة الحمادة، عبد السلام النجم)،  وعشرة جرحى من المدنيين هي الحصيلة غير النهائية للاحتجاجات الشعبية الغاضبة، في ظل تفاقم الأوضاع في عموم المنطقة ومحاولات يائسة من ميليشيا قسد لاحتوائها.

انتفاضة الريف

وفي التفاصيل قالت مصادر خاصة لأورينت نت، إن المتظاهرين توافدوا من معظم قرى الريفين الشمالي والشرقي باتجاه مركز المدينة بعد الانتفاضة الكبيرة للريفين، فيما أطلق عليهم عناصر حاجز ميليشيا قسد النار، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين، الأمر الذي أجج الغضب في عموم القرى والبلدات.

دفع ذلك المتظاهرين الغاضبين لقطع طريق الحسكة حلب الدولي بالإطارات المشتعلة، فيما استقدمت قسد تعزيزات عسكرية من صفوف "قوات قنديل" وهي ميليشيا أجنبية توصف بزيادة الوحشية والعنصرية تجاه سكان المنطقة، إلى جانب إغلاق الميليشيا مداخل المدينة لمنع الدخول إليها ومحاولة السيطرة على الغليان الشعبي الذي يحاول السيطرة على حواجزها.

وفي ظل ذلك، تزايدت حدة المظاهرات الشعبية الغاضبة في عموم مناطق منبج وريفها، حيث تركزت مطالب المحتجين على وقف عمليات التجنيد الإجباري والضرائب الجائرة، إضافة لمطالبات بوقف سياسة التمييز العنصري التي تمارسها الميليشيا ضدهم.

مفاوضات بائسة

في حين أشارت المصادر المحلية إلى جملة مفاوضات مستمرة في المنطقة بين ميليشيا قسد وبين وجهاء وشيوخ عشائر منبج في محاولة للوصول إلى اتفاق يوقف الغليان الشعبي الأول من نوعه في المنطقة، لكن تلك المفاوضات لم تثمر بأي نتائج بسبب الجرائم الكبيرة التي وصلت لمقتل وإصابة عشرات المدنيين برصاص الميليشيا.

كما أن قسد مازالت تهدد أهالي منبج بشكل كبير لكبت أصواتهم ولفرض قراراتها التعسفية من تجنيد إجباري تجاه شباب وكوادر المنطقة، حيث أشارت المعلومات الواردة إلى اجتماع جرى بين ميليشيا قسد وقوات الاحتلال الروسي بالريف الجنوبي لمنبج بالقرب من القاعدة الروسية، دون تفاصيل حول ماهية ذلك الاجتماع.

العشائر تصرخ في وجه الميليشيا

وكانت الميليشيا فرضت حظر تجوال لمدة 48 ساعة في المدينة سعيا لوقف الاحتجاجات الشعبية، في حين رفضت عشائر المنطقة في بيان لها، الأساليب الوحشية والممارسات القمعية التي تنفذها قسد بحق الأهالي، حيث أكدت العشائر أنها لن تصمت حيال تلك الجرائم المتكررة في منبج.

ومنذ أمس اندلعت احتجاجات شعبية غاضبة وغير مسبوقة في منبج شرق حلب ضدّ ميليشيا قسد وعمليات التجنيد الإجباري التي تفرضها على شبان تلك المناطق، وذلك بعد حملة اعتقالات واسعة نفذتها الميليشيا خلال الأيام الماضية وطالت مئات الشبان.

ووصلت تلك الاحتجاجات إلى مدينة الرقة وريفها في دعوات للإضراب العام والخروج بمظاهرات شعبية بحسب شبكات محلية منها "الرقة تذبح بصمت"، التي أشارت إلى إضراب واسع ستشهده مدن الرقة والطبقة وبلدة المنصورة في أسواقها وجميع قطاعاتها بعد دعوات واسعة من ناشطين وحقوقيين، وذلك احتجاجا على حملات التجنيد الإجباري التي تقوم بها ميليشيا قسد، والتي يشبهها البعض بحملات "الأخد عسكر" العثماني أيام حرب السفربرلك! 

وبحسب الشبكة فإن حملات التجنيد الأخيرة في الأيام الأربعة الماضية بلغت أكثر من 250 شاباً في محافظة الرقة تم سَوقهم إلى مطار الطبقة والرقة، (17) منهم خضعوا لدورة التجنيد الإجباري، من خلال اعتقالات مكثفة جرت بعمليات مداهمة وعبر الحواجز العسكرية المنتشرة في المنطقة.

وكانت قسد أطلقت النار يوم أمس على مظاهرة شعبية رافضة للتجنيد الإجباري في منبج، ما أدى لمقتل مدني وإصابة آخرين برصاص عناصرها، الأمر الذي زاد حدة الغضب الشعبي في المنطقة ودفع الأهالي لقطع الطرقات الرئيسة وطريق حلب الدولي بإطارات مشتعلة، بحسب تسجيلات مصورة بثها ناشطون تظهر لحظة إطلاق النار وتشييع القتيل خلال ساعات الليل.

وأدت حملات التجنيد الإجباري المكثفة في مناطق شرق الفرات لمظاهرات شعبية وإضراب في مناطق سيطرتها وخاصة دير الزور والرقة خلال الأشهر الماضية، حين كثفت الميليشيا حملات التجنيد والاعتقالات ضد الكوادر العملية بشكل ملحوظ، في وقت تنتهج "قسد" سياسة الاضطهاد ضد المكونات العربية في تلك المناطق، بحسب اتهامات شعبية.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات