غش وتهديد.. طلاب يكشفون فساد العملية الامتحانية والنظام ينتقم لشبيحته بمعاقبة المعلمين

كعادة نظام أسد في إلقاء اللوم على الضحية والمساواة بينها وبين الجلاد في أحسن الأحوال، أصدرت وزارة التعليم التابعة لنظام أسد قرارات منفصلة ومتتالية، نصت على كف يد بعض المعلمين العاملين في السلك التعليمي، وذلك بعد توجيه تهمة الإهمال والتقاعس الوظيفي لهم، وعدم التزامهم بواجباتهم في القاعات الامتحانية.

وكان نظام أسد قد أعلن يوم أمس الأول الأحد، انطلاق الامتحانات للشهادتين الإعدادية والثانوية الشرعية والثانوية بكافة فروعها في عموم مناطق سيطرته، وقد أصدر سلسلة من القرارات ضمن ما أسماه (ضبط العملية الامتحانية ومراقبتها)، وكان أبرز تلك القرارات قطع الاتصالات لعدة ساعات، في وقت تتسلط فيه ميليشياته على مفاصل المدن ويتطاولون على الجميع، وهو ما جعل أبناءهم أو أقاربهم يضربون عرض الحائط بأية ضوابط للعملية الامتحانية.

شبيحة في مراكز الامتحان

وقال (سامي. ر) وهو أحد طلاب الثانوية العامة "والذي أجرى أول امتحان له أمس الإثنين" لأورينت نت: "دخلت القاعة وإذ بطالبين يدخلان وبرفقتهم شابان آخران تبين لاحقا أنهما (مرافقان لهما)، وعندما طالب المراقبون مسؤول المركز بإخراج الشخصين إلى خارج المدرسة بدأا بالصراخ والتهديد (أنت مو عرفان نحنا مين - رح اتصل بالمعلم وهو بشوف شغلو - وين بتريد أنقلك)، وقد ذهب مدير المركز على أساس أنه (سيطلب الشرطة) وعاد ليطالب الشابين بالوقوف خارج القاعة فقط".

واسطة

بدورها، ذكرت (راما. ك) وهي طالبة في الثانوية العامة أيضاً لأورينت نت: "دخلت إلى قاعة الامتحان وتم تسلمنا أوراق الأسئلة، وبينما كنا نجيب عليها، دخلت لجنة تفتيشية من التربية وكان أحد الموظفين يحمل جهازاً بيده، تبين لاحقاً أنه جهاز لالتقاط إشارة أية سماعة، وخلال مدة قصيرة تم ضبط طالبة تضع سماعة داخلية في أذنها لا يتجاوز حجمها حبة العدس، وقلت في نفسي (راحت عليها)، إلا أن المفاجأة هي إعادة الطالبة "المدعومة" إلى القاعة وتسليمها ورقة الأسئلة والأجوبة مرة أخرى، بل وامتد الأمر لإخبارها بأجوبة بعض الأسئلة من قبل أحد العاملين في المركز رغم معارضة أحد المراقبين لذلك.

طلاب يهددون المراقبين

وعلى الجانب الآخر، تحدثت مصادر في حمص لأورينت نت، أن أحد طلاب الشهادة الإعدادية داخل أحد المراكز، هدد المراقب بعد أن ضبط معه ورقة مكتوب عليها بعض الأجوبة (راشيتة)، وعند محاولة المراقب سحب ورقته، صرخ الطالب بالمراقب (شيل إيدك أحسن ما ندمك وزتك بالحسكة)، مشيراً إلى أن المراقب سحب الورقة وأخرج الطالب من القاعة، حيث قام الطالب بشتم الذات الإلهية وشتم المراقبين وخرج من المكان.

إعلام النظام يفضحه

رغم كل هذه الحالات، صبّ نظام أسد جام فساده على رؤوس المعلمين من مراقبين ورؤساء مراكز متهماً إياهم بالمساعدة على الغش، ومتناسياً دور ميليشياته في كسر وخرق أية قوانين، إلا أن الأسباب التي ذكرها إعلام النظام افتضحت كذبته (رسمياً).

وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام  في تقرير لها حول أسباب كف يد مراقبين ومعلمين عن الخدمة، أن ذلك يأتي بسبب مشاركتهم في عمليات الغش والمساعدة في تسريب الأسئلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد بداية الامتحان وقيام الطلاب بتصوير الأسئلة في القاعة الامتحانية ونشرها إلا أن الوكالة ومن خلفها نظام الفساد والمحسوبيات نسي أنه قطع الإنترنت (لضبط العملية الامتحانية)، فكيف للمراقبين أو الطلاب نشر الأسئلة عبر مواقع التواصل بدون إنترنت؟.