نظام أسد يطبل لافتتاح سفارة قبرص والأخيرة لاتعلق وإعلامها يكشف المستور

نظام أسد يطبل لافتتاح سفارة قبرص والأخيرة لاتعلق وإعلامها يكشف المستور
"افتتاح قنصلية قبرصية في دمشق"، قد يبدو هذا الخبر عادياً لو لم يكن مرهوناً بأرض يحكمها نظام كنظام أسد، قتل ونكّل وهجّر الملايين من شعبه، وأجبرهم على اللجوء إلى شتى بقاع العالم، ثم استخدمهم كورقة ضغط على بعض الدول من أجل تحقيق مكاسب سياسية أو على أقل تقدير (الحصول على فرصة لإعادة تعويمه وتلميعه)، بعد أن بات في نظر غالبية الدول نظاماً مجرماً قاتلاً وفاقداً للشرعية و (مزوّراً) أيضاً.

وتناقلت مصادر إعلام موالية لنظام أسد أمس، أخباراً تفيد ببدء تجهيز جمهورية قبرص اليونانية، مبنى في العاصمة دمشق بعد اتفاق مع نقابة المحامين (فرع دمشق)، من أجل إعلانه لاحقاً كـ (سفارة لقبرص) في سوريا.

قبرص.. وكأن الأمر لا يعنيها

رغم أن مثل هذه الأخبار يتم تداولها في العادة وفق الأعراف الدبلوماسية عبر وسائل إعلام الدولتين (الدولة صاحبة السفارة والدولة التي ستُفتح السفارة على أرضها)، إلا أن هذا لم يحدث، ففي الوقت الذي يطبل فيه الموالون ويزمرون لخبر اقتراب افتتاح سفارة قبرصية في بلادهم، لم تنشر وسائل الإعلام القبرصية (حتى وكالة الأنباء القبرصية CNA) أي أخبار حول وجود نوايا تتعلق بافتتاح سفارة في دمشق، وبدا الأمر على وسائل الإعلام القبرصية وكأنه لم ولن يحدث.

كما أن المعرفات الرسمية للخارجية القبرصية، والتي من المفترض أن تكون الجهة المباشرة والمسؤولة عن مثل هذه العمليات، لم تنشر أي أخبار تتعلق بافتتاح قنصلية قبرصية في دمشق، واقتصر الأمر في نشرات الأخبار حتى في منصات التواصل الاجتماعي، على ثلة من (المنحبكجية) الذين يفضلون استخدام تعبير (الدولة السورية) وغيرها من تعابير الولاء لقائد الطوابير.

سفارة بالإجبار

عدم تعليق قبرص على أخبار افتتاح السفارة أو استئجار مبنى بنيّة افتتاحه كسفارة لها في دمشق، يكشف عن (عدم رغبة أو كمن تم إجباره على أمر ما)، فتزامنا مع الإعلان عن افتتاح سفارة لقبرص في دمشق، يأتي بعد أسبوع فقط من إعلان قبرص عن تدفق موجات كبيرة من المهاجرين القادمين من سواحل طرطوس إليها وطلبها الدعم من دول الاتحاد الأوروبي لوضع حد لها، حيث كانت آخر تلك الموجات عبارة عن (مسيرة تطبيل لبشار أسد) تحولت فيما بعد إلى رحلة لجوء هدفها جزيرة قبرص.

كما أن عمليات تهريب المهاجرين من السواحل السورية بدأت فجأة، فيما يبدو على أنها كانت تتم بعلم نظام أسد وتسهيلات منه، إلا أن الأهداف التي لم تكن واضحة من تسهيل عمليات الهجرة غير الشرعية باتجاه قبرص اليونانية، بدأت تتكشف مع إعلان التحضير لافتتاح قنصلية للدولة في دمشق، وهو بحد ذاته يعكس لجوء نظام أسد لورقة المهاجرين من جديد، من أجل إعادة تعويمه وإظهار نفسه أمام العالم، كما أن العملية تزامنت مع إعلان أسد (فوزه) بولاية رئاسية رابعة بعد مسرحية انتخابات هزلية ومزورة.

وكانت وكالة الأنباء القبرصية CNA قد أعلنت في الثامن عشر من شهر أيار الجاري، إعادة 56 مهاجراً غير  نظامي، كانوا على متن قارب شوهد قبالة سواحل منطقة (كيب جريكو) إلى لبنان، قبل أن تعلن حالة الطوارئ في الثاني والعشرين من الشهر نفسه، بعد وصول دفعة كبيرة من المهاجرين خرجوا بنية (الهتاف للأسد عبر مسيرة بحرية) قبل أن تختفي قواربهم وتتحول المسيرة إلى رحلة لجوء باتجاه قبرص أمام أعين (خفر سواحل نظام أسد).

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات