حملة غضب لعرب وسوريين تصفع حركة "حماس" بعد رفع صور قاسم سليماني في غزة

أثار ظهور صور قائد فيلق القدس التابع لميليشيات الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بين جموع الفلسطينيين الذي خرجوا في حفل تأبين الشهداء احتفالاً لانتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة جدلاً واستهجاناً من قبل شريحة واسعة من الناشطين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وهاجم ناشطون حركة «حماس» في السماح لفلسطينيين برفع لافتات حملت صور قاسم سليماني خلال الاحتفالية التي نظمتها الحركة إبان إعلان الهدنة مع إسرائيل، مذكّرة «حماس» بجرائم سليماني بحق السنّة عامّة، وبحقّ اللاجئين الفلسطينيين في دول الجوار خاصّة.

وظهرت صور وأعلام مرفوعة تحمل صور سليماني كتب عليها "سيد الشهداء محور المقاومة"، مدللين على ذلك بأن طريق المقاومة يمر من غزّة على حد زعمهم، وذلك خلال الاحتفالية نظمتها حركة "حماس" في غزة يوم أمس الأحد بالاشتراك مع "حركة الجهاد الإسلامي" شمال القطاع حضرها الآلاف من أهالي غزّة.

لكن تكريم الاحتفالية لسليماني ورفع صوره أثار غضب شريحة واسعة من الناشطين العرب والسوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استذكر سوريون وعرب من جنسيات مختلفة جرائم سليماني وميليشياته التي استدعاها نظام أسد إلى سوريا لحصار مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وقصفهم وتجويعهم.

وشارك عدد من الناشطين العرب صوراً تعود لخروج الآلاف من سكان المخيم جوعاً بعد أن رفع نظام أسد حصاره المطبق على المخيم عام 2015، في حين وجّه بعضهم خطاباً مباشراً لقطاع واسع من الفلسطينيين ممن شاركوا صور سليماني وعلقوا على صور المخيم بالقول، إن سليماني الذين حملوا صوره كان سبباً في قتل وتشريد وتهجير وتعذيب وتجويع عشرات آلاف الفلسطينيين في مخيم اليرموك وباقي المخيمات الفلسطينية.

«من حاصر وقتل أهلنا في مخيم اليرموك لا يمكن أن يكون نصيراً لفلسطين.. كفاكم غباءً ونفاقاً وتبعية»، بينما عرّج آخرون على معتقلات وزنازين مخابرات أسد التي دعمت القضية الفلسطينية عبر إنشائها «فرع فلسطين» أعتى المعتقلات وأكثرها إجراماً، ودللوا على ذلك بشهادات حيّة تؤكد امتلاء زنازين أسد باللاجئين الفلسطينيين وغيرهم من الجنسيات في سوريا .

في حين اشتكى آخرون من تجاهل فلسطينيين يدعمون سليماني من تجاهلهم مشاعر السوريين ممن فقدوا عائلاتهم وذويهم على أيدي ميليشيات إيرانية كان سليماني يقودها في سوريا، وتساءلوا باستنكار «هل أنتم مؤمنون فعلاً أن إيران ستحرر لكم الأقصى وتقاتل الصهاينة لصالح المسلمين السنّة؟!.. ماذا عن دماء مليوني شهيد سوري وعراقي ولبناني ويمني؟». وكتب آخرون «هل أضعنا طريق القدس حتى نتبع هذا اليوم؟! ما ظنكم بهذا الفاجر الزنديق؟».

بينما اكتفى البعض بنشر صور سليماني بين الحشود والتعليق عليها بالقول «بعد ما شاهدنا صور قاسم سليماني في غزّة أصبحت فلسطين محتلّة من إسرائيل وإيران رسميّاً»، في حين عرّج عدد من الناشطين على انتقاد «حماس» عن ولائها للنظام الإيراني ودعم ميليشياته.

وسبق أن أثارت تصريحات قادة من حركة «حماس» بلبلة بين الأوساط السورية والعربية، حيث شكر رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية مباشرة النظام الإيراني لدعمه بالمال والسلاح والتقنيات، على حد قوله، وذلك في أول ظهور علني متلفز لهنيّة بعد إعلان الهدنة، ما لبث أن عاود هنيّة التأكيد على موقفه في عدة محطات تلفزيونية مجدداً شكره ودعمه لإيران.