اعتقل من داخل مشفى في اللاذقية وهو مصاب: جريمة "مواطن" يطالب بتطبيق القانون

لم تكتفِ ميليشيات أسد بما تفرضه من تضييق واستغلال للمدنيين في مختلف المناطق السورية الخاضعة لسيطرتها، بل منعت وكممت أفواه كل من يحاول فضح جرائمها أو انتقادها ولو بكلمة، فالكلمة بحق ميليشيات أسد تعني ارتكاب قائلها لجريمة، وقد تودي بحياته أو تخفيه (وراء الشمس) وفق تعبير السوريين.

وأقدمت ميليشيات أسد مؤخراً على اعتقال أحد المدنيين من داخل أحد المستشفيات في محافظة اللاذقية، بعد دعواته لنظام أسد ضبط ميليشياته واعتقال من يخالف ما أسماه (القانون)، حيث تم اختطافه بعد ضربه بوحشية واقتياده إلى جهة مجهولة.

انتقاد غاضب

وقال مصدر "رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية" لأورينت نت، إنه "وفي ليلة الإعلان عن نتائج مهزلة الانتخابات المزورة، أطلقت ميليشيات أسد النار بكثافة كبيرة في مدينة اللاذقية، ما أدى لإصابة عدد من المدنيين بجروح متفرقة نقلوا على إثرها إلى المستشفيات من أجل العلاج، حيث كانت إصابة البعض منهم بليغة لدرجة أنها قد تسببت لهم بعاهة مؤقتة أو مستدامة، حيث وخلال علاج أحد المصابين، كان غاضباً جداً ويصف من أطلقوا النار بالخارجين عن القانون الواجبة محاسبتهم، ليبدأ بدعوة من وصفها بـ (الدولة السورية) لضبط الشبيحة الذين وصفهم بـ (الخارجين عن القانون).

وأضاف المصدر "المشكلة الأكبر هو ليس الانتقاد بحد ذاته، بل تسمية الجهة التي كانت تطلق النار في منطقته، حيث ذكر خلال موجة غضبه العارمة أن ميليشيا (الدفاع الوطني) هي من كانت تطلق النار في منطقته وأن الإطلاق تم من رشاشات ثقيلة أيضاً قائلاً: "حدا بيضرب بالثقيل بمنطقة مليانة سكان؟".

تقارير مزورة

وتابع: "رغم حضور عناصر من (الأمن الجنائي) إلى المشفى لتوثيق الحوادث، إلا أنهم أصروا أن يتم تسجيل جميع الإصابات على أنها تعرضت لإطلاق النار من قبل (مجهولين)، وهو ما أثار حفيظة الغاضب أكثر، وبدأ يتهم الأمن بالتواطؤ، وأنهم يحاولون التستر على ثلة من (المخربين)، وأنه يريد حقه عن طريق القضاء، ولم يتم الالتفات له ولكلامه بداية، حتى صباح اليوم التالي، حيث اقتحمت قوة مسلحة مجهولة الجهة واعتقلته من غرفته في مشفى (أسد الجامعي) باللاذقية واقتادته إلى جهة مجهولة بعد ضربه ضرباً مبرحاً حتى أغمي عليه".

وأوضح المصدر أنه لم تعرف الجهة التي قامت باعتقاله ولم يعرف مصيره أو المكان الذي تم اقتياده إليه، وفيما يبدو أن الجهة التي اعتقلته هي ذات الجهة التي كان يتهمها بإصابته برصاصها الطائش، مشيراً إلى أنه وفي ظل تعدد الجهات التي تمارس دورها كسلطات أمنية (على رقاب المواطنين فقط)، بات من الصعب معرفة الجهة التي اعتقلته أو بشكل أدق (اختطفته).

وعشية مسرحية الانتخابات المزورة، أطلقت ميليشيات الشبيحة الرصاص بكثافة في عموم المحافظات السورية احتفالاً بما أسموه (نصر قائدهم)، وهو ما أسفر عن إصابات بالحملة في صفوف المدنيين في عدة محافظات سورية، حيث تم توثيق سقوط 5 قتلى وأكثر من 11 جريحاً بينهم طفلان، بفعل رصاص الشبيحة العشوائي في حلب، كما سقط 14 مدنياً جرحى في اللاذقية لنفس الأسباب وجريحان في السويداء وعدد آخر من الجرحى في دير الزور، وغالبية الإصابات تمت بعد أن اخترق رصاص الشبيحة منازل المدنيين ونوافذهم.