ناجٍ من الموت يروي أساليب التعذيب الوحشي داخل سجون ميليشيات إيران في سوريا

ناجٍ من الموت يروي أساليب التعذيب الوحشي داخل سجون ميليشيات إيران في سوريا
تتواصل انتهاكات الميليشيات الإيرانية بحق السوريين، لا سيما أولئك الذين يتم احتجازهم لأسباب تتعلق بالحصول على المال "إتاوات"، حيث وفي كل يوم تتكشف معلومات وحقائق جديدة عن حجم الرعب الذي عاشه هؤلاء داخل سجون هذه الميليشيات.

"أورينت نت" حصلت على شهادة أحد الذين تم احتجازهم على يد ميليشيا تتبع لإيران قبل أشهر في الرقة.

وقال (سليمان . م) المنحدر من بلدة أبو جرين شرق حلب لـ أورينت نت: "تم اعتقالي في شهر نيسان من العام الماضي، أثناء توجهي من حماة إلى الرقة عبر طريق إثريا، حيث خرجت بوساطة (تاكسي أجرة/طلب)، وبعد عبورنا السلمية ودخولنا طريق الرقة وصلنا إلى حاجز السعن (حاجز الشؤم) المسيطر عليه من قبل الميليشيات الإيرانية (النجباء وفاطميون)، حيث كان هناك طابور من السيارات وبعد انتظار وصلنا إلى الحاجز وتم تفتيشنا، وإذا بالعنصر يطالبني أنا وسائق التاكسي بإخراج كل ما نملك، أخرجت مبلغ 150 ألف ليرة كانت برسم الأمانة لأحد الأشخاص إضافة لهاتفي المحمول وأخبرته أنه لا يوجد أي شي آخر".

وأضاف: "كان العنصر يتحدث اللهجة العراقية وعلى ساعده كان يوجد شعار النجباء، وبعد أن أخبرته أني لا أملك إلا هذه الأشياء قال لي ولكن هذا لا يكفي، حينها فهمت أن الأمر ليس تفتيش وإنما إتاوة، وبدأت أرجوه أن يتركني وشأني وأن هذه الأموال ليست لي حتى، وهنا جن جنونه وبدأ بصفعي وضربي بشكل مبرح فيما تم إنزال السائق وضربه بشكل عنيف أيضاً".

تمويل داعش

خلال الضرب كان العنصر يصرخ (تاخد المصاري عشان تمول بيهم داعش)، وتم اعتقالنا وإدخالنا إلى غرفة مسبقة الصنع للتحقيق، ليدخل بعدها أحد القياديين علينا ويبدأ بسيل من الأسئلة، وللأمانة أجبت بصدق متخذاً من الحكمة (الصدق منجاة) إلا أنني أغفلت أن هؤلاء الحثالة لا يفقهون حكمة ولا موعظة".

وتابع: "أخبروا السائق أنه يجب حجز السيارة للتأكد وأنه سيستلمها بعد التحقق منها والتحقيق معي، لم يكن أمامه خيار وفعل ما يريدون تاركاً السيارة خلفه، أما أنا فتم نقلي إلى (هنغار/مستودع كبير) ليس ببعيد جداً من الحاجز، وذلك لكوني قدرت الوقت الذي وضعوني فيه بالسيارة ولحظة نزولي منها كوني مغمض العينين.

سلاسل وتعذيب وحشي

وتابع: "الأكثر رعباً كانت طقوس التعذيب وأدواته، لقد كان في المستودع نحو 80 شخصاً والجميع بدا عليه جروح عميقة، وبعد مدة قصيرة عرفت سبب الجروح ولكن بشكل عملي، كان الجلادون يستخدمون سلاسل (جنازير) مزودة بأشواك حديدية كتلك المستخدمة في لطمياتهم، كنت أشعر أن كل ضربة تصل حتى العظم، فيما استخدموا العديد من الوسائل الأخرى بقصد ترويعنا منها (سواطير) كانوا يهددون بها بقطع أعضائنا التناسلية، وقد كانت كل حفلة تعذيب يتخللها تلاوات وعبارات دينية أعتقد أنها فارسية وهي أشبه بـ (استحضار الشياطين)، مع شتم للصحابة والأمويين ومعاوية بشكل خاص، إضافة لقيام بعض السجانين بشق أيديهم بوساطة شفرات قبل الإمساك بالسلاسل وضربنا، ولا أدري السبب وراء ذلك"، لم يكن هناك تحقيق أو أسئلة كان هناك تعذيب فقط، لقد كان احتجازي أقرب للاختطاف وليس الاعتقال.

وبعد مرور تسعة أشهر، تعرفت على أحد السجانين، لقد كان أقلهم (إجراماً)، أخبرني أن أؤمن مبلغ 7 ملايين ليرة وسيتكفل بإخراجي، طلبت منه إجراء مكالمة فأخبرني بأن المبلغ سيزيد 200 ألف فوافقت على الفور، أجريت مكالمة (الخلاص) مع أحد أفراد عائلتي في الرقة وأخبرته بوضعي، وبالفعل أحضر المبلغ المطلوب بعد الاتفاق مع العنصر الجديد، وقد تم اقتيادي إلى منطقة قرب الطبقة وتم تسليمي هناك واستلام المبلغ المطلوب، وبعدها غادرت إلى الرقة ومنها إلى ريفها وبعدها إلى تركيا، قبل أن أستقدم عائلتي التي كانت تقطن في حماة بعد رحلة محفوفة بالمخاطر.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات