يستهدف أمنهم ووجودهم.. النمسا تتخذ أخطر إجراء عنصري ضد المسلمين والسلطات تبرر

يستهدف أمنهم ووجودهم.. النمسا تتخذ أخطر إجراء عنصري ضد المسلمين والسلطات تبرر
أثارت "خريطة الإسلام" في النمسا، انزعاجاً وقلقاً كبيراً لدى المسلمين، باعتبارها تكشف معلومات تفصيلية عن المنظمات الإسلامية والطوائف الدينية، وتحتوي على أسماء ومواقع أكثر من 600 مسجد وجمعية وأشخاص وعلاقاتهم المحتملة بالخارج، مما يشكل خطراً عليهم.

وتعرضت الحكومة النمساوية أمس الخميس، لموجة كبيرة من الانتقادات بسبب "خريطة الإسلام" الجديدة التي تظهر مواقع المساجد والجمعيات في جميع أنحاء البلاد، وقال المجلس النيابي للمسلمين " أن الخريطة تدل على نية واضحة لدى الحكومة لوصم كل المسلمين بوصفهم خطرا محتملا"، وفق مانقلته وسائل الإعلام.

في وقت سابق، كشفت وزيرة الاندماج سوزان راب عن موقع على شبكة الإنترنت يسمى "خريطة الإسلام"، والتي تضم أسماء ومواقع أكثر من 600 مسجد وجمعية ومسؤول وعلاقاتهم المحتملة بالخارج،  بهدف إعطاء لمحة عامة عن هذه الأمور وتحديد الأماكن التي يمكن أن تنسب إلى "الإسلام السياسي".

وأصرت راب على أن الخريطة لم يكن الغرض منها "وضع المسلمين بشكل عام في موضع الشك"، مؤكدةً أنها من أجل "محاربة الأيديولوجيات السياسية التي تشكك في قيم الديمقراطية الليبرالية وليس الدين".

وجاءت الخريطة نتيجة تعاون بين جامعة فيينا ومركز توثيق الإسلام السياسي، وهو هيئة أنشأها العام الماضي التحالف بين المحافظين وحزب الخضر، لكن هؤلاء فضلوا النأي بأنفسهم عن هذه المبادرة.

وأكد رئيس المشروع البحثي في جامعة فيينا عدنان أصلان "لقد سجلنا ووصفنا 623 جمعية ومنظمة ومسجدا"، بهدف إظهار نقاط الضعف والقوة، إذ تظهر الخريطة "نزعات خطيرة" ، "نريد توعية السياسيين بها"، وفي النهاية عانى غالبية المسلمين أيضا من نزعات راديكالية.

وتم تفعيل الخريطة عبر الموقع الالكتروني www.islam-landkarte.at منذ اليوم، وفيها وصف موجز لكل منظمة، ومن هم ممثلوها داخلياً وخارجياً وتحتوي في بعض الأحيان على أسماء أشخاص وعناوين، وتحت أي منظمة يمكن تصنيفها.

انتقادات واسعة

ونأى حزب الخضر في أحد البرامج الإذاعية بنفسه عن "الخريطة الإسلامية" وقالوا إن أعضاء حكومتهم أو ناديهم لم يشاركوا ولم يتم إبلاغهم مسبقاً، وقالت المتحدثة باسم حزب الخضر عن الاندماج المجتمعي فائق النجاشي "لم يشارك أي وزير أو نائب في حزب الخضر بذلك ، ولم يتم حتى إخباره"، مضيفة "المشروع يخلط بين المسلمين والإسلاميين وهو عكس ما يجب أن تبدو عليه سياسة الاندماج".

ويعتبر المتحدث الأمني جورج بورستماير أن هذا النهج غير مسؤول، "إن وصم الجاليات المسلمة بهذه القائمة "هائل"، مؤكداً أن الناس "غاضبون" من المشروع ويعتبرونه غير مثمر، وبالأخص مع وجود عدد كبير من المتطرفين اليمينيين في النمسا والهجمات المتزايدة على الجماعات الإسلامية.

وقال رئيس منظمة الشباب المسلم في النمسا، أديس سيريفوفيتش، إن الخريطة مثالا خطيرا للريبة العامة ضد المسلمين، "تحت غطاء الشفافية والاستعداد للحوار، ستتعرض المنظمات والمؤسسات الإسلامية لمخاطر أمنية هائلة، وستكون خطراً جديداً".

ومن جانبه قال طرفة بغجاتي، رئيس منظمة إسلامية، " هل تتخيلون أنه من الممكن وضع خريطة مماثلة لليهودية أو المسيحية في النمسا"، مشيراً إلى أنها ساوت بين الإرهاب والدين.

وأكد "أن حوالي 8% من إجمالي عدد سكان النمسا البالغ 8.9 مليون نسمة هم من المسلمين الملتزمين وأن معظمهم ليس لهم صلات بهذه المنظمات"، لافتاً إلى أنه أمر مقلق "وأنا محبط من تبني الحكومة لأفكار اليمين المتطرف". 

وبحسب المجلس النيابي للمسلمين في النمسا أن "العنصرية ضد المسلمين آخذة في الازدياد"، وذلك عقب الهجوم الجهادي الذي خلف أربعة قتلى في فيينا في تشرين الثاني العام الماضي - وهو أول هجوم ينفذ في النمسا - تم الإبلاغ عن ارتفاع في عدد حوادث الاعتداءات اللفظية والجسدية ضد المسلمين في البلاد. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات