بعد قتل ذويهم.. نظام الملالي يطارد عوائل ضحايا الطائرة الأوكرانية ومنظمة تفضح ممارساته

بعد قتل ذويهم.. نظام الملالي يطارد عوائل ضحايا الطائرة الأوكرانية ومنظمة تفضح ممارساته
كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن انتهاكات واسعة ارتكبها النظام الإيراني ضد أقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في كانون الثاني الماضي.

وقال تقرير المنظمة إن السلطات الإيرانية شنت حملة من المضايقات والانتهاكات ضد عائلات الأشخاص الذي قتلوا في إسقاط طائرة أوكرانية مدنية ذات الرحلة رقم 357، حيث ركزت "رايتس ووتش" في تقريرها على مقابلات أجرتها مع 31 شخصا من أفراد عائلات الضحايا وأشخاص لديهم معرفة مباشرة بمعاملة الميليشيات الإيرانية للعائلات.

 وقال هؤلاء الأشخاص إن "الأجهزة الأمنية الإيرانية احتجزت تعسفيا، واستدعت، واستجوبت بشكل مسيء، وعذّبت، وأساءت معاملة أفراد عائلات الضحايا بأشكال أخرى. كذلك لم تُعد الجهات المسؤولة ممتلكات الضحايا إلى أقاربهم، وتدخلت في مراسم الدفن والتأبين في محاولة على ما يبدو للحد من جهود المساءلة".

فيما قال  نائب مدير الشرق الأوسط في المنظمة مايكل بَيْج،: "قتل الحرس الثوري الإيراني 176 شخصا دون ذرة من المساءلة، والآن تمارس الأجهزة الأمنية الإيرانية التعسفية انتهاكات بحق أقارب الضحايا من أجل سحق أي أمل في العدالة. بدلا من محاولة استعادة ثقة الناس من خلال تحقيق شفاف وإنصاف العائلات، تُسكِت السلطات مجددا الجهود الرامية إلى تحقيق المساءلة".

إلى جانب ذلك استدعت الميليشيات الإيرانية أو استجوبت أو هددت بمقاضاة أفراد الأسرة الذين انتقدوا طريقة تعامل نظام الملالي في إيران مع حادثة إسقاط الطائرة، ووصلت تلك الإجراءات لضرب أحد أفراد الأسر المتحجزين والتهديد بعقوبات واسعة لحذف منشورات تنتقد السلطات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبدوره قال المواطن الإيراني جواد سليماني، الذي فقد زوجته إلناز نبيي في إسقاط الطائرة الأوكرانية، "إن فرع وزارة المخابرات في مدينة زنجان شمال غرب إيران، استدعاه بعد أن انتقد صلاة الجمعة في المدينة خلال مراسم تأبين زوجته. استدعت محكمة ثورية أحد أفراد الأسرة لمواجهة اتهامات بسبب انتقادات علنية لدور الحرس الثوري وسلوك السلطات اللاحق".

فيما نقلت المنظمة أيضا عن أحد أقارب الضحايا قوله: إنه "خلال دفن خاص وعند وصول النعش، ظهر أكثر من عشرة أفراد من الحرس الثوري المحلي بالزي الرسمي وحملوا الجثمان ودفنوه دون موافقة الأسرة"، فيما قال فردان آخران من أقارب الضحايا إن "السلطات المحلية احتفظت بجثتي فقيديهما، ونظمت مراسم عامة تديرها الدولة، ودفنت الجثتين في مدافن اختارتها السلطات".

وقال شخص آخر من أفراد الأسرة إن "أفرادا من قوات "الباسيج” المحلية، قوة شبه عسكرية يسيطر عليها الحرس الثوري، حضروا إلى منزل الأسرة لتهنئتها باستشهاد قريبها. تسبب هذا في ألم كبير للأسرة لأنها لم تكن تعتبر أن فقدانه كان في سبيل قضية ما".

وكان النظام الإيراني أعلن في 8 من كانون الثاني 2020، سقوط طائرة ركاب أوكرانية من طراز "بيونغ 737" تقل 170 راكبا بعد إقلاعها بدقائق من مطار الإمام الخميني في العاصمة الإيرانية طهران، بحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام الإيرانية.

فيما تبين بعد ذلك أن ميليشيا "الحرس الثوري الإيراني" هي المسؤولة عن إسقاط الطائرة حين كانت تطلق صواريخها باتجاه (هدف عسكري معاد)، ليتضح أن تلك الصورايخ أصابت طائرة مدنية على متن الخطوط الجوية الأوكرانية خلال رحلتها من مطار الخميني إلى أوكرانيا.

وجاءت تلك الحادثة بعد أيام على مقتل زعيم ميليشيا "الحرس الثوري" قاسم سليماني بغارة أمريكية استهدفت موكبه رفقة زعيم ميليشيا الحشد الشيعي بالقرب من مطار بغداد في العاصمة العراقية.

ومنذ ذلك الحين يتهرب نظام الملالي الإيراني من تعويض أقارب ضحايا الطائرة التي أسقطت بصواريخ ميليشياته، حيث أعلن سابقا عن تخصيص 150 ألف دولار لتعويض أسر الضحايا بعد اعترافه بأن إسقاط تلك الطائرة كان نتيجة خطأ بشري من قبل مشغل صواريخ، بحسب زعمه.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات