"بدلا من محاسبة القتلة".. "الحشد الشيعي" يقتحم "التحرير" والكاظمي يخشى على الانتخابات!

ما يزال المشهد العراقي يتفاعل بين غضب الشارع المحتج على سياسات حكومته وتدهور الأوضاع الخدمية والأمنية في البلاد، وبين فلتان أمني يطغى على الشارع العراقي يعتقل ويقتل ويسيطر على مناطق دون تدخل القوات الحكومية.

وفي مشهد جاء عكس مطالب المحتجين، اقتحمت عناصر تابعة لميليشيات الحشد الشيعي المسمى بالشعبي ساحة ميدان التحرير في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد ظهر أمس الأربعاء، ما تسبب بمقتل اثنين من المتظاهرين وجرح العشرات، بحسب مصادر طبية في مظاهرات خرجت تطالب بمحاسبة المسؤولين عن قتل نشطاء ومتظاهرين عراقيين. وبثت قناة الفلوجة العراقية مقاطع فيديو تظهر ضرب العناصر الأمنية للمتظاهرين بالعصي، وملاحقة بعضهم واعتقال عدد كبير منهم. 

في حين بثّ ناشطون مقاطع فيديو تظهر توافد عناصر ومدرعات عسكرية تابعة لميليشيات الحشد الشعبي ليلاً إلى ميدان التحرير لتفرقة المتظاهرين، متهمين الحشد باستعراض قواه العسكرية في الساحة على حساب كرامة المتظاهرين ومطالبهم المشروعة. حيث تجمهر عشرات الآلاف من المتظاهرين احتجاجاً على سياسة الحكومة تجاه محاسبة المسؤولين عن اغتيال وتصفية ناشطين عراقيين.

وعلى خلاف ما وعد به سابقاً، اتهم رئيس حكومة بغداد مصطفى الكاظمي، في تغريدة له عبر تويتر أمس الأربعاء جهات لم يسمها بخلق أزمات أمنية وسياسية بغرض التنافس السياسي أو بهدف عرقلة الانتخابات المقبلة، على حد تعبيره، متجاهلاً مطالب العراقيين في محاسبة قتلة الناشطين رغم تأكيده في أكثر من مناسبة على تشكيل حكومته لجان محاسبة قتلة العراقيين.

كما ندد الكاظمي بتدخل ميليشيات الحشد الشعبي لفض تظاهرات المعتصمين في ساحة التحرير بالعاصمة، واصفاً إياها بـ"الانتهاك الخطير للحكومة والقانون والدستور العراقي".

في حين، أكد زعيم حزب "الوطنية" إياد علاوي على صعوبة خوض البلاد انتخابات مرتقبة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في العراق، خاصة في ظل تزايد وتيرة الاغتيالات والقمع والترهيب، على حد وصفه، ولم يستبعد علاوي تأجيل الانتخابات المقرر عقدها في 10 تشرين أول المقبل أو مقاطعتها "مالم تتوفر أجواء مناسبة تحقق مقبولية في نزاهتها" وفق تعبيره.

وفي السياق ذاته، رفع ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم #مقاطعون منددين بالانتخابات المقبلة، معتبرين أن العملية السياسية برمتها ودستورها وقوانينها ومناخها السياسي الموجه أمريكيا وإيرانيا ومرجعيتها الميليشياوية غير شرعية، بل أضحت تضفي الشرعية على اللاشرعية، حسب قولهم.

وعلى الصعيد الأمني، أفادت مصادر محلية عراقية أن القوات الأمنية اعتقلت قائد عمليات الحشد الشعبي في الأنبار قاسم مصلح بتهمة اغتيال ناشطين عراقيين بينهم الناشط إيهاب الوزني، وذلك غداة مقتل متظاهرين بالرصاص الحي في تظاهرات ساحة التحرير، في حين لم يصدر أي تأكيد رسمي حيال نبأ اعتقاله.

وشهدت العاصمة بغداد خلال اليومين الماضيين توترات أمنية على خلفية تجدد الاحتجاجات الشعبية والتظاهرات المنادية بإسقاط حكومة الكاظمي وكف يد الميليشيات الموالية لطهران وعلى رأسها ميليشيات الحشد الشعبي العراقية، ومحاسبة المسؤولين عن اغتيالات نشطاء عراقيين والتي وعدت بها الحكومة العراقية ولم تتم حتى اللحظة.

التعليقات (1)

    احمد جاسم

    ·منذ سنتين 11 شهر
    ما لا تعرفوه بان الحكومة في يد الاحزاي الايرانية وهذه المسرحية التي تفتعلها الحكومة بانها وطنية لا فائدة منها
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات