أورينت تواكب حصاد القمح وتكشف أنواع الحبوب وأشكال الدعم وحجم التكاليف

أورينت تواكب حصاد القمح وتكشف أنواع الحبوب وأشكال الدعم وحجم التكاليف
تعتبر زراعة الحبوب من المحاصيل الأساسية الهامة لدى سكان المناطق الريفية بشكل عام، حيث يعتمد على زراعتها عدد كبير من المزارعين، ويبنون الآمال على جني محاصيلها لتأمين لقمة العيش بعد عنائهم بزراعتها، وتحتل الحبوب ولا سيما القمح مرتبة عالية من الاهتمام لدى المزارعين لكونها تشكل القوت الأساسي واليومي لمعظم الناس متمثلاً برغيف الخبز.

القمح في الصدارة والحبة السوداء أغلى الأنواع

وفي مثل هذا الوقت من كل عام يبدأ موسم حصاد الحبوب، باختلاف أنواعها، فيغطي اللون الأصفر الذهبي مساحات واسعة من الأراضي، ويصبح مشهد الحصّادات وأكياس الحبوب المكدسة على أطراف الأراضي الزراعية من المشاهد الاعتيادية في هذه الفترة.

وفي منطقة الشمال واكبنا موسم الحصاد، وجني أيام التعب بأشكال شتى. الحاج (برهو نواس) من سكان قرية (زردنا) في ريف إدلب الشمالي تحدث لأورينت نت قائلاً:

 "نيسان ما بيطلع بلا كدسان" مثل شعبي متعارف عليه في الأرياف إيذاناً ببدء موسم الحصاد والذي يستمر تقريباً من أواخر الشهر الرابع إلى أواخر الشهر السابع من كل عام ويكون الحصاد يدوياً أو آلياً بحسب نوع ومساحة المحصول، ويأتي القمح في المرتبة الأولى وبعدها الشعير ومن ثم الحبة السوداء التي تعتبر أغلى أنواع الحبوب وتأتي بالمرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد القمح، يليها الكمون والكزبرة وأخيراً اليانسون".

مساحات ضيقة.. وأمن غذائي غائب 

ومع التقدم العسكري الأخير لميليشيات أسد الطائفية في أرياف إدلب وحلب وحماة وسيطرتها على مساحات زراعية واسعة وسلخ أراضي شاسعة، انخفضت مساحة الأراضي المزروعة بالحبوب بشكل كبير ولا سيما أن مدينة إدلب وريفها المحرر، هو في الأصل بلد شجري وليس بعلياً مناسباً لزراعة الحبوب بشكل عام.

 وبالحديث عن مساحة الأراضي المزروعة بالحبوب تحدث لأورينت نت (أحمد الكوان)  نائب وزير الزراعة والري في حكومة الإنقاذ السورية قائلاً "بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالقمح لموسم 2021م  4507 هكتارات مروية و 5281  بعلية وتبلغ تكلفة حصاد دونم  القمح 8 دولارات أمريكية، بينما يحتاج كل دونم 7 دولارات أمريكية ثمن البذار، ويقدر متوسط الإنتاج للمساحة البعلية 13000 طن بينما تقدر المروية 20300 طن.

 وتبلغ كمية مادة  "الفريكة" المتوقع حرقها 4000 طن، وكمية القمح الذي يبقى عند المزارعين للبذار 4000 طن أيضا، وتعتبر هذه المساحة غير متناسبة مع كمية الاستهلاك البشري مع تقلص مساحات الأراضي وازدياد الكثافة السكانية، حيث يستهلك المحرر سنوياً حوالي 500,000 طن من مادة الطحين يتم تأمين 25,000 طن منها عبر الزراعة المحلية، ونقوم بتأمين الباقي عبر  الاستيراد من تركيا، وبهذه الحالة يكون الأمن الغذائي في إدلب  غير محقق حكماً، بسبب قلة الأراضي المزروعة وانخفاض عائدية الدونم نتيجة لقلة الأمطار بالفترة الأخيرة وبالتالي ضعف الإنتاج".

صوامع للتخزين.. ودعم المزارعين

ولضمان جودة الحبوب عامة والقمح خاصة، تقوم مؤسسة الحبوب بتخزينها ضمن صوامع مخصصة بعد شرائها من المزارعين بأسعار مدروسة ومناسبة، ليتم فيما بعد توزيعها بسعر مدعوم ومناسب على الأفران الخاصة والعامة، وبسؤالنا عن آلية التخزين أجاب (حسن العثمان) مدير الخزن والتسويق في مؤسسة الحبوب التابعة لحكومة الإنقاذ السورية "يوجد لدينا مركزان أساسيان لتخزين الحبوب؛ الأول في مدينة إدلب وتبلغ سعته 100,000 طن وبسبب الدمار الحاصل به تم تفعيل 55,000 طن فقط، والثاني في بلدة حزانو شمال ادلب وتبلغ سعته 12,000 طن، ويتم التعقيم نصف آلي بنظام BLC بعد أن تعرض التحكم الآلي لتخريب نتيجة استهدافه المباشر بقذائف المدفعية وطائرات ميليشيا أسد والاحتلال الروسي، وتعتبر كميات التخزين ضعيفة نسبياً بسبب قلة الحيازات الزراعية والأراضي المزروعة الأمر الذي يجعلنا أمام تحدي كبير، يتمثل في ضرورة تأمين احتياجات الأهالي والسوق المحلية من مادة الطحين بشكل أساسي، والسعي لوضع خطة بديلة تمكننا من تلبية الاحتياجات المتزايدة".

 وبسؤالنا  لوزارة الزراعة عن الخطط الحالية والمستقبلية لدعم إنتاج محاصيل الحبوب بهدف تحسين إنتاجها أجابنا (أحمد الكوان) نائب وزير الزراعة في حكومة الإنقاذ السورية:

 "شجعت الوزارة الفلاحين على زراعة الحبوب ولا سيما القمح بالتنسيق مع مؤسسة إكثار البذار التابعة لوزارتنا وبالسعي لتقديم البذار المحسن والنقي پأسعار مقبولة، ويتم تسعير الحبوب كل عام بسعر جيد ومدروس يناسب الفلاح أولاً ويشجعه على الاستمرار بالزراعة، وتم توجيه المنظمات الإنسانية المعنية بموضوع الزراعة لدعم المزارعين ببعض مستلزمات الإنتاج والمحروقات لتخفيف التكاليف عليهم ومساعدتهم على الاستمرار بالإنتاج" وأضاف (الكوان) "أبلغنا جميع مالكي الحصادات العاملة في المناطق المحررة مراجعة المديرية العامة للزراعة بإدلب، للحصول على مادة المازوت المدعوم بسعر أقل من سعر السوق المحلية من أجل تخفيف تكاليف حصاد محاصيل الحبوب على المزارعين".

الجدير بالذكر أن زراعة الحبوب تشهد تراجعاً بسبب قلة المساحات المزروعة بها، ووجود عدة صعوبات تواجه الفلاحيين أهمها ارتفاع أسعار المحروقات والبذار والتي تقف عائقا بين الفلاح وأرضه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات