"الغارديان" تصف بشار الأسد برئيس عصابة وتروي قصصا عن أزماته العائلية

كشف تقرير نشرته صحيفة (الغارديان)البريطانية تحت عنوان (سلالة الأسد "زعيم الغوغاء" تشدد قبضتها على دعائم سوريا)، تناولت فيه حالات الابتزاز والتهديد، الذي مارسه نظام أسد على التجار، مع وصف بشار أسد بأنه رئيس عصابة، إضافة للأساليب التي اتبعتها عائلة أسد في السيطرة على مقدرات البلاد ودعائمها.

دولة المافيا

وبدأت الصحيفة تقريرها الذي ترجمته أورينت نت بعبارة (لا يفصل ظهور الدولة كدولة مافيا سوى القليل من الشك في نتيجة انتخابات اليوم) في إشارة إلى السطوة على الانتخابات المزورة وعدم شرعيتها ومصداقيتها، وقد جاء في التقرير أن بشار أسد ضامن لنتائج الانتخابات التي بدأت داخل الدولة المدمرة بوحشية على يده، نظراً لأن الاختبار الأصدق للسلطة التي يمارسها في جميع أنحاء البلاد المنهارة قد تبلور بعيداً عن اللافتات السياسية والحملات الانتخابية المزيفة.

وأضافت: "بدأ أسد يعزز نفسه باعتباره (في نظر مواليه) الشخصية الوحيدة التي يمكن أن ترسم مساراً من أنقاض الصراع الحديث الأكثر تدميراً في المنطقة، وخلال العام الماضي، كان الأسد وعائلته الممتدة يعززون نفوذهم، ولم يظهروا كثيراً خلال الأحداث، لقد أصبح الرأس الحاكم عنصراً أساسياً في ما تبقى من قلب سوريا الصناعي وفق مواليه، يزور المصانع، ويضغط على الموظفين بسبب معاناتهم ويستضيف الوفود بسهولة رغم ذروة القتال.

أسماء أسد

أتيحت لأسماء وزوجها الحركة بحرية أكبر بعد وفاة (أنيسة مخلوف) التي كانت تعد سيدة البلاد الأولى لعقود، وهي من أمرت بقمع المتظاهرين منذ عام 2011، وقد كان دورها مفصلياً في مسار الأحداث، إلا أن وفاتها أعطت الفرصة لأسماء أسد بتعزيز مكانتها ودورها بعد أن حملت لقب (السيدة الأولى) من بعدها، لقد كان من أبرز تحركات أسماء هو تحويل رامي مخلوف من (رجل لا يمكن المساس به) إلى عكس ذلك، استولت على جميع مشاريعه وجردته من جميع الأسهم ولم يبق له سوى (ندب حظه العاثر على فيسبوك)، وكثير من الخطوات الأخرى التي جعلت نفوذها قوياً جداً على السلطة.

توني سوبرانو الشرق الأوسط

ووصف ضابط عمليات سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بشار أسد بـ (توني سوبرانو الشرق الأوسط)، وهو شخصية خيالية لأحد زعماء المافيا الإيطالية، والتي تجسدت وكان لها دور البطولة في مسلسل الجريمة الأمريكي (آل سوبرانو)، حيث قال: "الأسد هو توني سوبرانو الشرق الأوسط، رئيس عصابة مع أزمات عائلية وخصومات منتشرة في كل مكان ، يشرف على عصابة إجرامية مصممة ببساطة لإثراء نفسه وأسرته، ومستعد دائماً لممارسة العنف لتحقيق أهدافه".

ابتزاز

ونقلت الصحيفة عن رجال أعمال سوريين تعرضوا للابتزاز في الأشهر الأخيرة من قبل المسؤولين في نظام أسد، وتعرضوا لغرامات مالية كبيرة بحجة (الرسوم) وغيرها، حيث قال أحد كبار رجال الأعمال: "لقد جاؤوا إلى ورشة صديقي وساحة البيع مدعين أنهم من الجمارك". لقد بدؤوا بطلب مبلغ غريب وخفضوه إلى 400 ألف دولار، لقد كانت عملية ابتزاز بسيطة، إنهم مفلسون ويحاولون استرداد الأموال أينما أمكنهم ذلك، لقد خسروا عشرات المليارات في لبنان ولا دخل لهم الآن".

وأضاف: "عندما ينتهي كل شيء، تظل الأسرة هي المسؤولة، إنهم حساسون للغاية للقضايا الداخلية ويعرفون كيفية إدارتها. لديهم قول مأثور: (قد لا تضطر للاستماع إلى أبناء عمومتك، لكنك تحتاج إلى الاستماع إلى أمهاتهم)".

وقال رجل أعمال آخر، إن مسؤولين في الأمن زاروني في مارس/ آذار وزعموا أن عليَّ مستحقات متأخرة، لقد أخبرتهم أنه بعد أسبوع يمكنني إصلاح هذا، لكنه كلفني 180 ألف دولار، واضطررت إلى منح الرائد سيارة".