وقال "أوزداغ" العضو المستقل حاليا في البرلمان عن إسطنبول إنّ تطرقه بشكل مستمر لقضية اللاجئين السوريين في تركيا "لأن وجود اللاجئين السوريين يساهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية وزيادة البطالة وانخفاض جودة التعليم وارتفاع تكلفة الخدمات الصحية".
وأضاف "أوزداغ" ضمن تبريراته التحريضية "أنفقنا 80 مليار دولار على السوريين، أقول إن التكلفة الإجمالية تجاوزت الـ 100 مليار دولار".
وتابع أوزداغ "أن حوالي مليون و 300 ألف سوري يعملون في تركيا، بينما مليون و 300 ألف تركي عاطلين عن العمل"، ليشير إلى أن اللاجئين السوريين قوضوا فرص الأتراك في الحصول على فرص عمل.
كما أشار إلى أن جودة الدروس والتعليم ووتيرتها تتناقص في المدارس التي تضم طلابا سوريين، باعتبار وجودهم يعطل عمل المدرسين.
وعلى الصعيد الصحي تطرق كعادته إلى أن "السوريين يتلقون علاجهم في المستشفيات مجاناً بينما يضطر المواطنون الأتراك لدفع تكاليف علاجهم".
ولم يتسم تبريره بالعنصرية فحسب بل بالمعلومات الكاذبة والمغايرة للواقع، فسبق أن كذّبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقضية إنفاق 80 مليار دولار على السوريين، وقال إن المبلغ هو 40 مليار دولار، بما فيها المشاريع التي أقيمت في الشمال السوري بحسب تصريحات سابقة له.
كما أن أوزداغ لم يذكر أن اللاجئين السوريين كانوا سبباً بتوظيف عشرات آلاف الأتراك سواء في المدارس التي ترعاها وتدعمها الأمم المتحدة عبر منظمة اليونيسيف، أو في دوائر الهجرة ومنظمة الهلال التركي للإشراف على مساعدة السوريين وفق الاتفاق المبرم مع أوروبا 2016، التي وقعت على تقديم 6 مليارات يورو للأتراك على دفعات مقابل مساعدة اللاجئين السوريين وإغلاق الطريق أمامهم للذهاب إلى أوروبا.
ومن المعروف عن "أوزداغ" عدائه للسوريين ونشره بشكل دائم لتغريدات مناهضة لوجودهم في تركيا عبر حسابه في تويتر، يحرض فيها ضدهم ويدعو إلى بدء مفاوضات مع نظام الأسد.
ولا يتوانى عن استغلال أي حادثة لتوظيفها ضدهم، وفي مطلع الأسبوع الحالي استغل أوزداغ حادثة إطلاق حرس الحدود التركي على طفل يرعى الأغنام في مخيم الكرامة بمنطقة أطمة والاشتباكات التي حصلت عقب الحادثة.
وحرض على السوريين عبر حسابه الرسمي في توتير بقوله "السوريين تمرّدوا في الريحانية واقتحموا نقطة حدودية تركيّة، وأنّ الجنود الأتراك انسحبوا منعاً لحدوث اشتباك"، واصفاً السوريين الذين غضبوا لإصابة طفل برصاص حرس النقطة بأنّهم "مافيا"، ويجب على الدولة وضع حدٍّ لهم.
كما يستمر خطاب الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين السوريين من قبل أحزاب المعارضة التركية في سياسة مستمرة منذ أشهر، تصاعدت على إثرها أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا، في ظل توظيف بعض التيارات السياسية والأحزاب المعارضة ورقة اللاجئين للضغط على خصومهم.
ويقيم في تركيا بحسب إحصاءات إدارة الهجرة التركية نحو أربعة ملايين سوري معظمهم يخضعون لـ قانون "الحماية المؤقتة" وينتشرون في جميع الولايات التركية، وخاصة الولايات القريبة مِن الحدود مع سوريا، في حين يقطن عشرات الآلاف منهم ضمن مخيّمات اللجوء قرب الحدود السوريّة.
التعليقات (7)