"هنية" و"حمدان" يهينون مشاعر السوريين

"هنية" و"حمدان" يهينون مشاعر السوريين
تابع السوريون حول العالم الأحداث الدامية التي جرت في غزة والقدس، وعبروا عن كامل دعمهم لأهلهم في فلسطين ومعاداتهم للاحتلال الصهيوني وممارساته في الاستيطان وقتل الأبرياء، وحالهم هذا حال أغلب البلاد العربية والإسلامية، ولا منة لأحد بدعم قضيته والدفاع عن أهله، فهذا واجب إنساني وأخلاقي قبل أن يكون دينياً.

لكن ما أثار استنكار الكثير من الناشطين هو بعض التصريحات من قادة "حماس" التي شكرت فيها إيران على دعمها بالمال والسلاح للمقاومة، وأعلنت استعداداها لإعادة العلاقات مع نظام "بشار الأسد" المجرم، بعد توجيه التحية له والثناء على الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت معه.

حيث قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في كلمة مسجلة عقب الهدنة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي: "لا يسعني إلا أن أقدم الشكر للذين قدموا المال والسلاح، للمقاومة الباسلة، للجمهورية الإسلامية في إيران، الذين لم يبخلوا عن هذه المقاومة بالمال وبالسلاح وبالتقنيات".

كما قال "أسامة حمدان" ممثل حماس في لبنان خلال لقاء مباشر بتاريخ 21.05.2021 مع قناة الميادين الداعمة لإيران والأسد، إنه مستعد لإعادة العلاقات مع دمشق وردّ بالتحية والامتنان على تحية بشار الأسد لفصائل المقاومة وقال إن الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت مع الأسد تمثله وتنوب عنه!.

وقد سبق أن وصف "هنية" وعدد من قيادات حماس قاسم سليماني بشهيد القدس! مشرعنين بهذه التصريحات إجرام سليماني في سوريا الذي فاق إجرام إسرائيل بمئات المرات.

هذه التصريحات الغبية والمفتقرة لأدنى درجات الاحترام لمشاعر السوريين الذين قتلهم النظام الإيراني والأسدي أشعلت دعوات الاستنكار والتنديد بمواقف حماس الداعمة للقتلة والمجرمين.

إيران وميليشياتها وكل أذنابها من نظام الأسد وحزب الله وكل شخص شكرها وأعلن عن رغبته بإعادة العلاقات معها هو عدونا، هو عدو لتضحيات الملايين من السوريين، هو يرى بعين واحدة، يرى اليد التي تدفع له المال ولا يرى اليد الثانية التي تقتل أخاه.

عداؤنا لإيران أكثر من عدائنا للمحتل الإسرائيلي، فما أجرمه الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة خلال هذه المعركة كلها كان يقوم بمثله المحتل الإيراني في دقائق فقط بحق السوريين، ولا أجد أي مبرر لشكر قاتل ومجرم، فالإنسانية لا تتجزأ ولا تكون في منطقة دون أخرى.

قد يسأل سائل فيقول: المقاومة مضطرة لدعم إيران وخصوصاً بعد أن تخلى عنها كل العرب والمسلمون؟ وإذا كنت تطلب من حماس عدم التعاون مع إيران فأعطني البديل؟

أقول: لسنا بحاجة مجرم وقاتل يقتل أخي ليساعدنا، حماس حركة مقاومة يفترض أنها تؤمن بالله وبنصر الله، وتعلم أن كل سلاحها وقدراتها لولا نصر الله لا قيمة له، فنصر الله لا يتطلب بديلاً ولا يتطلب استجداء القتلة والمجرمين، نصر الله يتطلب يقيناً وإيماناً صادقاً به والعمل مع الصادقين والشرفاء على إعداد العدة وتجهيز المعركة، ونعلم أن المال الذي تقدمه إيران لحماس مسروق من خيرات البلاد العربية، وأن السلاح الذي ترسله -إن كانت ترسله فعلاً- فهو مجرب في صدور السوريين قبل أن يرسل لحماس.

قد يسأل آخر: حماس ضمنيّاً مع الثورة السورية وهذه تصريحات إعلامية ومجاملات ليس لها قيمة، لماذا لا نغض النظر عنها؟

أجيب: من قال إن الإعلام ليس له قيمة؟ ألم يكن الإعلام هو أحد الأسباب الرئيسية لنصرة القضية الفلسطينية؟ لولا الإعلام لذهبت فلسطين كلها، إيران قدمت دعمها لحماس مقابل كلمة "شهيد القدس" وهي تعي جيداً قيمة هذه الكلمة من مقاومة دعمتها ووقفت معها جميع الشعوب العربية والإسلامية، تعي أثر جملة "شكراً للجمهورية الإسلامية الإيرانية" من ممثل مقاومة ينتظر كلامه مليار ونصف المليار من المسلمين، تعي جيداً معنى استعداد المقاومة لإعادة العلاقات مع نظام مجرم قتل مليونا وأكثر من شعبه، تعي جيداً أن هذه الكلمات والتصريحات من هؤلاء الأشخاص وبهذا التوقيت لها أثرها في إثبات نظرية إيران الكاذبة (بأنها حامية للقدس ولفلسطين)، وهذا سيعزز كلامها بأن طريق القدس يمر من إدلب وحلب وحمص! وسيدفعها لمزيد من القتل والإجرام.

لو قلبنا المسألة -لا قدر الله- وقلنا إن قادة الثورة السورية قرروا التطبيع مع إسرائيل وتلقي الدعم العسكري والمالي من إسرائيل لمحاربة نظام الأسد، وأننا لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى وفلسطين دولة أخرى لا يهمنا ما يفعل بها الاحتلال الإسرائيلي، فنحن نشكر إسرائيل على دعمها ونبني العلاقات معها ولتجرم إسرائيل كما تشاء...عندها ما هو موقف أهلنا في فلسطين؟ ما هو موقف عوائل الشهداء والمهجرين؟ هل سيستنكرون عملنا ويعترضون علينا ويعادوننا أم أنهم سيباركون عملنا هذا فوق أشلاء ضحاياهم!

ختاماً أقول: إيران ونظام الأسد وحزب الله والميليشيات الإيرانية -على مر تاريخهم- لم يجلبوا سوى الدمار والقتل والتهجير والفقر ومحاولات التغيير الديموغرافي.. ولا يُرتجى من هؤلاء المجرمين تحرير ولا نصر، وأي دعم منهم سيكون له أثر سلبي على الشعوب العربية وحتى على فلسطين وغزة نفسها، فهذه التصريحات المستفزة من قبل قادة حماس مقابل دعم واهٍ ومشروط بكلمات الشكر والتبجيل للقتلة تدفع لفقدان دعم الشعوب العربية المظلومة من قبل إيران، وكلنا نعلم أنه لا توجد قوة ولا إرادة أقوى من قوة وإرادة الشعوب، وخصوصاً الشعوب المظلومة التي تلعن إيران ومن معها.

التعليقات (11)

    أحمد السعود

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    تحليل رائع وخصوصا الأسئلة التي طرحت في نهاية المقال

    محمد راحيل

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    مقال صادق ممتاز

    فلسطيني دمشق

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    بولائهم للمجوس وكيل المديح لهؤلاء القتلة الذين لطخت اياديهم بالملايين من اهل السنة, لقد افسدتم علينا فرحة الانتصار على العدو الصهيوني وأهديتموه لايران، حبذا لوتقرؤون عقائد القوم لتعلموا ان العرب ينتظرهم الذبح على ايدي المجوس.

    جابر

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    تكلمت فاجدت وقد احسنت قولا

    ابو جهاد

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    المجد لامبراطور الهلال

    ABO BAKER

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    اللهم رب العرش العظيم ذو القوة المتين احشر اسماعيل هنية واسامة حميد مع الخميني وخامنائي ومع قاسم سليماني انك على ذالك لقدير. اقترح عليهما الاستقالة .أتريدون التلبيس على هذه الأمة واخراجها من دينها

    اسماء

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    فعلا وهذا ما احسسته عندما بدأت الثورة فقد صدمتني تصريحات الفلسطينيين من حركات وشعب باتجاه ثورتنا وكنا نأمل منهم ان يتضامنوا مع ثورتنا لله المشتكى

    سعيد عبد الوهاب

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    كلام جميل كلام معقول ماقدرش اقول حاجة عنه

    زهراء

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    أصاب الكلام فإيران تعي تماما ماتفعله.. وإنما قدمت ماقدمته لتظهر أنها حامية القدس وفلسطين ..وتعي جيدا معنى أن تتلقى الشكر على قضية لايختلف على أحقيتها أحد في العالم .. هي تعرف جيدا كيف تلعب لعبتها لتواصل الفساد في بلادنا

    عبد القادر سليمان

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    هذه حقيقة لا تخفى على أحد

    الغضنفر

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    كلام سليم وهو الواقع فالموت لإسرائيل والأمريكية ويقتلون المسلمين ويخدمون اليهود اللعنة على المجوس
11

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات