وتداولت صفحات وناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية تسجيلاً مصوراً يظهر تنظيم شبيحة أسد حفلاً فنياً أمام بوابة "الجامع الشرقي" في حي البارودية بمدينة حماة.
ويظهر التسجيل تجمع العشرات من الشبان والأطفال في الساحة المجاورة للمسجد وسط موسيقى صاخبة ترافق صوت فنان شعبي يحيي بشار الأسد وقتلى وجرحى ميليشياته.
كما يبدو من التسجيل استخدام القائمين على الحفل لجدران المسجد كخلفية لإظهار أشكال ضوئية متعددة للفت انتباه الأهالي.
وأثار التسجيل ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، لما للحي وأهله من ذكريات حافلة بالألم جراء إجرام عائلة الأسد.
وجاء التعليق الأبرز من المحامي والحقوقي عبد الناصر حوشان الذي استذكر تاريخ الحي، وما أصابه خلال الأحداث الدموية التي شهدتها المدينة عام 1982 على يد حافظ الأسد وشقيقه رفعت.
وقال حوشان في منشور عبر صفحته على فيسبوك أمس السبت، إنه خلال انتفاضة حماة في ثمانينيات القرن الماضي قام الطاغية حافظ أسد بتدمير الحي بالكامل فوق سكانه مع تدمير عدد من أحياء المدينة.
وأضاف، أن الجامع كما روي كان مقر قيادة للشيخ مروان حديد المعارض للنظام، فتم تدمير الحي مع المسجد الذي يعود تاريخه إلى عام 82 للهجرة.
وأوضح أن الحي تحول عقب تلك المجزرة إلى مقبرة جماعية لأهله وأهالي حي الحاضر الكبير، قبل أن يقوم نظام أسد بإعادة إعمار المسجد وتقسيم من الحي، وعمد كذلك إلى إنشاء كراجات فوق موقع المقبرة الجماعية وعدة مراكز حكومية بهدف طمس معالم جريمته ومسح آثارها ونسف ذاكرة الشعب السوري.
وأكد أن إقامة طقوس العبودية لبشار الأسد في ساحة المسجد دليل حقده الدائم على هذه المدينة وعلى أحرارها وثوارها، ولاسيما أن الحي كان معقلاً من معاقل الثورة في حماة لقادة منتشرين على الجبهات وقدموا آلاف الشهداء في ثورة الحرية والكرامة.
وخلال الأيام الماضية، نظم شبيحة أسد عشرات المسيرات والاحتفالات الصاخبة في مناطق سيطرتها، وقادت إليها الناس قسراً مستغلة قبضتها الأمنية.
وأمس السبت، حشد نظام أسد رجال الدين الإسلامي والمسيحي في المحافظة داخل مسجد "الشيخ محمد الحامد" بحضور محمد عبد الستار السيد، وزير أوقاف النظام للترويج لمسرحية الانتخابات.
يشار إلى أن الساحة المجاورة للمسجد كانت تشهد مظاهرات ضد نظام أسد قبيل إحكام قبضته الأمنية على المدينة التي سجلت مظاهرات شارك فيها مئات الآلاف.
التعليقات (3)