فضيحة لروسيا ونظام أسد.. نفط سوريا بيد الميليشيات والمرتزقة وفورين بوليسي تكشف التفاصيل

كشفت مجلة فورين بوليسي أن نظام أسد منح شركة مرتبطة بميليشيا فاغنر الروسية امتيازاً للتنقيب عن النفط قبالة السواحل السورية، وذلك بعد أن قاتلت تلك الميليشيا إلى جانب قواته خلال سنوات ماضية.

وقالت المجلة في تقرير يوم أمس أن شركة كابيتال الروسية التي أبرمت مؤخرا صفقة مع نظام أسد للتنقيب عن النفط والغاز هي بالأصل جزء من شبكة من الشركات التي تشكل مجموعة فاغنر المرتبطة بـ يفغيني بريغوزين، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وأضافت أنه بموجب الصفقة التي صادق عليها بشار الأسد في آذار الماضي، حصلت  شركة كابيتال الروسية غير المعروفة سابقًا، على امتياز التنقيب عن النفط والغاز في منطقة مساحتها 2250 كيلومترا مربعا قبالة سواحل جنوب سوريا، مشيرة إلى أن ذلك الامتياز من شأنه أيضاً إثارة نزاع مع لبنان التي تقول إن منطقة الامتياز تشمل أجزاءً من مياهها الإقليمية.

رسائل مسربة

وبحسب المجلة، تظهر رسائل البريد الإلكتروني المسربة التي حصلت عليها "Dossier Center"، وهي وحدة تحقيق مقرها لندن ويمولها رجل الأعمال الروسي المنفي ميخائيل خودوركوفسكي، ووجود تداخل في هياكل الملكية بين كابيتال وغيرها من الشركات المرتبطة بفاغنر.

ووفقاً للرسائل تم إدراج المدير العام المسمى في عقد كابيتال مع الحكومة السورية، إيغور فيكتوروفيتش خوديريف، على أنه كبير الجيولوجيين في جدول عمل داخلي تستخدمه شركة Evropolis ، وهي شركة أخرى تتبع فاغنر سبق لها أن أبرمت صفقة مع حكومة أسد حازت بموجبها على 25 في المئة من عائدات حقول النفط والغاز المحررة من سيطرة داعش.

وتتضمن رسائل البريد الإلكتروني الداخلية لشركة Evropolis أيضا سجلات الشركة المتعلقة بشركة كابيتال والمساهم الوحيد فيها، ما يشير إلى وجود تداخل في العمليات.

وتصدرت Evropolis عناوين الصحف بعد اتهام مجموعة من الرجال العاملين في الشركة بالمسؤولية عن التعذيب الوحشي وقتل رجل سوري، يدعى حمدي بوطه، في مصنع غاز الشاعر بالقرب من تدمر عام 2017، قبل أن يتقدم شقيق الضحية بشكوى أمام المحاكم الروسية في آذار متهماً مجموعة فاغنر بارتكاب جرائم حرب.

ليست المرة الأولى

بحسب تقارير، أبرمت شركتان أخريان  مرتبطتان بفاغنر على الأقل صفقات نفط وغاز مع نظام أسد. وفي أواخر عام 2019 ، وافق برلمان أسد على عقود استكشاف وتطوير ثلاث كتل برية يعتقد أن كل منها يحتوي على 250 مليار متر مكعب من الغاز. 

وذكرت صحيفة "نوفايا غازيتا" الاستقصائية الروسية في وقت لاحق أن شركتي ميركوري وفيلادا تربطهما علاقات طويلة الأمد ببريغوزين، بينما نفت الخدمة الصحفية لشركة بريجوزين أن يكون للملياردير أي صلة بالشركتين.

وقالت المجلة الأمريكية أن مثل هذه العقود هي بمثابة مكافأة لمجموعات المرتزقة التي قاتلت في الخفاء إلى جانب ميليشيا أسد في بعض العمليات البرية الأكثر صعوبة في الحرب. ويُعتقد أن المئات من المرتزقة الروس قتلوا في اشتباكات مع القوات الأمريكية عام 2018 بعد أن هاجمت تلك الميليشيا موقعا أماميا في محافظة دير الزور كانت تتمركز داخله وحدة صغيرة من القوات الكردية والأمريكية.

شركات أصغر 

ووفقاً لآنا بورشيفسكايا، الزميلة البارزة في معهد واشنطن  يشير الاستخدام الظاهر لشركات فاغنر إلى أن استراتيجية الكرملين في سوريا تقوم على عدم استخدام عمالقة الطاقة المملوكة للدولة ولكن على شركات أصغر حجما من أجل ترك انطباع بأن روسيا غير مهتمة بتلك الاستثمارات.

كما لا تبدو مشاريع كابيتال وميركوري وفيلادا ذات جدوى كبيرة من منظور الطاقة لكنها تحظى بأهمية من الناحية الجيوسياسية.

وقال كانديس روندو، الزميل والأستاذ في "مركز مستقبل الحرب": "التحدي الذي نواجهه الآن هو أن مقاولي الأمن العسكري الروسي الخاص سيحضرون كعنصر أساسي دائماً في مشهد تطوير النفط والغاز في الشرق الأوسط وأفريقيا لفترة مقبلة". 

وتساءل عن كيفية التعامل مع جهات لديها نمط واضح من انتهاك حقوق الإنسان في كثير من الأماكن، وما قد يعني ذلك على المدى الطويل بالنسبة للاستقرار السياسي في دول مثل سوريا وليبيا، والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى؟