إذاعة أمريكية تروي مأساة رضيعة سورية وتحذر: الناجون من هجمات أسد الكيميائية في خطر

إذاعة أمريكية تروي مأساة رضيعة سورية وتحذر: الناجون من هجمات أسد الكيميائية في خطر
سلطت إذاعة أمريكية الضوء على مأساة طفلة سورية ولدت دون أطراف، محذرة من الآثار الصحية الطويلة الأمد لهجمات نظام أسد الكيميائية.

وقالت إذاعة The World في تقرير خاص إن السيدة داليا خالد المسعود كانت في الأشهر الأولى من حملها في نيسان 2017  عندما نفذت قوات النظام هجوما كيماويا بالقرب من بلدتها خان شيخون. 

وأضافت أن السيدة عانت حينها من صعوبة في التنفس والإغماء وخروج رغوة من الفم قبل أن يتم إنقاذها غير أن طفلتها وُلدت بلا أطراف في وقت لاحق.

وروت السيدة التي لجأت إلى تركيا تفاصيل الهجوم من داخل مركز إعادة تأهيل وقالت إن التفكير في ذلك اليوم يجعلها حزينة، مؤكدة أن ذلك الهجوم هو السبب وراء حالة طفلتها الحالية.

ووفقاً للإذاعة، لم يكن هذا أول حمل للسيدة التي رزقت سابقاً بطفلتين بعمر 7 و 5 سنوات دون أي مضاعفات.

وقالت السيدة: "شعرت بشعور مختلف لقد كان نبض الطفل ضعيفًا، ولم يكن يتحرك بنفس القدر".

وأكد الأطباء شكوكها لاحقاً حيث أظهرت صور بالأمواج فوق الصوتية أن أطراف الطفل لم تنمُ بشكل كامل. 

وفي ذلك الحين، أدى الهجوم إلى مقتل ما لا يقل عن 89 شخصاً وإصابة نحو 500 آخرين، غير أن البلاد شهدت ما لا يقل عن 336  هجوما كيميائيا خلال سنوات الحرب التي شنها بشار الأسد على السوريين.

وأكدت بعثة لتقصي الحقائق لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدام "السارين" أو مادة مشابهة في ذلك الهجوم، ومن ثم أكدت الأمم المتحدة مسؤولية حكومة النظام عن الهجوم.

وأوضح تقرير الإذاعة أن قصة السيدة مسعود ليست حالة فردية، بل إن لدى نساء سوريات أخريات تعرضن لهجمات كيميائية قصصا مماثلة، لكن الإبلاغ عن هذه الحالات محدود للغاية بسبب ظروف الحرب.

وقال هشام الصالح، مدير المشروع الوطني السوري للأطراف الاصطناعية في تركيا، "أعتقد أن هناك المزيد من الحالات المشابهة لحالة الطفلة"، مضيفاً أنه واجه وزملاؤه 3 حالات مشابهة في الأشهر القليلة الماضية، وقد كانت أمهاتهم حوامل أثناء الهجوم الكيماوي على خان شيخون.  

 ولا يوجد بحث علمي شامل يربط العيوب الخلقية لدى الأطفال السوريين بالتعرض لهجمات كيماوية، بحسب الدكتورة سوسن جبري، التي كانت تدرس أمراض الرئة في جامعة دمشق قبل أن تنتقل للعيش في الولايات المتحدة.

وقالت جبري: "إن استخدام الأسلحة الكيماوية بشكل عام محظور دوليا لذلك، نحن غير قادرين على الربط أو العثور على أي بيانات علمية تشرح ما يجري"، مضيفة أنه من الصعب إجراء بحث علمي حول هذا الأمر في سوريا بسبب الحرب ومعارضة النظام لأي بحث قد يلقي الضوء على فظائعها، فضلاً عن نقص الدعم المالي.

وذكرت الجبري أن طبيباً من المعضمية أبلغها عام 2014 بتسجيل حالات تشوهات وإجهاض كبيرة عقب نحو عام من تعرض المدينة لهجوم كيميائي شرس، ما دفعها لإجراء دراسة رصدية صغيرة برفقته.

وتابع الثنائي حالة 211 امرأة حامل خلال الفترة الممتدة بين أيلول وتشرين الثاني 2014، من بينهم 110 سيدات تعرضن لهجمات كيماوية.

وبحسب النتائج التي نشرت في مجلة  Lancet الشهيرة عام 2015، "كان هناك 49 حالة إجهاض (45٪) في المجموعة التي تعرضت لعوامل كيميائية مقارنة بـ 14 حالة ( نحو 14٪) في صفوف المجموعة التي لم تتعرض لهجمات كيميائية، علماً أن النسبة المعتادة لحالات الحمل المعروفة التي تنتهي بالإجهاض تتراوح بين 10-15٪.

وقالت جبري: "نعم، لقد كان لدينا آثار فورية، تمثلت بالموت الجماعي نتيجة المذبحة التي حدثت في ذلك اليوم، ولكن لا يزال هناك نوع من العواقب طويلة المدى للهجوم الكيماوي".

بدوره، قال مهند الخطيب وهو طبيب أسنان يقيم حالياً في تركيا وكان قد تطوع في أحد المشافي الميدانية إنه ساعد شخصياً في ولادة ما لا يقل عن 13 طفلاً مصابين بتشوهات شديدة في غضون عام واحد من الهجوم الكيميائي في المعضمية.

وشارك الخطيب ثلاث صور التقطها تظهر مواليد مصابين بعيوب خلقية شديدة لدى أحدهم ذراع نامية من عنقه، موضحاً أن الأطفال في معظم تلك الحالات يفارقون الحياة سريعاً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات