بهجة العيد تجمع سوريي فرنسا في شعائر دينية.. وتفرز اليمين عن اليسار!

بهجة العيد تجمع سوريي فرنسا في شعائر دينية.. وتفرز اليمين عن اليسار!
 الجالية السورية في فرنسا، حالها كحال باقي الجاليات العربية، تأبى أن تغيب فرحة وبهجة الاحتفال بعيد الفطر عنها، رغم كابوسية مشهدية الحرب التي يشنها النظام السوري، حيث نعيش كسوريين بين حواف الموت والتغييب و"التشريد" الأسدي. هذا التفصيل يضاف إليه صعوبة الحياة وظروف العمل في فرنسا، وما زاد الطين بلة عدم الإنصات لمطالب الجاليات المسلمة المتكررة على الدوام تجاه كل الرؤساء الفرنسيين المتعاقبين على قصر "الإليزيه"، والمطالبة بيوم عطلة رسمية في عيد الفطر، على غرار باقي الأعياد الدينية التي تحظى بالعناية الرسمية الفرنسية.

شعائر لا يؤمن بها اليسار!

يستقبل سوريو فرنسا العيد والذين لا يصل عددهم إلى عدد سوريي ألمانيا والدول الاسكندنافية، عن طريق الذهاب لأداء صلاة العيد في المساجد المنتشرة على طول وعرض الجغرافية الفرنسية التي يصل فيها عدد المسلمين إلى ٦ ملايين مسلم، الصلاة التي يحرص عليها السوريون كباراً صغاراً رجالاً ونساءً، وخصوصا بالنسبة لصلاة العيد التي تعد إحدى شعائر الفرح في حياة المسلمين.. إذ  - وبعد الانتهاء من أدائها -  يقوم المسلمون عادةً بتهنئة بعضهم بعضاً بالعيد.

ويقول ستيفان مسلم فرنسي من أصول سورية لصحيفة (أورينت نت): "منذ قدوم السوريين عقب اندلاع الثورة السورية تحولت التهنئة بيننا كسوريين لتكون فرصة لتبادلها عبر الحضور على الموائد المعمورة بخيرات الطعام والمشروبات السورية"، ويكمل مبتسماً "هكذا تكون الألفة والمحبة في خصوصية العيد الشامي".

ويمارس السوريون شعائر العيد في فرنسا دون أي نقصان وبكل حرية، حيث تبدو مظاهر العيد جلية من خلال ارتداء السوريين ملابس العيد التي تميزهم، والتزاور وتبادل أطباق الطعام والحلويات التي يحفل بها المطبخ الشامي.. وإن كان هناك نسبة من السوريين في فرنسا، لا يؤمنون بالمرجعية الاجتماعية ولا الدينية للعيد بحكم توجهاتهم اليسارية!. 

 

عيد شامي

ويقول الشاب مالك الديري لصحيفة (أورينت نت): "إن السوريين في فرنسا يعيشون بهجة العيد من خلال تبادل الزيارات خلال أيام العيد، هذه الزيارات لم تكن موجودة قبل حضور اللجوء عقب الثورة السورية".

 ويضيف موضحاً أن: "عادات الجالية المسلمة هنا مختلفة، بسبب إحياء كل منهم الطقوس بحسب عادات بلده، هذا التنوع هو ما يضفي جمالاً للعيد ويبقي الفرحة واحدة "ويختم فرحاً" عقب الثورة السورية أصبحنا نعيش طقوس العيد الشامي".

ودرج السوريون على استقبال العيد بتشكيلة من المنتجات تتوافق مع مبادئ وقواعد الشريعة والذوق والعادات الشامية، ويطلق على هذه المنتجات في فرنسا، المنتجات الشرقية وهي جزء من المنتجات الحلال، واسعة الانتشار ليس هنا في فرنسا فقط بل في كل أوروبا، حيث يمكنك احتساء خمر بلا كحول وشمبانيا أيضاً.

من تفصيل المطبخ والملبس والمشروب الشامي، أصبح للسوريين عيدهم في فرنسا، أجواء مبتكرة للعيد السوري بطقوس شامية.

ويقول الدكتور محمد المحمد، رئيس "البيت السوري في فرنسا" لصحيفة (أورينت نت): "إن عيد الفطر مناسبة رائعة لإرساء أواصر المحبة بين السوريين" ويضيف: "إن السوريين عقب الثورة أصبحوا أمام واجب صناعة البهجة والفرح بالعيد رغم الوجع والقهر وهي فرصة لمساندة بعضنا بعضا، نحن الذين لم يسلم بيت من بيوتنا من كابوسية الحرب التي يشنها النظام السوري علينا".

ويختم قائلاً: "إن السوريين في العيد وفي كل مناسباتهم الدينية والثورية، يقدمون النموذج الأخلاقي الثوري، السوريون الذين لا يكتفون بإتقان وظائفهم وأعمالهم، فحسب؛ بل يساهمون في مد يد العون لكل من في حاجة لذلك منهم المسلم وغير المسلم، ولنا في النموذج الأخلاقي النبوي قدوةً حسنة".

وتعد الديانة الإسلامية هي الثانية في فرنسا من حيث عدد معتنقيها، هذا العدد الذي ازداد مع قدوم موجات اللجوء السوري، وإن كان عدد السوريين في فرنسا مازال قليلا ولا أرقام دقيقة بما يخصه، مقارنةً بكل من ألمانيا والدول الاسكندنافية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات