كفرلوسين: قرية حدودية منسية حولتها ظروف الحرب إلى مدينة

كفرلوسين: قرية حدودية منسية حولتها ظروف الحرب إلى مدينة
لم تعد بلدة كفر لوسين، تلك البلدة الحدودية الجبلية المعروفة ببساطتها وصغر مساحتها وقلة عدد سكانها المعهودة قبل بداية الثورة السورية، بل أصبحت محط اهتمام بعد أن غدت المعبر الذي غير شكل الوجود العسكري التركي في سوريا.

إذ تصدر اسم معبر كفر لوسين عناوين الصفحات المحلية والصحف السورية بعد عام 2017، منذ أنشأ الجيش التركي معبراً عسكرياً شمال القرية، وهو المعبر الذي شهد نشاطاً في حركة عبور القوافل العسكرية بما فيها من آليات وآلاف الجنود الأتراك.

وتزامن مع بدء تطبيق اتفاق سوتشي في أيلول/ 2018 بين الطرفين الروسي والتركي، والذي نص على خفض التصعيد في إدلب، وزاد من وجود نقاط المراقبة والتمركزات العسكرية.

وعدا عن أهمية كفر لوسين كمعبر وبلدة حدودية مع تركيا فهي شريان الحياة بالنسبة للكثير من المناطق شمال غرب سوريا، باعتبارها صلة وصل بين محافظة إدلب وريف حلب الشمالي مروراً بالكثير من المخيمات في المنطقة، بعد سيطرة نظام أسد على الطريق الرئيسي الواصل بين دمشق وحلب أواخر عام 2019.

وقال النازح من مدينة معرة النعمان حميد الخشان الذي اختار بلدة كفر لوسين مكاناً يحط فيه رحاله بعد نزوحه الأخير أواخر 2019، إثر العمليات العسكرية الواسعة للنظام وحليفه الروسي على مناطق ريف إدلب الجنوبي، أن اختياره لكفر لوسين مدفوعاً بعدة أسباب، ومنها أن البلدة " تتمتع بموقع استراتيجي كونها ملاصقة للحدود التركية ومجاورة لمعبر باب الهوى الحدودي في إدلب، حيث تقع في شماله الشرقي، إضافة لكونها صلة وصل بين ريفي إدلب وحلب وهو ما يعني حركة تجارية قوية للعاملين في المجال التجاري أمثالي" . 

وأضاف الخشان "أن السبب الأهم الذي دفعه لاختيار بلدة كفر لوسين هدوؤها من أي عمليات قصف أو تفجير فهي آمنة مقارنة مع أي منطقة أخرى على حد وصفه".

من جهته قال إبراهيم الشايب أحد النازحين من مدينة خان شيخون، "إنه بعد نزوحه مع عائلته كما الآلاف خرجوا بأرواحهم دون أدنى فكرة عن المكان الذي ستقصده العائلة".

وتابع "بعد مرور سنة من التنقلات بمناطق شمال غرب سوريا، قررت الاستقرار في مكان ما، لاسيما وأن عودتنا إلى مناطقنا باتت حلماً مع كل تلك التطورات التي حدثت، والتي لا تحمل معها إلا مستقبلا مخيبا لآمالنا، واخترت بلدة كفر لوسين، لبعدها عن الجبهات والعمليات العسكرية ولقربها من الحدود التركية".

 

غير أن الشايب فوجئ بغلاء أسعار الأراضي في البلدة والتي زادت أضعافاً مضاعفة بعد زيادة الطلب على شرائها من قبل النازحين والمهجرين، ولم يستطع شراء مساحة صغيرة من الأرض لبناء منزل لعائلته الصغيرة في البلدة، وهو ما اضطره للإقامة في إحدى مخيمات البلدة النائية بدلاً من الاستقرار في منزل يملكه.

ويشكو الشايب سوء الواقع الخدمي في البلدة رغم أهميتها وصعوبة وصوله إلى المخيم الذي يقيم فيه نتيجة حفريات الطرقات وضيقها تزامنا مع الازدحام المروري الكبير .

ويرى سليم العيدو الناشط المدني في بلدة كفر لوسين أن المجلس المحلي عاجز عن تقديم أي وسائل خدمية، سواء للنازحين أو المقيمين نتيجة قلة الدعم والإمكانات في الوقت الذي يتطلب فيه توسع البلدة وزيادة عدد سكانها مزيدا من الاهتمام من المعنيين وتحسين الواقع الخدمي. 

ويشير إلى أن عدد سكان البلدة كان قبل أعوام لا يتجاوز ألف نسمة أما الآن مع موجات النزوح الأخيرة وزيادة عدد الفارين إليها وصل عدد سكانها إلى نحو أربعين ألف نسمة وهو ما ساهم بتنشيط الحركة الاقتصادية والعمرانية فيها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات