طريق جديد للموت.. مهربون يستهدفون السوريين بإعلانات تروج طريقة "مضمونة" لدخول تركيا!

ربما أصبح موضوع التهريب أو الهجرة غير الشرعية عبر حدود الدول أمراً مألوفاً لدى السوريين، الذين باتوا يعيشون هذه الأمور حتى داخل بلادهم المقسمة بين العديد من أطراف النزاع، وأصبح مصطلح (التهريب) حاضراً في كل خطوة يخطوها السوريون سواء في داخل بلادهم أو خارجها، لا سيما في ظل عدم اعتراف غالبية الدول بـ (جواز السفر السوري)، وفرضها التأشيرات على السوريين.

ومع تزايد أعداد اللاجئين السوريين يوما بعد يوم في دول الجوار، بدأ العشرات من سكان المناطق الحدودية السورية وخاصة مع تركيا، بالعمل في مجال "تهريب البشر"، مقابل مبالغ مالية ضخمة، إلا أن الأمور تطورت مؤخراً لتغيير طريقة التهريب وخاصة بالنسبة لمن يقطن في مناطق سيطرة نظام أسد، لتصبح إيران هي صلة الوصل بين سوريا وتركيا الحدوديتين.

ورصدت أورينت نت إعلانات في منصات التواصل الاجتماعي، من أجل الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة أسد والدخول إلى تركيا، إلا أنه هذه المرة لم تكن الطريقة هي إحدى الطرق المعهودة التي تشترك بمسألة عبور الشريط الحدودي بين البلدين، بل كانت بطريق جديدة لم يسلكه أي سوري من قبل، حيث اعتمدت هذه الطريقة وفق (المروّجين) على السفر إلى إيران ومن ثم إلى تركيا وبكلفة تبلغ 2000 دولار أمريكي لكل شخص.

وجاء في أحد المنشورات التي رصدتها أورينت نت ما يلي: "السلام عليكم موجود طريق من سورية إلى تركيا مضمون طلعة من سورية نظامي إلى إيران بعدين على تركيا أكل وشرب ومنامة فندق على حسابي ضمن تكلفة السفر الدفع بأول منطقة في تركيا الي بحب يطلع يتواصل معي".

الطريق إلى التهلكة

أولى التعليقات على المنشور، تمحورت حول ماهية الطريق الذي سيتم اتباعه بين إيران وتركيا، حيث قال أحد المعلقين إن الطريق المذكور بات خطراً جداً وصعباً جداً، وهو طريق يستخدمه المهاجرون الأفغان والمهاجرون من إيران ودول الشرق الأقصى، وإن عبوره يتطلب السير لمدة 12 ساعة تقريباً على أقل تقدير، بعد إغلاق السلطات لـ (طريق النهر)، إضافة لإمكانية وجود قطاع طريق هناك.

ورغم التحذير، أكد شخص آخر أنه سلك هذا الطريق من قبل، وأنه تمكن بالفعل من العبور إلى تركيا، وأن الطريق ليس بالصعوبة التي يتحدث عنها، وأن عملية العبور لم تستغرق أكثر من بضع ساعات عبره، وتم الوصول إلى الأراضي التركية بنجاح.

وحذر شخص آخر من مغبة سلك مثل هذه الطرقات (المجهولة) بالنسبة للسوريين، داعياً لسلك طريق نظامية لمن لديه جواز سفر ساري المفعول قائلاً: "الطلعة يابتكون نظامية من سوريا ع لبنان ع تركيا... او ليش ع ايران ؟؟.... نصيحة يابتكون طلعة نظامية او لاحدا بيحاول... لان في كتير جماعات مختصة بتهريييب البشر بمناطق ايران... مافياات عالمية... فلاحدا بيحط حالو هيك... ياسفر من لبنان ع تركيا نظامي واصولاً او لاحدا يحاول".

بين الحل والأسباب.. أربيل مثالاً

وقدم أحد المعلّقين على المنشور طريقة للدخول إلى تركيا وبشكل قانوني لأي شخص يملك جواز سفر ساري المفعول قائلاً: "يلي بدو يطلع نصيحة لا يطلع كلو كزب يلي بدو يطلع نظامي بتكلفو 2000 $ فيزا نظامي بيطلع على اربيل وبيعمل اقامة وعلى لاقامة بحقلو فيزا تركيا كل تكليف 2000 دولار".

وأدى إغلاق الحكومة التركية للمنافذ النظامية إلى البحث عن طرق غير شرعية للدخول إلى تركيا، ودفع العديد من السوريين للتعامل مع المهربين ما تسبب بمقتل بعضهم من قبل حرس الحدود خلال محاولتهم العبور إلى الأراضي التركية.

وفي 22 نيسان المنصرم، قتلت قوات حرس الحدود التركي (الجندرما)، 3 مدنيين بينهم امرأة، على الحدود السورية - التركية من جهة ريف إدلب، اثنان منهم لقيا حتفهما جراء الضرب المبرح من قبل حرس الحدود لمحاولتهما دخول الأراضي التركية، أما المرأة فكانت تعمل بـ (الفاعل/اليومية) لإعالة أسرتها، ومكان عملها كان ضمن الأراضي السورية ولكن قرب الجدار الحدودي ، أي أنها لم تتجاوز الحدود أو تقترب منها".