التوطين الخاص خطوة لتعزيز إعادة توطين السوريين في أمريكا

التوطين الخاص خطوة لتعزيز إعادة توطين السوريين في أمريكا
على مدى السنوات الأربع الماضية كان لدى اللاجئين السوريين أمل ضئيل في إعادة التوطين في الولايات المتحدة، إلا أن شعورا بالتفاؤل يسود حالياً بأن سياسات الإدارة الجديدة على وشك التغيير للسماح بدخول اللاجئين السوريين والذي يعتبر جزءا من هدف الإدارة من أجل السماح في نهاية المطاف بدخول 125,000 لاجئ سوري ولكن ينبغي إيجاد فرصة للأمريكيين للعمل وبشكل مباشر مع اللاجئين لضمان سير عملية إعادة التوطين بسلاسة.

وتقول الكاتبة "بيتسي دريبين" مديرة المبادرات السياسية والمناصرة في منظمة تحالف الأديان للاجئين السوريين، في تقرير لها، "تتيح عملية إعادة التوطين الخاصة لمجموعة (مدنية أو دينية أو جامعية أو طلبة الكليات أو مجرد مواطن عادي) الفرصة لرعاية لاجئ أو عائلة لاجئة للاستقرار في الولايات المتحدة".

وكانت ثمة مبادرة رسمية للقطاع الخاص في عام 1986، حيث أعلن حينها الرئيس الأمريكي رونالد ريغان أنه يمكن للأفراد أو الجماعات رعاية عدد معين من اللاجئين، وقد أعيد توطين أكثر من 16000 لاجئ بهذه الطريقة قبل إغلاق البرنامج.

ورغم أنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة حاليا برنامج مماثل، إلا أن دولا مثل كندا وبلداناً أخرى مثل الأرجنتين ونيوزيلندا وإسبانيا وألمانيا وأيرلندا قد نجحت في تنفيذ شكلا من نماذج الرعاية الخاصة.

أمر بايدن التنفيذي

علاوة على ذلك، أعلن الرئيس جو بايدن في أمره التنفيذي الصادر بتاريخ 4 فبراير/شباط 2021 أنه يريد أن يرى مقترحاً بشأن إعادة التوطين الخاص على أن يتم تقديمه في غضون 90 يوما. 

ومما جاء في أمر بايدن: "لمواجهة تحديات إعادة برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة وتعزيزه (USRAP)، يجب على الولايات المتحدة أن تقوم بالابتكار عبر الاستخدام الفعال للتكنولوجيا والاستفادة من الرعاية المجتمعية والخاصة للاجئين مع مواصلة الشراكة مع وكالات إعادة التوطين من أجل استقبال اللاجئين وإيوائهم "

وتدعو مجموعة واسعة من الجماعات السياسية من المحافظين والمعتدلين والتقدميين والمؤسسات مثل مراكز الفكر إلى استخدام إعادة التوطين الخاص كجزء من إعادة تنشيط برنامج إعادة توطين اللاجئين في أمريكا.

التدقيق الفيدرالي

ويجب أن يخضع جميع اللاجئين للتدقيق الفيدرالي بعناية قبل قبولهم في الولايات المتحدة، والذي يشمل التحريات عن الهوية والفحوصات الطبية والمقابلات وغيرها، وهذه عملية شاقة يمكن أن تستغرق ما يصل إلى عامين حتى اكتمالها وذلك للتأكد من أن جميع اللاجئين القادمين إلى الولايات المتحدة لا يشكلون أي مخاطر أمنية أو ما شابه ذلك.

وتتحمل وكالات اللاجئين التي يبلغ عددها حوالي تسع وكالات العبء الأكبر في دمج اللاجئين في البلدات والمدن، ولكن بمجرد وصول اللاجئين إلى الأرض تبدأ عملية التأقلم التي يمكن للمواطنين والمجموعات الخاصة أيضا أن يلعبوا دورا مفيدًا فيها.

التأمين الصحي

ويمكن للمواطنين الأمريكيين القيام بمساعدة اللاجئين في الأعمال الورقية للحصول على رخصة قيادة وتسجيل الأطفال في المدرسة ومساعدتهم في كيفية الذهاب إلى متاجر المواد الغذائية ومعرفة أماكنها، بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة اليومية الأخرى التي تكون محيرة ومربكة عندما يكون المرء جديدا في بلد ما، ومع ذلك، يجب على الحكومة الفيدرالية أن تستمر في توفير التأمين الصحي.

وفي الماضي، اكتشفت العديد من المجموعات ذات النوايا الصادقة والتي أرادت أن تتبنى أسرة لاجئة أنه إذا لم يكن الفرد مؤهلاً للحصول على التأمين الصحي الفيدرالي فلن تتمكن المجموعة من تحمل الجانب الأعظم من التكلفة على الإطلاق – والمقصود هنا التأمين الصحي الخاص.

فبينما قد يتم تشجيع المجموعات وحتى الأفراد على المشاركة في إعادة التوطين الخاص، إلا أنه بات من الضروري أيضا تزويدهم بشبكة أمان لضمان حصول اللاجئين على المساعدة الطبية والنفسية التي يحتاجون إليها دون أن تصبح هذه النفقات عبئا ماليا ثقيلا على الراعين لهم.

الكليات والجامعات الأمريكية

يجب على المرء أيضا التفكير في حشد الكليات والجامعات الأمريكية ليس فقط لمساعدة طالب لاجئ جديد ولكن أيضا لتحمل مسؤوليات الاندماج لعائلة بأكملها.

قد يكون هذا مفيدًا بشكل خاص في الجامعات الكبرى التي قد يكون لديها برامج الطفولة المبكرة لاسيما مركز الرعاية النهارية وبرامج التغذية ومعلمين للغة الإنكليزية والأخصائيين الاجتماعيين في كلية الخدمة الاجتماعية وغيرها، وإن ثروة الموارد التي قد تمتلكها الجامعة (والعديد من الكليات) يمكن تسخيرها لضمان انتقال سلس للطالب السوري وعائلته إلى الحياة الأمريكية 

في الوقت نفسه، يتاح للطلاب الأمريكيين الذين يساعدون في إعادة التوطين الخاصة خوض تجربة مباشرة مع اللاجئين، حيث يتعلمون عن النضالات التي تحملها هؤلاء اللاجئون بالإضافة إلى ثقافتهم وعاداتهم ولماذا يعد المنظور العالمي لحقوق الإنسان أمرا ضروريا، وقد تتشكل صداقات لمدى الحياة أيضا بين اللاجئين والطلاب والخريجين وأعضاء هيئة التدريس الذين يساعدونهم.

وستواجه برامج اللاجئين في الكليات والجامعات بعض العقبات، فعلى سبيل المثال، بينما تجري مناقشة ديون "الكلية" في الولايات المتحدة ستكون هناك أيضا مسألة من يدفع مقابل جميع الخدمات المقدمة للاجئين في حرم الكلية.

كما يوجد أيضا الاعتبارات المتعلقة بالمرحلة الانتقالية لأن الطلاب يغادرون الحرم الجامعي بعد أربع سنوات، فقد يكون هذا وقتا كافيا لتصبح العائلة الجديدة مستقرة في المجتمع، إلا أنه يجب أن يكون هناك مستشارون من أعضاء هيئة التدريس والموظفون الإداريون الدائمون الآخرون لإنعاش فترة الركود التي قد تحدث عندما يتخرج الطلاب المتطوعون ويغادرون الحرم الجامعي.

ولقد أصبح هناك توجه نحو الاهتمام بإشراك الكليات والجامعات في إعادة التوطين الخاص، فأكثر من 60 جامعة في جميع أنحاء أمريكا تقوم بالفعل بتوفير السكن وتقديم الخدمات الأخرى في حرمها الجامعي للاجئين حتى بدون برنامج فيدرالي، إلا أن البرنامج الرسمي الذي تبنته إدارة بايدن يمكن أن يحدث فرقا كبيرا للاجئين السوريين الذين يعاد توطينهم في الولايات المتحدة، وقد أعربت بالفعل منظمة تحالف الأديان رسميا عن تأييدها الشديد لهذا البرنامج الذي بالطبع سيعمل جنبا إلى جنب مع المجموعات الدينية الشريكة والمجموعات المدنية التي ترغب في الانضمام إلى البرنامج القيّم لإعادة التوطين الخاص للاجئين عندما يتم وضع هذا البرنامج المنظم موضع التنفيذ، وستواصل منظمة "تحالف الأديان" تقديم المعلومات مع تطور هذه المبادرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات