"البطاقة السحرية".. أسلوب آخر لتشليح السوريين في مناطق أسد وابتزازهم بحاجاتهم اليومية

"البطاقة السحرية".. أسلوب آخر لتشليح السوريين في مناطق أسد وابتزازهم بحاجاتهم اليومية
في ظل التدهور الاقتصادي الكبير الذي سبّبه نظام أسد في البلاد، وتحول الوقوف في الطوابير إلى جزء من الحياة اليومية بالنسبة للسوريين، بدأ بعض عناصر الميليشيات بالتسويق لمشروع جديد يهدف لاستغلال الوضع وجني الأموال، عبر تقديم تسهيلات للحصول على ما يعرف باسم (البطاقة الأمنية)، نعم هي نفس البطاقة التي حملها عناصر أمن أسد وميليشياته لعقود، بكافة مزاياها التي تمكن صاحبها من تجاوز القانون.

وحصلت "أورينت نت" على معلومات، تفيد بقيام عناصر من ميليشيا الدفاع الشعبي في حلب بالترويج لموضوع البطاقة، وذلك عبر إبداء بعض العناصر استعدادهم لاستخراجها ومنحها لأي سوري، وعلى مبدأ (كل شي بتمنو).

بطاقات للبيع 

يقول (محمد) وهو أحد الحلبيين الذين علموا بموضوع البطاقة عن طريق الصدفة، من خلال حديث لأحد عناصر الميليشيات أمامه لـ أورينت نت: "استغربت في البداية من موضوع البطاقة، فكما أعلم، فإن هذه البطاقة خاصة برجالات الأمن وعناصر الميليشيات، وبها يقومون بخرق كل شيء ويتطاولون على الجميع ويمررون أفعالهم من فوق وتحت القانون، ولكن لم أعهدها يوماً أن تصبح بيد الجميع ".

ويضيف: "الحديث الذي دار أمامي حول البطاقة جعلني أشعر كما لو كنت أشتري أي منتج آخر، لقد دار الحديث كالآتي: بمية ألف معلم، مية ألف وبتصير بتمرق من كل شي متل الشعرة من العجين، لا طوابير ولا حواجز ولا هم يحزنون، كل ما هنالك رفاع بطاقتك قدام أي شخص بسألك أنت مين، حتى الخط العسكري بصير إلك حصة فيو، بتاخد خبز من دور العسكريين، بتاخد محروقات من دور العسكريين، بتمرق من الحواجز على الطريق العسكري، يعني باختصار بطاقة سحرية، وعم أخدمك خدمة العمر فيها، والله لأخي ما خدمتو هيك خدمة".

الأمن واحد

وتابع المصدر: "الحديث رغم أنه لم يطل كثيراً، إلا أنه كشف تفاصيل مهمة عن هذه البطاقة، إذ إنه ليس من المهم الجهة التي تُستخرج منها البطاقة، ففي النهاية على حد قول العنصر (الأمن واحد والكل في خدمة المواطن)، مشيراً إلى أن البطاقة وبحسب المروجين لها، يتم استخراجها خلال أسبوع، ودفع ثمنها يكون بعد الاستلام، فيما كانت العبارة الأبرز التي ضربت مسامعي (إذا صار أي إشكال خبرني مشان البطاقة، وأنا بعرف اتصرف)، وهو ما يعكس فرضية عدم قبول بعض الجهات بهذه البطاقة لاسيما العسكرية منها".

ميزات محدودة وهذه الحقيقة

عثرنا على أحد مستخرجي هذه البطاقة، وهو شاب يدعى (سالم) من حلب، وقال لأورينت "موضوع البطاقة ليس بالأمر الجديد، هو مطروح منذ أكثر من عامين، واستخرجت بطاقة مقابل 250 ألف ليرة، إلا أن ما يقال عن هذه البطاقة أكبر بكثير مما تقدمه، فأهم الأمور هو عدم إظهار البطاقة على أي حاجز عسكري، لأن رد الفعل الوحيد هو ضرب وحشي بكل شيء تطاله اليد، مع اتهامات بالتزوير وانتحال الصفة".

وذكر: "أما في الأمور الأخرى، فيمكن بين الحين والآخر تجاوز الطوابير على سبيل المثال، أو إخافة البعض عبر الادعاء بأن حامل البطاقة هو من الأمن، وهي عبارة لطالما عهدها السوريون منذ تولي آل أسد الحكم في سوريا، إضافة لإمكانية استخدام البطاقة في المستشفيات من أجل الحصول على خدمة أفضل أو التخلص من مخالفة مرور كأعظم حد، كما يمكن لحامل البطاقة (في حال كان يمتلك واسطة)، الحصول على مساعدات غذائية مخصصة للعسكريين بين الفينة والأخرى، عبر تسجيل اسمه في قوائم المستفيدين".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات