الغارديان تؤكد زيارة مسؤول سعودي رفيع لدمشق

الغارديان تؤكد زيارة مسؤول سعودي رفيع لدمشق
أكدت صحيفة بريطانية أن مسؤولاً سعودياً أمنياً رفيع المستوى زار دمشق للتباحث مع نظام الأسد في أول اجتماع من نوعه بين الجانبين منذ اندلاع الثورة السورية.

وقالت صحيفة غارديان في تقرير نشرته أمس الثلاثاء، إن "الاجتماع الذي عُقد في العاصمة السورية دمشق يوم الإثنين يعتبر مقدمة لانفراج وشيك بين خصمين إقليميين كانا على خلاف طوال فترة طويلة من الصراع".

وأوضحت أن اللواء خالد حميدان رئيس المخابرات العامة ترأس الوفد السعودي إلى دمشق، حيث كان باستقباله اللواء علي مملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني، التابع لنظام أسد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله "لقد تم التخطيط لذلك منذ فترة لكن لم تتخذ خطوات للتحرك"، مضيفاً "لقد تغيرت الأحداث إقليمياً وكان ذلك بمثابة نقطة بداية جديدة".

 وعن نتائج الزيارة، نقلت الصحيفة عن مسؤولين في الرياض قولهم إن تطبيع العلاقات قد يبدأ بعد فترة وجيزة من عيد الفطر.

وقالت الصحيفة إن مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة دفعة كبيرة للأسد، الذي تشبث بالسلطة بدعم من روسيا وإيران مع انهيار سوريا من حوله. 

وأضافت أن الخطوة ستكون كذلك لحظة تاريخية في الدبلوماسية الإقليمية، حيث تتحالف الرياض ظاهرياً مع طهران في واحدة من أكثر المناطق المتنازع عليها بمرارة في المنطقة، بعد أن اشتبك البلدان مع بعضهما البعض باستخدام قوات بالوكالة.

دوافع التغير السعودي

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن التدخل العسكري الروسي في أيلول من العام 2015 أدى إلى قلب مسار الحرب، وخروج السعودية من ميدان الصراع في سوريا بعد أن كانت تلعب دوراً محورياً في خطة للإطاحة بالأسد من خلال تسليح قوات المعارضة الموثوقة.

وعلى خلفية التدخل الروسي، تحولت الرياض لتشغل مقعدا خلفيا في الصراع.

ووفقاً للصحيفة جاء التحرك السعودي الأخير بعد أن تلقت الرياض آواخر آذار الماضي، عبر مبعوث عراقي، رسائل من مسؤولين إيرانيين أعربوا خلالها عن رغبة بلادهم في إنهاء الاحتكاك مع المملكة، بدءا من اليمن، كما تمت مناقشة خفض تصعيد التوترات في العراق وسوريا خلال المحادثات بين الجانبين.

ولم يعلق أي مصدر رسمي سعودي على ما أفادت به الصحيفة البريطانية حتى ساعة إعداد هذا التقرير، غير أن صحيفة سبق السعودية أفادت أمس أن مجلس الوزراء اطلع على فحوى المشاورات والمحادثات التي جرت خلال الأيام الماضية، بين المملكة وعدد من الدول الشقيقة والصديقة، وما تضمنته من تناول العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية.

وفي مطلع نيسان الماضي، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في مقابلة مع شبكة “CNN” الإخبارية، إن “المملكة تأمل أن تتخذ حكومة بشار الأسد الخطوات المناسبة لإيجاد حل سياسي”، مشيراً إلى أن هذا هو السبيل الوحيد للتقدم في سوريا.

الموقف الأمريكي 

وعلى خلفية التقارير التي تحدثت عن الزيارة المفاجئة، نقلت قناة الحرة عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن "الوزارة على علم بالتقارير التي تحدثت عن محادثات سورية سعودية جارية لإعادة فتح السفارة السعودية في العاصمة السورية".

وتابع المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بالقول: "أحيلكم إلى الحكومة السعودية للتعليق على ذلك"، قبل أن يضيف "نؤمن بأن الاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام يمكن تحقيقه فقط من خلال عملية سياسية تمثل إرادة كل السوريين، ونحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والأمم المتحدة لضمان بقاء حل سياسي دائم في متناول اليد".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات