بعد القطيعة.. "سادات أونال" أول مسؤول تركي يصل مصر.. من هو وما دوره بالملف السوري؟

بعد مرور ثماني سنوات من جفاف العلاقات بين تركيا ومصر، وما شهدته من قطيعة دبلوماسية وسياسية، وصلت إلى حد التراشقات والاتهامات المتبادلة بين البلدين، حطت طائرة وفد تركي رفيع المستوى في المطار، بعد أسابيع من تمهيد تركي لعودة وتطبيع العلاقات، تجسدت في تصريحات المسؤولين الأتراك.

يحمل الوفد التركي معه الكثير من الرسائل السياسية إلى المسؤولين في مصر، قد تكون تمهيدا ومفتاحا لعودة العلاقات بين البلدين، لكن اللافت في هذا التطور هو المسؤول الذي ترأس الوفد، سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي، والذي يعرف بأنه عراب الملف السوري.

وأعلنت وسائل الإعلام التركية، مساء أمس الإثنين، عن توجه وفد دبلوماسي تركي إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء مباحثات مع مسؤولين مصريين، ووفق ما نقلته قناة Haber Turk، مشيرة إلى إن سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي يترأس الوفد.

ومن المقرر أن يجري أونال والوفد المرافق له مباحثات حول عودة العلاقات بين البلدين مع وفد مصري برئاسة نائب وزير الخارجية.

وفي تصريح أمس للمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن لوكالة رويترز، قال "إن وفدا تركيا سيزور القاهرة الأسبوع المقبل"، مشيرا إلى أن المحادثات التي ستجرى بين البلدين يمكن أن تسفر عن تعاون متجدد، وتساعد في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في ليبيا.

وأضاف كالن "التقارب مع مصر، سيساعد بالتأكيد الوضع الأمني في ليبيا لأننا نفهم تماما أن مصر لها حدود طويلة مع ليبيا، وقد يشكل ذلك في بعض الأحيان تهديدا أمنيا لمصر".

وتابع "إن رؤساء المخابرات وكذلك وزيري خارجية البلدين على اتصال "، مشيراً إلى أنه من مصلحة البلدين والمنطقة تطبيع العلاقات مع مصر.

و شهدت الأسابيع الماضية خطوات عملية في إطار جهود تطبيع العلاقات المتوترة بين مصر وتركيا، بتحديد تاريخ أول زيارة بين البلدين، وذلك بعد إيقاف تركيا لبعض البرامج المصرية المعارضة التي كانت تبث من إسطنبول.

وتجلى التقارب في تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، تحدث فيها عن زيارة إلى مصر على مستوى نواب في الأسبوع الأول من أيار/مايو.

وصرح وزير الخارجية التركي "إن وفداً تركيا على مستوى نواب الوزراء سيتوجه إلى مصر مطلع أيار/ مايو المقبل استجابة لدعوة من الجانب المصري".

من هو سادات أونال؟

سادات أونال الدبلوماسي التركي ونائب وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، شغل عدة مناصب رفيعة في الوزارات داخل تركيا، والسفارات خارجها في كل من الكويت وإيران ونيويورك والأردن والنمسا وصولا إلى إفريقيا، وآخرها كان عندما عين نائبا لوزير الخارجية في عام 2018 وحتى اليوم.

لمع اسمه في أستانة وسوتشي، كـ "عراب للملف السوري"، عندما ترأس الوفد التركي في مباحثاته مع الدول الضامنة "تركيا وروسيا وإيران".

ففي شباط من عام 2020 ترأس ثلاث جولات من المفاوضات مع روسيا حول مصير إدلب، بعد أن صعد نظام أسد المدعوم من روسيا وإيران معاركه فيها، والتي كان آخرها زيارته لموسكو في تشرين الأول 2020، لبحث الملفين السوري والليبي، وتصدر مشهد المفاوضات في ذات العام مع واشنطن حول مصير مدينة منبج بريف حلب.

ومن المعروف عن أونالأنه يتقن اللغة الإنكليزية، ودرس البكالوريوس في قسم العلاقات الخارجية، كلية العلوم السياسية، بجامعة أنقرة.